فكم حاولت أصف" جلعاد" ابن التاسعة عشر من عمره الذي يسكن في الحي الاستيطاني في الجليل الاعلي , الذي أتوقعه يقول :حين أسرت لم أكن نائماً في حضن أمي ،ولم أكن جالساً علي شرفة بيتي , بل كنت أحارب الأعداء "الإرهاب الفلسطيني ", وكنت في الدبابة أعيش علي إزعاج الناس تارة وعلي قتل النساء والأطفال تارة أخري معتقداً بأنني أقوم بعمل وطني . فرغم معاملة آسريني الجيدة لي ،إلا أنهم لم يسمحوا لي بوصف حالتي الصحية لأنهم أبلغوني أن ثمنها باهض يجب أن يدفعه قادتي ،هل كنت مصاباً لحظة اختطافي ؟ هل عالجوني وشفيت ؟وهل كانوا حريصون علي حياتي أكتر من حياتهم لأنهم بشر؟أعتقدت أنني راوغتهم وأجبتكم عن صحتي ولكنني اكتشفت أنهم متيقظون لكلماتي جيداً ،ولكنها الرسالة التي يريدوني أن أوصلها . عاملوني برفق ،و لم أتعرض لاذي أومعاملة قاسية،فقد أعطوني حريتي الخاصة , لم اعتبر نفسي مخطوفاً أو أسيراً، بل اعتبروني أمانة لابد أن تعود بمقابل، فلم أكن في الزنازين الضيقة جداً،و لم أكن في العزل الانفرادي بل كنت طول الوقت معهم , لم تكن الحشرات السامة فراشي ولا القاذورات لحافي ,وكنت أنام كيفما ينامون لحافي لحافهم وطعامي طعامهم ؟. تعلمت منهم الحق ولا شيء إلا الحق والدفاع عن الحق , علموني الشجاعة والبطولة , عرفت أنهم مظلومين ،عرفت أشياء لم اعرفها من قبل لم أتعلمها في مدرستي ,نعم أيقنت أنهم أصحاب قضية وأصحاب حق ، فهم أصحاب الأرض ونحن المحتل،و هم لفلسطين وفلسطين لهم نحن دخلاء علي هذا الوطن , فأنا مثلاً أحمل الجنسية الفرنسية لذا يجب أن أعود إلي فرنسا . سمعت صوت أمي بالمذياع وهي تتوسل إلي كل العالم لفك أسري ،سمعتها وهي تبكي من أجلي ، أمي لم تنم ونامت إسرائيل ولم ينم "جلعاد" وأنا أفكر في أمي, حرمت من تقبيلها كل صباح، أصبحت أمي تتردد علي الصليب الأحمر الدولي كما تتردد أمهات الأسرى الفلسطينيون،مما دفعني للسؤال مرة أخرى بأي ذنب أسروا وهل لهم أمهات مثل أمي؟ . فأنا تعلمت في مدرستي أن الفلسطينيين إرهابيين،و رسخوا في عقلي أنهم حشرات وأفاعي سامة كما يقول الحاخام "عوفاديا يوسف" ,لقد قالوا لي في الكنيسة أن العرب سلبوا أرضنا ويجب أن ندافع عن هذه الأرض الوطن القومي لليهود . عندما أعود سوف أقول للعالم كله انه يجب إطلاق سراح كل الأسري،وسأعقد مؤتمراً صحفياً أسرد فيه كل ما ذكرته وأكون شاهداً على عدالة قضية الفلسطينيين ،معذرة فأنا "جلعاد"مجهول المصير،ولحقني جنديان آخران،ويبدولي أن الكل أصبح مجهول في ظل الحكومة التي ترأسنا!!!. - مفتاح 14/7/2006 - اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
|