مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
على الرغم من أن الدولة الفلسطينية التي إنتزعها الفلسطينيون بفعل قوة شرعية الدولية، وبفعل نفاذ صبر المجتمع الدولى من سياسات إسرائيل الإحتلالية والرافضة للسلام، ومن قناعة الدول بحق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم الذي أقرته قرارات الشرعية الدولية، لكن هذه الدولة ليست هدفا في حد ذاتها، لأن الهدف النهائي هو إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية الكاملة التي تستطيع أن تمارس وظائفها السيادية سواء في داخل حدودها ألإقليمية المعترف بها دوليا، أو في إطار علاقاتها الخارجية، فمن غير المقبل أن تمارس إسرائيل كل وظائفها السيادية وهى دولة إحتلال ، ولا تمارس الدولة الفلسطينية نفس الحقوق بسبب سياسة ألإحتلال التي بدأ المجتمع الدولي رفضها، والذى عبر عن ذلك بتصويته لقيام الدولة الفلسطينية.

وحتى ينتهى الإحتلال، وتقوم الدولة الفلسطينة الكاملة فهذا يحتاج إلى القيام بالعديد من المسؤوليات والمهام على مستوى الدولة الفلسطينية أولا، وعلى المستوى العربي، ومطلوب أيضا قيام المجتمع الدولى بمسؤولياته حتى يتم إكتمال الدولة الفلسطينية.

والمسؤولية ألأولى تبقى على الجانب الفلسطينى والعربى معا ، فعلى المستوى الفلسطينى ينبغى أن يمارس الفلسطينيون مسؤولياتهم وكأن لهم دولة حقيقية علي ألأرض ، وليس كما تقول إسرائيل إن قيام الدولة لا يغير شيئا على الأرض، هذا غير صحيح ، الحقوق والصلاحيات تنتزع ولا تمنح ، وعليه على الفلسطينيين ترجمة مفهوم الدولة علي ألأرض ، حتى يستطيعوا تغيير الواقع الإحتلالى على أرضهم ، فلا يكفى الإنتظار وردود الفعل لما تقوم به إسرائيل من سياسات إستيطانية تريد بها تغيير الواقع الذي تقوم عليه الدولة الفلسطينية ، ولتفرغ الدولة الفلسطينية من مضامينها السياسية والسيادية ، وهذا يتطلب فلسطينيا التفكير أولا بمنطق الدولة في التعامل مع إسرائيل.

وفي هذا السياق لا بد من إعادة تفسير إعادة تقييم لكل الإتفاقات الموقعة مع إسرائيل ، وأنا لا أطالب بإلغائها لأن السلطة الفلسطينية غير قادرة على ذلك ، وإن كانت الدولة الفلسطينية وقيام شخصية دولية جديدة يقتضى ذلك ، لكن في الوقت ذاته لا يمكن التعامل مع نفس هذه الإتفاقات التي وقعت قبل قيام الدولة ، نحن ألأن أمام حالة دولة وهذا يعنى منطق وأسس وقواعد جديدة في التعامل ، ويتطلب التعامل معها بمنطق الدولة حتى مع إستمرار الإحتلال ، وإخضاعها بالكامل لمفهوم المصلحة الوطنية الفلسطينية ، وليس لمنطق القوى والضعيف الذي حكم إتفاقات أوسلو .

وفي مقدمة ذلك إعادة النظر في طبيعة الإتفاقات ألأمنية ، وإعادة تحديد العلاقات ألأمنية علي أسس جديدة تخرج بالمؤسسات ألأمنية الفلسطينية من حالة التبعية إلى حالة أكثر إستقلالية تتفق ومفهوم ومنطق الدولة الفلسطينية الجديدة ، وأيضا إعادة الإعتبار بالإتفاقات ألإقتصادية وتصحيحها بما بخدم المصلحة والحالة الفلسطينية الجديدة، حتى إتفاقات أوسلو ذاتها ، فلا توجد إتفاقية لها طابع القدسية النهائية ، فأى إتفاق دولة يخضع للمراجعة بما يخدم التوازن والتكافؤ في العلاقات بين الدول.

