مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يقول المثل العربي “لا تضع كل ما تملك من بيض في سلة واحدة” ما يعني عدم التعلّق بخيار واحد أوحد من دون البحث عن سواه من بدائل، لأن هذا الخيار قد تخسره . في الحالة الفلسطينية يبدو أن هناك تصميماً على وضع البيض والمزرعة بالكامل في سلة واحدة متعددة المستويات على صعد عدة، من دون الانتقال إلى خيارات جديدة أو اللعب بأوراق رابحة .

على صعيد المقاومة بات من الواضح أن خيار المقاومة السلمية أثبت أنه لن يكون ناجعاً إذا ما اعتمد كخيار وحيد في مواجهة كيان متغطرس عنصري يمارس كل أنواع القتل والقمع والتنكيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ويستغل هذا الخيار لإشباع تعطشه لإراقة الدم وإشاعة جو من الترهيب ضد الفلسطينيين .

آخر هذه الأمثلة قتل الاحتلال بدم بارد للشهيد محمد عصفور خلال تظاهرة سلمية خرجت في قرية عابود بالضفة الغربية نصرة للأسرى في سجون الاحتلال واحتجاجاً على تصفية الشهيد عرفات جرادات في أقبية التحقيق “الإسرائيلية” . فعصفور لم يكن يحمل أي سلاح بل واجه المحتلين بصدره العاري، لكن جنود الاحتلال لم يحتملوا حتى ذلك وأطلقوا عليه رصاصاً معدنياً اخترق جمجمته وأدخله في غيبوبة إلى أن ارتقى إلى جوار ربه، رغم أنه كان بإمكانهم إنهاء المسيرة السلمية من دون اللجوء إلى القتل .

حتى الآن لم تفلح مسيرات وتظاهرات التضامن مع الأسرى في وقف تضييق الخناق الصهيوني عليهم أو إطلاق سراح أي منهم، كما لم تفلح المناشدات الدولية في الإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام رغم أن سامر العيساوي دخل يومه ال232 من دون أن يدخل معدته أي طعام، لكن في المقابل فإن المقاومة وحدها من حررت المئات منهم بعد أن غيبتهم عتمة السجون لعشرات السنين، بعيداً عن “مبادرات حسن النيّة” التي تخلي سبيل من تبقى لهم أيام معدودات في الأسر . ما يفرض إعادة الاعتبار للمقاومة المسلّحة كأحد الخيارات المهمة في مواجهة كيان لا يفهم غير لغة القوة .

دبلوماسياً فإن أحد التحركات التي تأخر القيام بها كثيراً، في ظل التعنت والعنجهية “الإسرائيلية”، هي قيام “دولة فلسطين” بالانضمام للمحكمة الجنائية الدولية لتقديم شكوى ضد “إسرائيل” وجرائمها وممارساتها رغم أنه مر أربعة أشهر على تعديل وضع فلسطين في الأمم المتحدة . وليس هناك أية مبررات لتأخير ذلك في ظل تساقط الشهداء الواحد تلو الآخر، ومعاناة الأسرى وتصاعد الاستيطان وسرقة ونهب الأرض الفلسطينية وتهويد القدس وانتهاك حرمة المقدسات وعربدات المستوطنين وجنود الاحتلال .

لذلك لا يرى أصغر فلسطيني أي منطق في تأجيل التحرك إلى ما بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة، خاصة أن المكتوب قرئ من عنوانه، بل قالت الإدارة الأمريكية بصريح العبارة إنه لن تكون هناك أي مبادرات جديدة للتسوية، وأكد أوباما نفسه أن الزيارة لتأكيد “الدعم الثابت” للكيان الصهيوني .

بعد كل هذا التلميح والتصريح، هل من داع للإبقاء على البيض الفلسطيني في السلة الأمريكية التي ثبت أنها بلا قعر وتستنزف الفلسطينيين وجهدهم وتحيّد نضالهم ومقاومتهم وترهنهم في مربع اللاشيء إلى الأبد؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required