مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة صادقت “إسرائيل” على بنائها في القدس والضفة المحتلتين صبيحة التصويت على رفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة من كيان مراقب إلى دولة مراقبة . نتنياهو يريد أن يذكّر الجميع بقوله إن هذه الخطوة لن تغيّر شيئاً على الأرض، إذن هو والمصوتون “ضد” يقفون ضد إرادة العالم . لكن لنترك نتنياهو وميكرونيزيا وجمهورية التشيك جانباً، وننظر إلى الولايات المتحدة ، متعهّدة شمس الديمقراطية و”الربيع” وهي تقف ضد أحلام الفلسطينيين وديمقراطية الأمم المتحدة، وتشطب “الأمم” لتضع مكانها “الولايات”، ولتجعل من سوزان رايس المقرر الفعلي لمصير الشعوب، بمعنى “لا” ل 138 دولة، وشريعة الغاب بدل الشرعية الدولية .

يستطيع نتنياهو أن يسوّق مخطّطه الاستيطاني كبضاعة متعددة الأغراض، وليس كرد على قبول فلسطين دولة شبحاً في الأمم المتحدة بعد خمسة وستين عاماً على تقسيمها، بتواطؤ دولي و”هبل” عربي . لكن حكومات هذا الكيان الغاصب للأرض والتاريخ والمقدسات والرواية، تبني المستوطنات وتهوّد المقدسات وتقتل وتجرح وتعتقل وتخرق التهدئات، بلا مناسبات . وهي فعلت كل ما فعلته ولم يكن هناك اعتراف بالدولة الوهمية، وبنت مفاعلات نووية قبل أن يفكر أي فلسطيني بحمل سكين مطبخ ليدافع به عن نفسه .

تستطيع حكومات “إسرائيل” من كل ألوان طيفها الحزبي والأوجه الملونة للعملة الواحدة أن تعطي لكل عمل لصوصي مناسبة متزامنة، لأنها تدرك أن لا أحد في هذا العالم يقول لها “إذا كان المتحدّث مجنوناً، فالمستمع يجب أن يكون عاقلاً” . كانت تستخدم العمليات التفجيرية ذريعة لنسف الاتفاقات، ويقف العالم على قدميه ليتّهم “الإرهاب” الفلسطيني بتخريب “عملية السلام”، مع أن هذا العالم المنافق يعرف أن أول عملية تفجيرية حدثت بعد مرور أربع وأربعين سنة على النكبة، ارتكبت العصابات الصهيونية خلالها عشرات المجازر وشرّدت ملايين الفلسطينيين، واحتلت مع فلسطين أراضي مصرية وسورية وأردنية، ومياه البحر وحقول الغاز وأوكسجين الحياة .

صبيحة التصويت في الأمم المتحدة، تذكّر سوزان رايس مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة ومرشحتها الوشيكة لمنصب وزيرة الخارجية، الفلسطينيين من خلال السياسة والاسم بطبخات الأرز المحروق إبان عهد رايس الأولى . رايس الثانية قالت بعد التصويت إن الفلسطينيين المحتفلين سيصحون في اليوم التالي على واقع لم يتغيّر، أي أنهم يحلمون . ورغم أنها قالت ذلك بغضب وتشفّ ودعم صريح ووقح ل “إسرائيل”، إلا أنها كانت مصيبة (بالمعنيين الممكنين للكلمة) . فهي عارفة جيداً مواقف وسياسات حليفة بلدها، وضامنة، كمقاول “وفي” لكل ما تفعله “إسرائيل” بالفلسطينيين وأرضهم ومقدّساتهم، ولسان حالها يقول “قولوا ما تشاؤون ونحن و”إسرائيل” نفعل ما نشاء” .

في هذا المناخ من المفيد تذكير المبتهجين ب “الترقية” الأخيرة في الأمم المتحدة، بأن هذه الخطوة، مع كل ذلك جيّدة، لكنّها لا تستحق أكثر من ابتسامة عابرة وانتشاء لا يطول، لأن الطريق إلى فلسطين أطول من الذي حصل، وهي بالتأكيد لن تمر عبر الأمم المتحدة وقراراتها غير الملزمة، ولا مجلس الأمن المرتهن لإصبع المندوب الأمريكي الذي يرتفع بالفيتو ويخترق عين العالم وعيون ثلاثمئة مليون عربي ومليار مسلم متقاتلين على رواية عمرها مئات السنين على حساب أولى القبلتين وثالث الحرمين .

إذن، لتبني “إسرائيل” مستوطنات وليفرح الفلسطينيون بالدولة “غير العضو”، وليشعر العرب بأداء الواجب ورفع العتب، ولتتباهى تركيا بأنها مهندسة “الانتصار” بعد فشلها في تحصيل “الاعتذار”، وبالمقابل يتوجه المستوطنون إلى منازلهم القرميدية ويبقى اللاجئون في بيوت الصفيح، وكل ذكرى تقسيم وأنتم منقسمون .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required