ومن الأدوار المهمة تفعيل كل وسائل المقاومة الشعبية التي تجيز للدولة الفلسطينية من خلالها إنهاء الإحتلال إلإسرائيلى للأراضى الفلسطينية ، ومن المسائل ذات ألأهمية الكبيرة التي تقع على الفلسطينيين إنهاء الإنقسام السياسى لأن إستمرار الإنقسام ووجود حكومتين وسلطتين يتعارض مع أهم محددات وصلاحيات الدولة الفلسطينية وهى السيادة ألإقليمية على أرضها ، فالإنقسام يعنى عدم قدرة الدولة الفلسطينية على ممارسة سلطتها ليس بسبب الإحتلال فقط ، ولكن بسبب فعل فلسطينى ، وهذا من شأته أن يؤثر في إمتداد سلطة الدولة الفلسطينية وترجمتها علي الأرض.

ولا يتوقف ترجمة مفهوم الدولة الفلسطينية في الداخل ، بل هناك العديد من المهام على المستوى الدولى ، وهنا تبرز معركة الشرعية الدولية ، وهى معركة شاقة وطويلة وصعبة وتحتاج إلى جهد ودعم دولى ، وتحتاج أولا إلى ترجمة تصويت الدول لصالح الدولة الفلسطينية إلى سياسات ضد كل ما تقوم به إسرائيل من سياسات إحتلالية تمس حقوق المواطن الفلسطيني على أرضه ، وما تقوم به من سياسات إستيطانية تتعارض مع هذا التصويت الدولى بقيام الدولة الفلسطينية ، ومعركة الشرعية الدولية تحتاج إلى تفعيل كل قرارات الشرعية الدولية ، والذهاب إلى المنظمات الدولية لرفع مكانة فلسطين فيها ، وتحتاج ايضا الذهاب إلى المحاكم الدولية لوقف الإستيطان ، وإظهرا إسرائيل علي أنها دولة لا تلتزم بالقرارات الدولية ، ومثل هذه السياسات ستخلق وضعا دوليا جديدا لم تعتاده إسرائيل ، وقد يقود إلي حالة من العزلة الدولية ، ويضع الدول الداعمة لها مثل الولايات المتحدة في مواقف حرجة دوليا .

وعلى المستوى العربى مطلوب دعم الجهود الفلسطينية ، والعمل على بقاء الدولة الفلسطينية ، وإمدادها بكل الدعم المالى الذي تحاول إسرئيل ممارسته على السلطة ، لأن بقاء الدولة الفلسطينية كما هو مصلحة فلسطينية هو أيضا مصلحة عربية ودولية ، وهذه هى الرسالة التي على الدول العربية إيصالها على مستوى العمل الدبلوماسى الدولى ، فإما قيام هذه الدولة بالكامل ، وقيامها بكل سلطاتها وصلاحياته السيادية حتى تسطيع القيام بدورها في إكتمال السلام الذي يحتاج كخطوة أولى وأساسية لقيام هذه الدولة ، ومن هنا أهمية الربط بين قيام الدولة الفلسطينية الكاملة ، وبين إنجاز السلام وتسوية كل القضايا المكونة للصراع العربى الإسرائيلى ، والتي لن تحل إلا في سياق وقيام الدولة الفلسطينية.

وهذا يتطلب مبادرة عربية جديدة في إطار المبادرة العربية ، والتوجه نحو الولايات المتحدة وإدراك أنه إذا لم يتم التوصل إلى إنجاز السلام في ظل فترة الرئيس أوباما الثانية وألأخيرة ، فسوف تذهب المنطقة كلها وفى ظل التحولات العربية الجديدة إلي حالة من المواجهة التي قد تهدد امن وإستقرار المنطقة بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة ، والمفتاح لأمن وسلام الكل هو في العمل معا من أجل قيام الدولة الفلسطينية الكاملة ، وهذا لن يتم إلا بإنهاء الإحتلال الإسرائيلى ،وإنهاء الإحتلال يتطلب وقفا للإستيطان في ألأراضى الفلسطينية. وتبقى مسؤولية قيام الدولة الفلسطينية مسؤولية دولية في إطار المسؤولية الفسطينية والعربية.

* أستاذ العلوم السياسية/ غزة

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required