مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

انتهت الانتخابات الإسرائيلية بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة، ونتنياهو غني عن التعريف باعتباره رمزاً للاحتلال والاستيطان والتطرف ورفض السلام الحقيقي مع الفلسطينيين. بغض النظر عن شركائه في الائتلاف القادم فإن حكومة نتنياهو ستعبّر عن نهجه وبرنامجه وسلوكه المعتاد بالدرجة الأولى حتى وإن قدم تنازلات تكتيكية هنا أو هناك وخاصة في قضايا داخلية اجتماعية واقتصادية شغلت اهتمام الرأي العام الإسرائيلي خلال الانتخابات.

باختصار، يمكن القول إن إسرائيل اختارت وبأغلبية كبيرة الاحتلال والاستيطان واستمرار الصراع، وبذلك تكون قد أطلقت الرصاصة الأخيرة على "عملية السلام" وبهذا لن يكون أمام الفلسطينيين سوى الاستعداد للمقاومة الشاملة بعيداً عن تسويق الأوهام التي اعتمدها البعض.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا غاب الصراع وعملية السلام المزعومة والاحتلال والاستيطان عن ساحة الانتخابات في إسرائيل بينما احتلت فئة "الكوتيج" ( اللبنة) حيزاً أكبر منها؟

الجواب واضح، ففي ظل الأمن الشامل الذي يتمتع به الاحتلال والاستيطان والتهويد بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع وفي ظل ازدهار حركة الاستيطان وإدعاء حالة التعايش مع السلطة الوطنية فإن إسرائيل لا تشعر إطلاقاً بالحاجة إلى سلام حقيقي، خاصة ان مفهومها للسلام هو الأمن.

حالة الأمن والاستقرار والازدهار التي يتمتع بها الاحتلال الإسرائيلي في السنوات الأخيرة لم تحدث منذ حرب حزيران عام 1967، وقد وصف تقرير للشاباك صدر مؤخراً أن "عام 2012 لم يشهد مقتل أي إسرائيلي واحد ( في الضفة) منذ عام 1973 "وذلك حسب وصف التقرير لسبب ما سماه "جهود قوات الاحتلال بالتنسيق مع أجهزة السلطة الأمنية".

صوتت إسرائيل بأغلبية كبيرة ضد السلام، ولم يطرح أي حزب ذي وزن في اسرائيل قضية السلام أبداً ولم يشعر الإسرائيلي بأي حاجة ملحة للمفاوضات التي تقود لسلام حقيقي طالما يشعر كل إسرائيلي بتوفر الأمن له، الأمر الذي لم يتوفر لمستعمر في التاريخ.

لقد جرب الفلسطينيون المفاوضات طوال عقدين من الزمن ولم يحصدوا سوى مزيد من الاحتلال والاستيطان والتهويد والاغتيال والاعتقال وهدم البيوت ومصادرة الأرض والعدوان الدائم، وثبت أن الرهان على عكازة المفاوضات الهشة هو رهان مأساوي ومدمِّر، ومن المؤسف أن أصحاب هذا النهج الذين رفضوا نهج المقاومة والانتفاضة لم يعترفوا بفشلهم حتى الآن ويواصلون بيع الأوهام والرهان على خيارهم التفاوضيّ بأي ثمن رغم انه لم يقد سوى لنتيجة واحدة هي فك الحصار وإنهاء العزلة الدولية عن حكومة الاحتلال.

إن الصمود البطولي الذي أبداه قطاع غزة في مقاومة العدوان الأخير وانتزاع عضوية مراقب في الأمم المتحدة يظهر بجلاء أن خيار المفاوضات فقط ليس قدراً وخياراً يتيماً، وأن العودة للحديث عن استئناف المفاوضات على نفس القواعد السابقة وتجاهل الصمود الميداني والانتصار الدبلوماسيّ الدولي سيؤدي إلى كارثة وإلى مزيد من التمادي الإسرائيلي، ولهذا فعلى القيادة الرسمية لـ(م.ت.ف) أن تعلن وتتعهد بشكل صريح وواضح أن العودة للمفاوضات لن تتم الا على أسس وقواعد واضحة تجمع عليها الغالبية الساحقة من الفلسطينيين وفي مقدمتها التزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال والانسحاب إلى حدود 1967، بما في ذلك مدينة القدس والاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وبدولته التي اعترفت بها الغالبية الساحقة من دول العالم والإقرار بتنفيذ القرار الدولي 194الخاص بحق العودة للاجئين الفلسطينيين والإفراج الشامل عن جميع الأسرى والمعتقلين كمقدمة لهذه المفاوضات وليس نتيجة لها واختصار التفاوض على جدول زمني لتنفيذ هذه الالتزامات بما لا يتجاوز بضعة أشهر.

أما ميدانياً فلا بد من استنهاض وإطلاق طاقات شعبنا في أوسع مقاومة شعبية شاملة بما يشمل مقاطعة رسمية وشعبية للمنتوجات والبضائع الإسرائيلية وتحريم تداولها في السوق الفلسطينية، وقيادة حملة دولية لفرض عقوبات ومقاطعة على إسرائيل والتوجه لكافة المؤسسات الدولية دون تردد للحصول على عضويتها ورفع القضايا إليها. إن أية محاولة للعودة إلى أي مفاوضات عبثية مقابل بعض الفتات سيكون كارثة وطنية لا تحتمل، ويجب عدم القبول بها بتاتاً.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required