مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لنمض الى المصالحة الوطنية الفلسطينية، على الرغم من مواقف الذين يرون فيها خسارة لأدوارهم. ومضطرون الى غض الطَرْف، عن تفوهات البعض، من غير أصحاب المصلحة في وحدة الشعب الفلسطيني وكيانيته السياسية. ولدى الوطنيين الغيورين، على طرفيْ الخصومة، مهمتان. الأولى تتعلق بالمثابرة على تأسيس التيار الشعبي لإنهاء الانقسام، أما الثانية فهي العمل، كُل طرف في جانبه، على إعادة صياغة نفسه وسياسته وطرائق عمله. من جهتنا كـ «فتح» ينبغي أن نذهب سريعاً الى عملية التهيؤ لما بعد التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة. هناك الكثير مما يتعيّن علينا معالجته أو تصويبه، في أساليب وآليات عملنا، أقله الارتقاء بمستوى عمل مؤسسات السلطة، وتعميق الثقافة الوطنية، ومراجعة شاملة لوضعية السلك الديبلوماسي وآليات إدارته، ومراجعة موضوعية، لتحديد الممكن وتحديد العسير، على صعيد علاقة الأمر الواقع مع الاحتلال، وتهيئة القاعدة الاجتماعية للحركة الوطنية الفلسطينية، للصمود وللقدرة العالية على الاحتمال، إذا ما تعرضنا لحملات متوقعة لخنق حياتنا والتضييق علينا. وبصراحة، لن يتأتى لنا هذا إلا بتوسيع دائرة المشاركة، والدمقرطة الحقيقية لعملية اتخاذ القرار وتحديد الخيارات، وإعادة الاعتبار للأطر التنظيمية، وسد الفجوة بين الإدارة العليا للجهاز الحكومي والقوى السياسية!

فإن ظللنا على هذا الحال الذي نحن فيه، سيكون أداؤنا، أدنى بكثير من مستوى وضعية الدولة التي ننشدها بعد أيام. كذلك سيكون انخراطنا في المصالحة التي نتوخاها، مربكاً للقوى الوطنية، طالما أنها غير منظمة وغير منسجمة وغير ذات رؤية مستقبلية.

كنا، بعد أن التوقيع على «أوسلو» نمر بمرحلة عسيرة، على الصعيدين العربي والدولي، بعد حرب الخليج الثانية وعلى اثرها. لم تكن «أوسلو» مرضية لكثيرين، ومنهم كاتب هذا السطور. كتبنا أيامها: أما وقد وقعت الفأس في الرأس، وأن تطبيقات اتفاق «إعلان المبادئ» ستبدأ بعد قليل، فلا بد من الذهاب سريعاً، الى عملية فرز وإصلاح لبُنية منظمة التحرير وتخليصها من عناصر الترهل، واستعادة الصلابة والمناقبية لحركة «فتح». فإن كان لا بد لنا، من الدخول في عملية سلمية؛ ينبغي ـ على الأقل ـ أن ندخلها ببُنية الثورة والمقاومة. أما إن دخلناها ببنية مترهلة وبِبُنيةٍ يعلو فيها شأن المتخففين من كل قيمة نضالية؛ فإن النتائج ستكون كارثية. ربما يكون الانخراط في عملية سلمية، بالبُنية النضالية وبأخلاقها وعزائمها، ذا نتائج ربما لا يتيحها لنا الكفاح المسلح.

كذلك نقول اليوم، إن التأطير السياسي الجغرافي، لخارطة فلسطين وفق محددات التسوية، من خلال وضعية الدولة (وإن كانت بلا عضوية)؛ يستوجب إعادة النظر في بُنيتنا وفي وضعنا الداخلي، لكي يكون لهذا المستجد، مفاعيله الإيجابية على خطوط البناء الوطني والمصالحة والحكم.

أما الأصوات الحمساوية التي تتعمد تعكير الأجواء، لكي لا يتصالح طرفا الخصومة؛ فهي أمر نأمل أن يتكفل بعلاجه التصالحيون من «حماس» نفسها. أخونا «الزهار» مثلاً، لم يتردد في هذه اللحظة، التي نواجه فيها تحديات وطنية صعبة، ونواجه أخطاراً تستهدف السياسة والمقاومة معاً؛ في تغليظ الهجاء لـ «فتح» وللرئيس محمود عباس. وأظنه معنيٌ بتسميم الأجواء. قال إن الرئيس عباس (المسافر بعد أيام الى الأمم المتحدة) لا يمثله. لم يسأله أحد إن كان يمثله الرئيس عباس أم لا. أشاد «الزهار» بإيران ونحن لسنا ضد ذلك، لكننا نعرف أن محمود أحمدي نجاد، لا يمثل كل الإيرانيين، بل إن كثيرين، حتى من صلب النظام، لا يرغبون في قرارة أنفسهم أن يمثلهم، كهاشمي رفسنجاني، على الرغم من كونه الآن رئيس هيئة تشخيص النظام، وكان رئيساً للجمهورية لفترتين، ورئيساً للبرلمان وقائداً للقوات المسلحة في فترة مصيرية. هناك فارق بين عدم الرغبة والإنكار، لأن في النكران منطقاً عدمياً، يُحال الى اللا شيء أو الى اللا تشكُّل. فنحن لا نتغنى بأشخاص، وإنما نحرص على سلامة الصفة التمثيلية الشاملة للشعب الفلسطيني، في إطار كيانية سياسية إن ضاعت منا، لن يسمح لنا الآخرون ببديلها. فمن يرغب ولا يرغب، عليه أن يحث على استعادة النظام الديمقراطي الفلسطيني، الذي تتاح في إطاره لإرادة الشعب الفلسطيني اختيار من يمثلونه!

خلاصة القول، إن وضعنا الوطني، لا يحتمل المماحكات. يتوجب علينا، أن نذهب الى وَحدَة الكيانية الفلسطينية وإنهاء انقسامها. وفي هذا السياق. ولا بد من غض الطرف عن كل «الخربشات» والتخرصات المعيقة!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required