مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
الحديث عن جهاز التعليم اليهودي مرتبط بالأساس قبل بدايات الحركة الصهيونية في اوروبا، حيث كان التعليم للجماعات اليهودية في اوروبا يأخذ طابعاً دينياً خاصاً، ومنذ ان نشأت الحركة الصهيونية اتخذت من التعليم اداة مهمة في اقناع الجاليات اليهودية في جميع انحاء العالم للعودة الى ارض فلسطين والتي جسدتها الحركة الصهيونية انها ارض الميعاد وان الوقت حان للعودة لها، ولكنها في حقيقة الامر شوهت الديانة اليهودية على حساب نجاح المشروع الصهيوني.

بعد قيام دولة اسرائيل على انقاض الجرائم الانسانية بداية بالتهجير والقتل والتطهير العرقي للفلسطينيين في الاراضي التي اعلنت عليها اسرائيل دولتها عام 1948 فان الصهيونية كان لها ان تحقق من جهاز التعليم الذي وضعت له هدف مركزي في بداياته وهو تعزيز فكرة نفي الاخر سواء على المستوى الداخلي او الخارجي وإعادة بناء عالمها الخاص وطرد سكان ارض فلسطين.

جاءت اهداف جهاز التعليم في اسرائيل تحمل اهداف الصهيونية تلك الحركة التي استخدمت ادوات عنيفة من اجل تشريد وتهجير الفلسطينيين من اراضيهم بنظرة تطهير عرقي على المستوى البعيد.

جميعنا نعلم ان الصهيونية لعبت على الوتر الديني اليهودي في انها عادت الى ارض الميعاد كما اقنعت يهود العالم بأن الله استعاد ارض اليهود الذين طردوا منها ولذا فان جهاز التعليم جاء ليقول بأن فلسطين ارض الميعاد ويتوجب تطهيرها وتنقيتها بوسائل عنيفة او غير عنيفة وجميعها مبررة بإظهار ان التعليم الاسرائيلي يناضل من اجل السلام.

عمل جهاز التعليم بعد ذلك على التخطيط في كيفية انتاج اليهودي الجديد يقيم وعادات وأفكار واتجاهات واحدة بالرغم من التنوع الثقافي للمواطنين الاسرائيليين وصور جهاز التعليم الاستيلاء على الارض وسيلة لا عنفيه ومبررة من اجل اعادة اليهودي الاصيل الى ارضه وطرد الغرباء كما يدعون.

ان الحديث عن التنوع الثقافي في التربية الاسرائيلية بشكل عام وفي التعليم بشكل خاص يرتبط بمدى التنوع الثقافي للجماعات التي جلبتها الحركة الصهيونية من دول العالم الى ارض فلسطين، وهي في حقيقة الأمر جماعات من كافة الاقطار حيث يمكن اعتبار اسرائيل بدولة تجمع بين ثقافات عديدة، وبذلك من المفترض ان يكون جهاز التعليم الاسرائيل بشكل تلقائي متنوع ثقافياً وفكرياً واتجاهياً.

رغم التنوع على كافة المستويات في الاراضي المحتلة عام 1948 وبالتحديد جهاز التعليم إلا ان الهدف الاكبر لجهاز التعليم هو النظرة الصهيونية الرامية للتغلب على التنوع كمسألة حياة او موت للصهيونية. فمنذ بداية الصهيونية توقف نجاح المشروع الصهيوني على قدرته في التغلب على التنوع في التواريخ والهويات الدينية والفكرية.

نجح المشروع الصهيوني بشكل محدود في التغلب على تنوع الهويات والإيديولوجيات اليهودية، حيث ساعد جهاز التعليم على تحقيق اهداف الصهيونية في البقاء والتي كانت بحاجة الى رواية تاريخية موحدة وطبق التعليم ذلك في تربية النشء بمناهج تنفي التنوع مثل: "من الشتات الى الخلاص"، "الهولكوست والتحرر". وبناء رواية تاريخية على انقاض جريمة انسانية انها "التطهير العرقي" للفلسطينيين.

تختلف اهداف المؤسسين لدولة اسرائيل حسب الرواية التاريخية المزورة التي روجها جهاز التعليم وحافظت على بقاء الصهيونية عن الاهداف التي هي بحاجة لها اسرائيل في تلك المرحلة، لأن العنف الداخلي والخارجي لإسرائيل اليوم ينبني على اسس ورواية جديدة، فالميدان الاسرائيلي اليوم عالق بين توجهين مختلفين الأول: يسعى للحداثة والتطور والرأسمالية والمتمثل في اصحاب الثقافة الغربية او ما يعرف بـ "الاشكناز"، والأخر يسعى الى الانغلاق والتطرف والمتمثل في اصحاب التيارات الدينية. ففي تلك الظروف هناك اتجاه اسرائيلي لإعادة بناء الرواية التاريخية من قبل المفكرين والنقديين والباحثين، للسيطرة الحقيقية على الجهاز الادراكي للنشء الجديد والمعرفة والوعي.

في هذه المرحلة ترتئي اسرائيل حاجتها الى مشاركة الجمهور في كتابة تفاصيل الرواية التعليمية الجديدة لأن المجتمع اصبح ذو تأثير عالي بالفرد أكثر من المرحلة السابقة التي اخذت على عاتقها كتابة الرواية بعيداً عن الافراد نتيجة انه لم يعد للمعلم والمدرسة والأسرة كذلك قدرة على التأثير فحسب وإنما واقع النظام وأنماطه هي مكون تربوي ذو علاقة عالية.

المعادلة هي ان التعدد الثقافي في التربية الاسرائيلية لها علاقة بوجود اسرائيل نفسها، حيث انها استخدمت تغييب التعدد في تطهير الارض من فلسطينيتها وتحريرها من تاريخها. والمؤكد ان شبكة التربية الحكومية الاسرائيلية تنفي على الدوام طبيعية التعدد الثقافي للميدان الاسرائيلي لأن التعددية الثقافية تؤثر عليها في جانبين اولهما تهديد البقاء للدولة والمشروع الصهيوني خارجياً والثاني يتمثل في تعميق الخلاف بين مكونات اسرائيل على المستوى الداخلي.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required