مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لم يعد خافيا على أحد من المتابعين حجم الارباك في برنامج زيارة الرئيس الأمريكي اوباما إلى المنطقة ، الأمر الذي يفقد الزيارة كثير من الأهمية وهذا ما يمكن أن نلمسه بشكل واضح من آراء ومواقف المواطنين العاديين ، ولكن هذه الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي اوباما منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وبعد انقضاء الفترة الأولى وبدء الفترة الثانية لرئاسته ، وبعض خطاب التنصيب الذي أعلن فيه أن الولايات المتحدة قد طلقت غريزة الحرب لتنخرط في نمط آخر من السياسات هدفه إقامة الامن والسلام الدائمين .

وذلك لأن الإدارة الامريكية تعلم تماما حالة الانشغال القادمة للرئيس الامريكي في ملفات غاية في الاهمية وربما حتى نكون أكثر دقة لأن المنطقة في المرحلة القادمة سوف تشهد توترا كبيرا يصعب معه على الرئيس الامريكي زيارة المنطقة وهذا الأمر يعكس سبب اصرار الإدارة الأمريكية على الزيارة ، وهنا أختلف مع من يريدون بالزيارة مجرد سياحة .

انها زيارة مصيرية في غاية الاهمية وتعكس تغييرا عميقا في الاسلوب ولادوات ونوعيا من حيث القرارات التي سيتخذها الرئيس الأمريكي والتوجيهات في المنطقة ، الأمر الذي ظهر من خلال محاولات التهرب الاسرائيلي من الزيارة وفي نفس الوقت تسجيل نقاط هامة على سياسة الرئيس اوباما بالإعلان أنه لم يزر اسرائيل كرئيس للولايات المتحدة ، او انه ليس لديه شيء يقدمه ، وهذا يقدح في مواقفه التي يعبر فيها عن صلابة العلاقة الاسرائيلية الامريكية .

ورغم ذلك فإن الرئيس اوباما يريد من نتنياهو تقديم بوادر حسن النية بمبادرة منه في الافراج عن جميع الاسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل توقيع اتفاق اوسلو وفقا لتفاهم تبيض السجون في اطار اتفاق اوسلو وكذلك بذل جهد للإفراج عن الاسيرات والمرضى والاطفال من المعتقلين إضافة إلى توسيع المناطق ذات السيطرة الفلسطينية ، رغم أن هذا الامر لا يغير شيئا في سياسة نتنياهو إلا أنه يعتبر تغييرا شكليا في الموقف الاسرائيلي ومحاولة لفك العزلة عن الحكومة اليمنية الأكثر تطرفا في اسرائيل ذلك ـ المستفيد هو حكومة الاحتلال ـ وفي نفس الوقت فإن اسرائيل تستمر بممارساتها وظلمها واحتلالها وان توسعت مناطق السيطرة الفلسطينية .

و لأسباب داخلية و دولية وإقليمية تأتي زيارة الرئيس اوباما لتمهيد الطريق أمام مهمة وزير الخارجية في اطلاق مفاوضات مثمرة حول الدولة الفلسطينية ، في اطار استراتيجية الاختراق وبهذا الشأن فإن هناك من نصح الرئيس اوباما بمخاطبة الرأي العام الاسرائيلي مباشرة دونما الواجهة المعارضة المتمثلة في رئيس الحكومة الاسرائيلية وعن قرب لتجاوز محاولات قطع الطريق على الجهود الأمريكية المتمثلة سواء باختلاق حالة توتر أو توتير للأجواء أو من خلال تسريبات اعلامية والقطيعة .

