لا يجوز بأي شكل من الأشكال مهما كانت الظروف وتحت أية ذريعة أن تسيس حكومتنا الحالية رواتب موظفيها الذين يشكلون شريحة واسعة وعريضة من فئات المجتمع الفلسطيني الذي يقبع تحت نير الاحتلال في الضفة الغربية.
المعلم الفلسطيني بشكل خاص عانى طويلا من ظلم الاحتلال الاسرائيلي بسبب تدني الراتب , وتنفس الصعداء حين بدأ بتسلم راتبه من أيدي فلسطينية , على أمل أن حكومته ستشعر بأنينه وأوجاعه وشكواه , وترد له مظلمته عند الحاجة . المجتمعات الأخرى العربية وغير العربية تكرم المعلم قبل غيره من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين , وذلك لأن المعلم هو من ينشئ الاجيال , فالطبيب والمهندس والمحامي والفنان يتخرجون جميعا من مدرسته ويتتلمذون على يديه قبل أن يطرقوا باب العمل ويقوموا بأداء مهامهم في دروب الحياة العسيرة. للسياسة وجه يختلف تماما عن وجوه مناحي الحياة الأخرى , فالسياسة للساسة والمطبخ للطباخ ولكرة القدم فحولها ومحترفوها , أما أن نخلط كافة أمور ببعضها كالمتسول الذي يجانس قسريا بين الموز والباميا واللحم والفول والسمك , فإننا نكون قد فرضنا على مجتمعنا أن يكون قطيعا من الأغنام , عليه ان يسمع ولا يحتج , ويتألم ولا يشكو , ويجوع ولا يبكي , فلماذا نلوم الغرباء حين يصفون حكوماتنا العربية ونحن في مقدمتهم بالدكتاتوريين ! خداع الآخرين ممكن تماما لبعض الوقت , إما خداع النفس فهو انتحار نفسي ومعنوي في آن واحد , لهذا نرجو من حكومتنا أن تدفع بكل ما لديها من أمكانيات لتاخذ بيد موظفيها لكي تبقي على جسر الثقة والتواصل متينا وظاهرا قبل انهياره وزوال أثره , وقبل فوات الأوان , لأن الموظف لم يتبق لديه شيء يبكي عليه. لأنه لم يخطئ حين يستفسر ويسأل عن لقمة عيشه وسبب تأخيرها عن أفواه أبنائه المنتظرين على الابواب عند عودة والدهم من مدرسته أو وظيفته. أظن أن ثقافة الهزيمة اندثرت , بعدما حققنا ردعا نوعيا وتوازنا لا باس به في غزة الصامدة وشعبها الأبي , وبعدما أصبحت دولتنا عضوا غير مراقب في الأمم المتحدة , فلماذا لا نشكو مآسينا ونطالب الأمم المتحدة بإجبار اسرائيل على دفع مستحقاتنا من الضرائب أو معاقبتهم على جرائمهم المتكررة وتعويض الدمار الذي يسببونه بعد كل فشل لهم في كل مواجهة ؟ أم أننا سنظل ندفن رؤوسنا في الرمل طويلا ويتحمل شعبنا وموظفونا تبعات تقصير حكومتنا إلى ما لا نهاية ؟ اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|