مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لا يجوز بأي شكل من الأشكال مهما كانت الظروف وتحت أية ذريعة أن تسيس حكومتنا الحالية رواتب موظفيها الذين يشكلون شريحة واسعة وعريضة من فئات المجتمع الفلسطيني الذي يقبع تحت نير الاحتلال في الضفة الغربية.

المعلم الفلسطيني بشكل خاص عانى طويلا من ظلم الاحتلال الاسرائيلي بسبب تدني الراتب , وتنفس الصعداء حين بدأ بتسلم راتبه من أيدي فلسطينية , على أمل أن حكومته ستشعر بأنينه وأوجاعه وشكواه , وترد له مظلمته عند الحاجة .

المجتمعات الأخرى العربية وغير العربية تكرم المعلم قبل غيره من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين , وذلك لأن المعلم هو من ينشئ الاجيال , فالطبيب والمهندس والمحامي والفنان يتخرجون جميعا من مدرسته ويتتلمذون على يديه قبل أن يطرقوا باب العمل ويقوموا بأداء مهامهم في دروب الحياة العسيرة.

للسياسة وجه يختلف تماما عن وجوه مناحي الحياة الأخرى , فالسياسة للساسة والمطبخ للطباخ ولكرة القدم فحولها ومحترفوها , أما أن نخلط كافة أمور ببعضها كالمتسول الذي يجانس قسريا بين الموز والباميا واللحم والفول والسمك , فإننا نكون قد فرضنا على مجتمعنا أن يكون قطيعا من الأغنام , عليه ان يسمع ولا يحتج , ويتألم ولا يشكو , ويجوع ولا يبكي , فلماذا نلوم الغرباء حين يصفون حكوماتنا العربية ونحن في مقدمتهم بالدكتاتوريين !

خداع الآخرين ممكن تماما لبعض الوقت , إما خداع النفس فهو انتحار نفسي ومعنوي في آن واحد , لهذا نرجو من حكومتنا أن تدفع بكل ما لديها من أمكانيات لتاخذ بيد موظفيها لكي تبقي على جسر الثقة والتواصل متينا وظاهرا قبل انهياره وزوال أثره , وقبل فوات الأوان , لأن الموظف لم يتبق لديه شيء يبكي عليه.

لأنه لم يخطئ حين يستفسر ويسأل عن لقمة عيشه وسبب تأخيرها عن أفواه أبنائه المنتظرين على الابواب عند عودة والدهم من مدرسته أو وظيفته.

أظن أن ثقافة الهزيمة اندثرت , بعدما حققنا ردعا نوعيا وتوازنا لا باس به في غزة الصامدة وشعبها الأبي , وبعدما أصبحت دولتنا عضوا غير مراقب في الأمم المتحدة , فلماذا لا نشكو مآسينا ونطالب الأمم المتحدة بإجبار اسرائيل على دفع مستحقاتنا من الضرائب أو معاقبتهم على جرائمهم المتكررة وتعويض الدمار الذي يسببونه بعد كل فشل لهم في كل مواجهة ؟ أم أننا سنظل ندفن رؤوسنا في الرمل طويلا ويتحمل شعبنا وموظفونا تبعات تقصير حكومتنا إلى ما لا نهاية ؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required