مفتاح
2024 . الأحد 21 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
عمل محمود بني عودة 25 عاما في صناعة الزهور في المستوطنات اليهودية، لكنه الآن من سنة يحارب تلك الفكرة..انه وشبان آخرون يقاتلون على جبهة ناعمة.

فالشباب الذين يديرهم محمد بشارات وهو صاحب خبرة طويلة في الزراعة الكلاسيكية التي تشتهر فيها المنطقة، يجهزون باقات الورود لتوريدها لأسواق الضفة الغربية قبل حلول الظهيرة.

وبدأ مزارعون فلسطينيون بمساعدة مؤسسات زراعية محلية وممثليات غربية بزراعة الورود وهو أول مشروع من نوعه في الضفة الغربية التي اعتمدت على استيراد الزهور من المستوطنات اليهودية من قبل.

وليس ثمة أي عائق واضح الآن يحول دون توسع هذه الزراعة الملونة الناعمة في بلدة طمون شمال الضفة الغربية.

وقال بشارات وهو يتابع العمال الذين كانوا يقومون بنقل زهور الزنبق من بيوت بلاستيكية إلى الخارج'كانت تجربة ونجحت (..) سننجح بإيصال هذه الورود إلى أوروبا.. هذه (روز) جميلة'.

وقدمت دولة أوروبية هي هولندا ذاتها دعما ماليا لإقامة هذا المشروع، وساعدت جمعية الإغاثة الزراعية على التنفيذ وإرشاد المزارعين كي ينطلقوا.

لم يكن المزارعون هنا يملكون خبرة بزراعة الورد، وقبل سنوات قليلة كان أمرا غريبا أن يفكر احدهم في هذا الصنف الناعم من الورود، لكن بشارات الذي قضى عمره يعبد زراعة البندورة والخيار، يتنفس بكل ثقة اليوم عبق هذه الزراعة.

فالرجل الذي يستطيع أن يشرح آلية هذه الزراعة من الألف إلى الياء يرى فيها أنموذجا فعالا لمحاربة المستوطنات اليهودية التي تمتهن ذات الصناعة ولا تبعد أكثر من كيلومترات من هنا.

وعانت السوق الفلسطينية طوال السنوات الماضية من شح الورود واضطر إلى استيرادها من الأسواق الإسرائيلية، وليس هناك بورصة فلسطينية للورود لكن هناك مشترين ونخبة بامتياز.

وقال مسؤول في الإغاثة الزراعية، إن الفلسطينيين ينفقون سنويا 3.5 مليون شيقل على شراء الورود من الزهور السيئة.

وقال بشارات الذي عرض عروقا يانعة لزهر القرنفل الذي تفتح صباحا وأصبح جاهزا للنقل إلى أسواق الضفة الغربية: 'فكرة زراعة الورود هي سياسية اقتصادية اجتماعية بامتياز.. هذه أكثر من تجربة ومجازفة'.ويردد شبان آخرون امضوا سنوات طويلة في العمل في المستوطنات الزراعية القريبة من البلدة المعنى ذاته.

وهذا التحول في الزراعة من النمط الكلاسيكي إلى النمط الاستراتيجي دفع مؤسسات زراعية إلى التفكير إلى ابعد من السوق المحلية، فبشارات الذي يعمل على رفد معرض دبي الدولي بالورود هذا العام فخور جدا بزهوره.

وقال بشارات: 'العمال الآن يقطفون القرنفل والجوري والزنبق للمشاركة في إحدى زوايا المعرض.. الزراعة تحولت هنا من كد إلى حضارة'.

ويعمل عمال على زم عروق القرنفل ووضعها في عبوات بلاستيكية قبل نقلها إلى سيارة معدة خصوصا لهذا الغرض، وتستنبت هنا خمسة أصناف من الأزهار وثمة أشكال مختلفة للجوري والقرنفل، ويعمل يوميا في هذه البيوت البلاستيكية نحو 4 شبان يقطفون الورود يوما بعد يوم، لكن عندما ترتفع درجات الحرارة سيكون القطاف يوميا كما قالوا.

ويقول الشبان أن الورود هنا أجمل من ورود المستوطنات التي تخلصوا من العمل فيها بعدما أتاح هذا المشروع فرص عمل مريحة لهم.

وقال شابان كانا يزمان رزمة من الزنبق إنهما تعلما هذه المهنة في مستوطنة مجاورة للبلدة لكنهما الآن يمارسانها في بلدتهم.

وقال بني عودة وهو الذي يعمل على تربية الورد من زراعته حتى قطافه: 'هذا العمل أفضل، اشعر أني أقوم بشيء للبلد'.

ويقوم الشاب بقطف الورود ويقوم آخر بجمعها ونقلها لآخرين يشذبونها ويرتبونها حسب المقاسات الموحدة قبل نقلها للأسواق.

لكن الأسواق التي اعتمدت على إسرائيل لجلب هذه الورود مازالت بحاجة لهذا الصنف من الزراعات الوليدة التي دفعت بشارات إلى ترك الزراعات التقليدية نسبيا.

وقال المهندس خالد داود من الإغاثة الزراعية الذي اشرف على هذا المشروع: 'نحن نفكر دائما بهكذا مشاريع لتخفيف الضغط على الزراعات التقليدية (..) الآن نبحث عن الاكتفاء الذاتي من الورود وهناك طموح للوصول إلى أسواق أوروبا.
لكن بشارات يقول انه يطمح أن تصل وروده إلى أوروبا بعد عام.

وقال داود: 'عندما نصل إلى الاكتفاء الذاتي سنصدر إلى أوروبا.. الآن نعمل على إقامة البنية التحتية من اجل أن نكون جاهزين للمستقبل حسب المواصفات'.

التفكير بهذا النوع من الزراعة كان قبل أشهر عديدة غائبا تماما، لكن بشارات ذاته اليوم يريد توسيع المشروع وتحويل المحيط إلى حديقة ورود.

وقال بشارات: إنها ورود جميلة .. إنها ورود فلسطينية 100%.. كانت مجازفة لكننا نجحنا. القرنفل تفتح والجوري أيضا...'، ردد المعنى ذاته محمود.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required