مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

كانت أول قمة إسلامية في سبتمبر/ أيلول 1969 بعد شهر من جريمة إحراق المسجد الأقصى، وتم بعد ذلك إقرار تنظيم يجمع الدول الإسلامية باسم “منظمة المؤتمر الإسلامي” التي غيّر مسمّاها مؤخراً إلى منظمة التعاون الإسلامي، وأنشئ صندوق للقدس، وكان من أهدافه مناهضة التهويد الذي يتبعه الكيان الصهيوني، وتظل القدس حاضرة في كل مؤتمرات القمة الإسلامية .

وجاء مؤتمر القمة الإسلامية الأخير في القاهرة في فبراير/شباط ،2013 ليسير على النهج نفسه . فالقدس حاضرة في البيانات والتوصيات، وكذلك القضية الفلسطينية إجمالاً، ولكنها غائبة عن الفعل . إذ يستمر الكيان الصهيوني في ممارسة المزيد من الانتهاكات على صعيد القدس، ومحاولة عبرنتها و”أسرلتها” تحت معاول الهدم لمنازل المقدسيين وإقصائهم، وكذلك الحفريات التي تهدد المسجد الأقصى . ولم تتوقف هذه السياسة الصهيونية عن التهويد الممنهج للقدس ومعالمها وشوارعها ومآثرها، ويظل رد الفعل على صعيد القمم الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي، تنديداً وشجباً واستنكاراً، لا يغير من واقع الحال شيئاً، ولا يعيره الكيان الصهيوني أي اهتمام . والقدس التي تمثل جوهر الصراع مع الكيان الصهيوني لاتزال في حاجة إلى فعل له تأثير على صعيد الواقع .

إن الكيان الصهيوني اتخذ قراراً في أكتوبر/تشرين الأول ،2010 يعدّ القدس منطقة أفضلية قومية أولى، ويمنح الصهاينة حوافز لحملهم على الاستيطان في القدس ومحيطها، مع أنهم أصلاً وفق العقيدة الصهيونية الاستعمارية العنصرية، متحفزون لاستلاب الأرض الفلسطينية والحق الفلسطيني، وممارسة كل الانتهاكات بحق هذه الأرض وذلك الحق . كما اتخذ الكيان قراراً في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 يعدّ القدس عاصمة للشعب اليهودي، وليس مجرد عاصمة للكيان الصهيوني .

هذا التصعيد الصهيوني المتواصل على صعيد القدس ومحيطها، لا يقابله تغيير في الاستراتيجيات أو الآليات لمناهضة هذا التصعيد، ووقف الانتهاك الصهيوني للقدس وللمسجد الأقصى، فلاتزال بيانات الشجب والتنديد والاستنكار، هي ما تتمخض عنه القمم الإسلامية وحتى القمم العربية .

صحيح أنه قد تتخذ قرارات بدعم صندوق القدس، أو لجنة القدس، ولكن الصندوق واللجنة هما أصلاً غائبان عن الفعل، ويكاد لا يكون لهما حتى صدى في الأوساط أو المحافل الأممية أو الوسائل الإعلامية .

هذا الجمود الذي يعتور صندوق القدس ولجنة القدس، يقابله حراك صهيوني واسع وهجمة شرسة على القدس ومقدساتها . والمقدسيون يواجهون انتهاكات الكيان الصهيوني، ومحاولة اقتلاعهم والاستئثار بالقدس عاصمة له وليهوده المهاجرين من شتى أصقاع الأرض . وبالطبع فإن المقدسيين لا يستطيعون وقف الحراك الصهيوني العنصري الجائر ولا يملكون ما يدرأ الهجمة الصهيونية الشرسة على القدس ومقدساتها، في وقت يضربون فيه أروع الأمثلة في الصمود والصبر والمقاومة والإصرار على وجودهم في القدس رغم كل الوسائل الصهيونية الباطشة التي تحاول اقتلاعهم، وتمارس هدم المنازل، وعبرنة المعالم والشوارع والمآثر .

لعل القمم الإسلامية يحفل جدولها عادة بموضوعات متعددة، من بينها القضية الفلسطينية، خصوصاً موضوع القدس، وما تتعرض له من تهويد ممنهج . وهذا شأن القمم العربية أيضاً، فالقضية الفلسطينية حاضرة في جدول أعمالها دائماً، خصوصاً موضوع القدس، ولكن مجابهة الانتهاكات الصهيونية الجائرة على صعيد القدس وفي محيطها لا تتم من خلال نقاش عابر أو بيانات، لا تخرج عن إطار الشجب والتنديد والاستنكار، أو حتى قرارات لا تجد طريقاً للتطبيق . وتظل حبراً على ورق .

إن منظمة التعاون الإسلامي يفترض أن تقوم بدور فاعل كونها تمثل تجمعاً لعدد كبير من الدول الإسلامية، ولكن ذلك يعتمد على التزام هذه الدول بمحورية القدس، في إطار محورية فلسطين كقضية تحرر من ربقة الاستعمار الصهيوني، في عالم لا يعرف مثله استعماراً يغتصب الأرض، وينتهك الحق، ويهلك الحرث والنسل، ويمارس القمع والقتل والتهويد والتشريد والحصار المجازر .

إن محصلة القمة الإسلامية الأخيرة في القاهرة لم تخرج عن سابقاتها بصرف النظر عن الديباجات البلاغية في البيانات أو التوصيات الصادرة . ولم تجد القدس في هذه الديباجات أو البيانات أو التوصيات ما يرفع عنها وطأة الهجمة الصهيونية الشرسة أو يوقف التغول الصهيوني على صعيدها ومحيطها . ولم يجد المقدسيون أيضاً ما يخفف عنهم غلواء البطش الصهيوني، وممارسات الهدم للمنازل، والإقصاء والتشريد .

ربما قال قائل إن طبيعة هذه القمم لا تهيئها إلا للقيام بما تقوم به منذ بدايتها في لقاءات عابرة، ولا تستطيع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامية أن تقوم بأكثر مما تقوم به، لهذا فليس من المستغرب أن تكون المحصلة عادة هي المحصلة نفسها . صحيح أنها تحفظ القدس في الذاكرة، ولكنها لا تحفظها في الواقع الذي يفعل فيه الكيان الصهيوني، كل وسائله لعبرنته و”أسرلته”، وتحقيق الهدف المحوري في مشروعه الاستعماري العنصري .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required