ولكن بالمقابل فإن الرئيس اوباما يعارض نتنياهو في من يقرر مصلحة اسرائيل ، يأتي مدعوما بمواقف اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة للشرح لاسرائيل أنه لا يمكن إدارة الظهر ل 138 دولة صوتت لصالح رفع مكانة فلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة تستطيع المشاركة في المعاهدات ، وبذلك فإن اوباما يريد البناء على دروس فوزه بولاية ثانية ، وخصوصا أنه في وضع أفضل من الناحية الاقتصادية بعد أن تم اكتشاف النفط بكميات كبيرة ويقف خلف اوباما كذلك أقطاب الاقتصاد الامريكي ، وفي هذا الاطار فإن هناك حالة ارتباك في اسرائيل بسبب السياسة التي اعلنها الرئيس اوباما عند تنصيبه ، فالولايات المتحدة لا تريد لدول منافسة أن تستفيد من انهماك امريكا بالحروب ، اسرائيل تعتبر نفسها متضررة من توجه الرئيس اوباما كونها تعتمد على الصناعات العسكرية ومثل هذا التوجه يشكل خبرا سيئا للصناعات الحربية الامريكية و الاسرائيلية واللوبيات السياسية التي تعمل في خدمتها ، هذا الامر الذي يفسر محاولات ارباك الزيارة للرئيس الامريكي ، وبالمقابل تصميم الرئيس الامريكي على الزيارة يعكس إضافة للأسباب السابقة ليعزز سياسة التدخل الخلفي إضافة للتخطيط بأن تنحى الزيارة منحا شعبيا في اسرائيل ، ليراه الاسرائيليون في كل مكان في اسرائيل ويخاطبهم مباشرة كما أعلن المتحدث باسم الرئيس الأمريكي .

وما تحمله هذه الزيارة توجه للمفاوضات مع ايران ، تحت سقف زمني في ظل تأزم الوضع في سوريا ، وما يمكن ان تسفر عنه المنطقة من فوضى غير محسوبة وفي نفس الوقت فإن اوباما لن يمارس ضغوط حقيقية على اسرائيل لتلبية تطلعات الفلسطينيين والاسرائيلين ، وقد يتم بالاكتفاء ببوادر حسن النية في الوقت الحالي ، و اعلان الالتزام الامريكي بصرف المساعدات للفلسطينيين المجمعة من العام الماضي ، بهدف تجديد الالتزام الامريكي تجاه الفلسطينيين ، وليعلن اوباما انه قد تجاوز الدعم العلني الذي أعلنه نتنياهو لمنافسة ميت رومني والذي تجاوز فيه كل الاعراف .

وكما أعلن الرئيس الأمريكي نفسه التأكيد على الالتزام بأمن اسرائيل وتوجيه رسالة حازمة إلى ايران وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ، وفي خطوة استباقية كان الرئيس الامريكي قد اجتمع مع العشرات من الزعماء اليهود بينهم ممثلين عن السلام الان ومن المحافظين الجدد ، حيث ربط اوباما ما بين امن اسرائيل على المدى البعيد مرتبط بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ، في حين انتقد ما اسماه التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة ، وفي شعاره المعلن حول السلام بأنه ممكن ولكن صعب لأن الفلسطينيين ملزمون باتخاذ خطوات من أجل السلام الأمر الذي يفسر على أن الزيارة للضغط على الفلسطينيين الأمر الذي يجعل الزيارة مرتبكة ولا تحظى بالشعبية لدى الفلسطينيين وصناع القرار في اسرائيل .

رغم ضعف الامال التي تعلق عليها والتي لربما تتصاعد بعد أن هبطت الطائرات المروحية في مقر المقاطعة لتحمل الوفد الأمني الامريكي الذي سبق وصول الرئيس الامريكي لرام الله ، الامر الذي ينفي ما تناقلته بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية حول الزيارة باقتصارها على مدينة بيت لحم ، او ان الادارة الامريكية لا تطلع الاسرائيليين على تفاصيل الزيارة على الجانب الفلسطيني ، وخصوصا ان لقاء شبابيا سيعقد مع الرئيس الامريكي ولقاء اخر منفردا مع رئيس الوزراء د. سلام فياض إضافة للقائه الرئيسي مع السيد الرئيس واعضاء القيادة الفلسطينية ، اضافة الى زيارته لكنيسة المهد في بيت لحم وليتناول طعام الغداء على مائدة الرئيس ابو مازن ، ومن غير الواضح اذا كان سيلتقي منظمات المجتمع المدني ورجال الاعمال الفلسطينيون ، او انه سيزور مدينة روابي كما اشيع .

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required