مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
قبل اشهر قامت وزارة الخارجية في دولة الاحتلال بالإعلان عن حملة انا لاجئ يهودي، سعت من خلالها الى تحضير ملف تعويضات من الدول العربية لليهود الذين هاجروا اليها منذ العام 1948. والأسبوع الماضي نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية ان هناك مساعي اسرائيلية من مندوب دولة الاحتلال في الامم المتحدة رون بريسور، لتغيير الصبغة القانونية الخاصة بتعريف اللاجئين الفلسطينيين، لإسقاط هذه الصفة عن ابناء الفلسطينيين وأحفادهم الذين هجروا قسرا عام 1948، وانه قال: “أن أحدا لا يمكنه الإقرار بأن العقبة الرئيسية التي تواجه تحقيق حل الدولتين هي حق ملايين اللاجئين الفلسطينيين في العودة”.

تتزامن تصريحات بريسور في الوقت الذي يستعد فيه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيبلو غراندي، لعقد مؤتمر صحافي عنوانه: “اللاجئون الفلسطينيون أصبحوا سكانا منسيين في منطقة مضطربة على نحو متزايد”.

ليست هذه المرة الاولى التي تقوم بها دولة الاحتلال بالتحريض ضد قضية اللاجئين الفلسطينيين بهذا الصلف والعنجهية والغبن، وكأنها هي من تقود العالم، في تعمد لانكار حقوق الفلسطينيين، و التساوق الأميركي مع ما تقوم به دولة الاحتلال من اجراءات ممنهجة ضد الفلسطينيين، ولم يعد مجالا للشك منذ تعهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في 14/4/2004، بعدم دعم حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، واعترافه بدولة الاحتلال كدولة “يهودية”، وهو ما كرره الرئيس الحالي باراك أوباما، و الالتزام به. ربما لا يدرك كثير من الفلسطينيين أن تصفية “أونروا” قد تحولت إلى هدف رئيسي تسعى إليه دولة الاحتلال بمساعدة الكونغرس الأمريكي.

منذ قيام السلطة الفلسطينية في العام 1993، ومع ما يسمى عملية السلام بدا واضحا أن الشح في تمويل “أونروا” متعمداً، حيث زاد التمويل للسلطة ومؤسساتها، وبدأت في تقليص خدماتها بما فيها الأساسية كالتعليم والصحة، و ازداد التقليص في الخدمات بشكل كبير جداً، وأصبح التهديد بوقفها عن العمل بسبب النقص المتعمد في التمويل.

في الوقت الذي ترى فيه دولة الاحتلال أن “أونروا” قد استهلكت دورها، وأصبحت أزمتها المالية مزمنة، والتهديد بتوقفها عن العمل أمراً واقعاً، كما يجب ان لا نغفل أن أزمة “أونروا” المالية هو ليس خارج السياق التي تسعى إليه دولة الاحتلال بتصفيتها ونقل صلاحياتها إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العالم التي تأتي في سياق الالتفاف على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.

دولة الاحتلال ومن خلفها أعضاء في الكونغرس الأمريكي يعملون على تقليص ميزانياتها ومحاولات تصفية “أونروا”، مبعث القلق الحقيقي هو استمرار محاولات تصفية “أونروا”، وأن نكون نحن ضمن تلك المحاولات بقصد أو من دون قصد، في ظل استمرار الانقسام وعدم مواجهة ما تقوم به دولة الاحتلال من محاولات في نزع صفة لاجئ عن ابناء وأحفاد اللاجئين، والرئيس محمود عباس يقول ليل نهار انه لا يسعى لنزع الشرعية عن دولة الاحتلال وسياساتها العنصرية ضد الفلسطينيين والتنكر لحقوقهم.

وفي ظل هذا الواقع المر و نحن غير موحدين وغير مدركين حجم الخطر على قضية اللاجئين، وما تتعرض له من ضغوط ومحاولات تصفية، وفي ظل غياب دور حقيقي لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، المطلوب منها التحرك العاجل في إطار الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والدول المضيفة للاجئين من أجل منع أي مساس بحقوق اللاجئين الفلسطينيين خاصة حق العودة والتمسك به والدفاع عنه من خلال تحصينه وعدم المساس به.

* باحث وكاتب فلسطيني مقيم في غزة - Mustafamm2001@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required