مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لندن/ دعت دراسة أمنية عربية إلى وضع "رؤية وطنية لقطاع الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة بمشاركة كافة الأطراف والمؤسسات، مع التركيز فيها على نظام الفصل بين السلطات، من خلال إعادة بناء الحوكمة الديمقراطية" من أجل الإسهام بفاعلية في إنجاح المصالحة الفلسطينية، منتقدة في الوقت ذاته المساعدات الأجنبية الرامية إلى إصلاح الإدارة الأمنية في الضفة.

وقالت الدراسة التي أعدها العميد(م) ناجي ملاعب، باحث استراتيجي في مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري "إينجما": "مع أن حكومتي فياض في الضفة وهنية في غزة تؤكّدان على الالتزام الصارم بسيادة القانون والاحترام الحقيقي لحقوق الإنسان، إلا أن افتقارهما إلى الضوابط والتوازنات الدستورية ووجود رقابة تشريعية وقضائية ضعيفة يجعل هذا الالتزام صعباً".

وأضاف: "يتفاقم ضعف السيطرة المدنية على قوات الأمن، خصوصاً وأن الصراع السياسي الداخلي في الضفة الغربية يشتدّ والأسلمة في غزة تتزايد".

واعتمدت الدراسة التي نشر ملخصها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات على مقابلات وتقارير أجراها محمد نجيب مندوب موقع الأمن والدفاع العربي في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وعلى الدراسات الخاصة بمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري - إينجما، ضمن رؤيتها في دراسة واقع أجهزة الأمن في المنطقة العربية.

وتعد قضية ترتيب الأوضاع الأمنية من المسائل الخلافية الشائكة بين حكومتي غزة والضفة منذ عدة سنوات، وهو ما أعاق إتمام المصالحة إلى جوانب قضايا أخرى.

سيناريوهات الإصلاح الأمني..

وأمام هذا الواقع الذي تطرحه الدراسة طرح العميد ملاعب عدة سيناريوهات لمواجهة ما أسماه "المنحى الخطر" وترتكز على إنجاز "الملكية" الفلسطينية لتطوير قطاع الأمن خصوصاً في الضفة الغربية وإعادة دمج قوات أمن السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمان سيطرة الحكومة على الأمن في الإقليمين.

واشتملت السيناريوهات أيضا على وضع رؤية أمنية جديدة للأمن القومي من خلال إشراك أصحاب المصلحة كافة، محذرا من أن عدم الأخذ بتلك السيناريوهات "لا يهدّد بتنامي النزعة السلطوية في الإقليمين على المدى الطويل وحسب، بل القدرة أيضاً على بلوغ هدف قيام الدولة الفلسطينية المستقلّة."

وقال العميد ملاعب: "المساعدات الأجنبية لإصلاح الإدارة الأمنية في السلطة الوطنية، حملت عناوين فضفاضة مثل: إدارة التخطيط الإستراتيجي أو وحدة التخطيط والتطوير؛ غير أنه لم تترجم إصلاحاً واقعياً وفعلياً، ولم تعدُ الخطة الإستراتيجية لقطاع الأمن عدا عن كونها قائمة أمنيات اكثر من كونها خطة تنفيذ، ولعل أكبر مساهمة قدمتها هي الإدانة الشاملة التي قدمتها عن غير قصد لقطاع الأمن في الضفة ولممارسات الجهة المانحة".

ولعل الدور المرتقب للأمن الوطني لا يقتصر على ضبط المجتمع وحفظ الأمن والنظام بل يتعداه الى "بناء الدولة فقوة الدولة تكمن في قوى حماية الحدود بالإضافة الى حماية القانون وبسط السلطة على كامل التراب الوطني" وفق العميد ملاعب.

وتساءل: " كيف يمكن لإعادة بناء القطاع الأمني وهيكلته ان تتم دون حوكمة ديمقراطية ونظام دستوري؛ فقد انتهت الولاية القانونية لرئيس السلطة محمود عباس وللمجلس التشريعي الفلسطيني في كانون الثاني/ يناير من العام 2010 . كذلك لم تتمتع حكومة فياض بالصفة التشريعية قط، فيما ثمة شكوك حول الصفة الدستورية لحكومة هنية في مرحلة ما بعد حزيران / يونيو2007 في ظل انقسامات تطال أيضا النظام القضائي".

أسئلة محرجة..

وفي إطار تشخيص الدراسة لواقع قطاع الأمن الفلسطيني أوردت ما ذكره الباحث الفلسطيني الدكتور يزيد صايغ، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في كلية "كينغز" في لندن، الذي قال:" أياً كان السيناريو، فإن إعادة توحيد قطاعي الأمن تطرح أسئلة محرجة".

ويرى أنه "من الصعب تبرير إعادة المنتسبين الى قوات أمن السلطة الفلسطينية في غزة، الذين تقيدوا بسياسة "التزام المنازل" الى الخدمة الفعلية، طالما أن قطاع الأمن الذي تقوده حماس اثبت ان معظم الأفراد الغائبين فائض عن الحاجة (يبلغ عدد من يتقاضى راتباً حالياً من حكومة فياض ما بين 31350 و36500).

وأضاف د. صايغ: "تشير تقديرات أولية وتخمينية الى أن ما لا يقل عن 40 % من القيمة الإسمية للمساعدة الغربية لقوات أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تذهب الى النفقات الإدارية التشغيلية للمانحين وأرباح الشركات والوكالات المتعاقدة، والأجور والمياومات للمستشارين الأجانب. ويقدّر بعض ضباط قوات أمن السلطة الفلسطينية ان حصة البند الأخير وحده تصل الى 20% من إجمالي المساعدات".

واعتبر أن هذه الحقائق تقدم "صورة تتناقض بشكل جازم مع نموذج حماس؛ فما المبرر الذي يمكن تقديمه لاستبدال او إخضاع وزارة الداخلية في غزة، والتي تعمل كوزارة حقيقية وقادرة على تقديم الخدمات العامة الفعالة، بنظيرتها الفاشلة في الضفة الغربية".

ويتابع د. صايغ: "في الضفة الغربية، تبرز أجهزة الإستخبارات بوصفها مراكز قوى مستقلة ذاتياً، لا تقر بوجود سلطة دستورية عليا، حتى سلطة الأجنحة التي تتحالف معها بشكل دقيق داخل حركة فتح. ويواجه كل من عباس وفياض مستقبلاً غامضاً إذا لم يكن هناك تحرك ذو مصداقية نحو إقامة دولة مستقلة ذات مصداقية في غضون السنة الحالية، ما يهدد بتحويلها الى مجرد واجهة مدنية كأي دولة عربية تديرها المخابرات، إضافة الى الدور الخفي القوي، بل والشامل، الذي تلعبه اسرائيل ووكالة المخابرات المركزية الأميركية".

وتخلص الدراسة في رؤيتها إلى أن "الطريق طويل امام إنجاز المصالحة الوطنية وشاقة، ومليئة بالمطبات والألغام، وهم يعولون على الرعاية العربية والمصرية لاتفاق المصالحة، وحراسة الشعب لتلك المصالحة، واللذان يشكلان شبكة أمان للربيع العربي".

* صحافي ومحاضر في الإعلام في الجامعة الإسلامية- غزة. - almajd_press@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required