مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
رام الله- أثارت التعديلات على قانون ضريبة الدخل الصادرة بقرار في السابع والعشرين من شهر أيلول الماضي جدلا واسعا في الشارع الفلسطيني حول السياسة المالية للحكومة ومدى عدالتها. وطالب المجلس التشريعي ونقابات الموظفين الرئيس بوقف القانون، انطلاقا من قيام الحكومة بتنسيبه دون التشاور معهما. ويبدو الانتقاد الأبرز للقانون من قبل النقابات والفصائل لغياب العدالة، وتناقضه مع فكرة تعزيز الصمود المواطن على أرضه التي تدعو لها الحكومة.

ويقول عضو المجلس التشريعي بسام الصالحي: 'نرفض القانون انطلاقا من فكرتين، أن الكتل النيابية لا تشجع إصدار مراسيم رئاسية لا تحتمل حالة الضرورة، أو إصدار قانون بغرض إجراء تعديلات على بعض القوانين، رافضا أن تتحول السلطة التنفيذية لسلطة تشريعية'.

ويضيف: 'الفلسفة التي ينطلق منها القانون، والقائمة على تأمين كل متطلبات الموازنة من المواطنين في ظل الاحتلال يجب مراجعتها، ونخشى أن يتحول عبء تمويل الاحتلال من المانحين إلى المواطنين'. وينتقد الصالحي قيام الحكومة بتخفيض الضرائب على السيارات بنسبة 25%، فيما كانت الألوية برأيه أن تبقى هذه الضريبة لدعم قطاع المحروقات. كما ينتقد فرض ضرائب على تسجيل الأراضي وكان على القانون تشجيع المواطنين على تسجيلها وليس تعقيد العملية. النقابات: القانون مس بالموظف

يقول نقيب الموظفين العموميين بسام زكارنة: 'القانون الجديد طال الموظف، وكنا حذرنا منه في السابق وطالبنا بالتشاور معنا قبل إقراره، موضحا أن توزيع الشرائح الجديدة طالت الموظف الذي يتراوح دخله بين 40-80 ألف شيكل سنويا، حيث زادت ضريبته من 5% إلى 10%'.

ويضيف: 'مس القانون بالراتب التقاعدي للموظف المعفى في القانون القديم، حيث صار يدفع ضريبة على 50% من راتبه التقاعدي، وعلى نهاية الخدمة رغم أنه في الأصل يقوم بدفع الضرائب على ما يقتطع من راتبه لأغراض التقاعد'. وينتقد زكارنة توزيع الشرائح الضريبية إلى ثلاث، موضحا: 'في كل العالم وفي كل القوانين يكون حجم الشرائح أعلى من ذلك بكثير لتحقيق نوع من العدالة بين المواطنين'.

ويستغرب زكارنة فرض ضرائب جديدة على المزارعين، في حين أعفاهم القانون القديم منها، وكيف لمثل هذه السياسات أن تدعم صمود المواطن على أرضه!.

عبد الكريم: فلسفة القانون لم تتغير

ويقول أستاذ الاقتصاد نصر عبد الكريم: إن القانون الجديد لم يغير في الفلسفة القائمة، وكان واضحا أن الهدف من صدوره تحقيق إيرادات جديدة محلية للسلطة أكبر من السابق. ويضيف: 'لم تظهر أي فلسفة أخرى في القانون،وهدف القانون لزيادة الإيرادات ربما على حساب العدالة الاجتماعية والاقتصادية، ولم يراعي القانون كما كان مأمولا قبل صدروه التصاعدية في الضريبة مقرونا بالدخل، وبقيت الشرائح الضريبية نفسها'.

ويظهر عبد الكريم أن فرض الضريبة على الكثير من الدخول التي كانت معفاة في السابق لم تميز بين الأغنياء وأصحاب الثروة وصغار المدخرين والمستثمرين، ففرضت الضرائب على الودائع المصرفية، مبينا أن فرض ضريبة على نهاية الخدمة وعلى الراتب التقاعدي باحتساب شهر عن كل سنة يتعارض مع قانون العمل الساري المفعول.

ويتابع: 'فرض القانون الجديد أرباحا على المتاجرة بالأسهم، وعلى الصفقات العقارية، ولم يفرق بين ما إذا كانت هذه العمليات لغرض تحسين الوضع الاقتصادي وبين المتاجرة، والعدالة لم تظهر كما كنا نتمناها'. كما فرض القانون ضرائب على أوجه الدخل الكثيرة، أي أن القانون وسع الوعاء الضريبي، وقلل من الإعفاءات المسموح بها لأغراض احتساب ضريبة الدخل، ويرى بعض رجال الأعمال أن هذا يمكن له أن يعطل حركة الاقتصاد، وربما يفرض أعباء جديدة على القطاع الخاص.

وعن الرسوم المقترحة على تسجيل الأراضي وإخراج قيد لها وتسجيل وكالة، يرى عبد الكريم أن القانون لم يصنف المكلفين، وتعامل معهم باعتبارهم فئة واحدة وبدخل واحد، وهذا لا يحقق العدالة، لأن المتاجرة بالأراضي يختلف عن التسجيل لمرة واحدة، والمناطق الحدودية في الأرياف تختلف عن المناطق داخل ألف وباء وكان يجب أن يكون هناك تمايز بينها.

موقف القطاع الخاص من القانون

واحتج القطاع الخاص على القانون، وعدد الرئيس التنفيذي لشركة فلسطين للتنمية القابضة ' بديكو ' سمير حليلة عدد من الملاحظات على القانون، وقال: 'يتعارض نظام تطبيق القانون على الدخول المتحققة خلال سنة 2011 بأثر رجعي مع القاعدة القانونية العامة لنطاق تطبيق القوانين'.

ويأخذ حليلة على القانون أنه لم يراعي في بعض نصوصه مبدأ العدالة الضريبية، وساوى بين الأفراد في الإعفاءات بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، كما ساوى في النسب الضريبية للشركات بغض النظر عن القطاعات الاقتصادية.

ويضيف: 'القانون ترك معالجة الكثير من البنود في القانون الساري، وكانت موضع خلاف ما بين دائرة ضريبة الدخل والمكلفين بموجب تعليمات يصدرها الوزير، وهذا يعني أن القانون لم يتصف بالوضوح والسهولة، خاصة وإن إصدار تعليمات قد يأخذ وقتا طويلا ولن تكون خاضعة لمصادقة الجهات التشريعية'.

ويشير حليلة لقصور القانون بعدم تطرقه لمعالجة بعض الأمور المتعلقة بالدخول، ومنها أرباح بيع أسهم التأسيس 'الاكتتاب'، وعدم التطرق إلى معالجة الضرائب المدفوعة في الخارج على الدخل الخاضع والناشئ في الخارج، وتحديد الشيكل الإسرائيلي لاحتساب الضريبة في هذا القانون، وهذا يعني ضرورة ترجمة القوائم المالية في نهاية السنة للشركات التي تدير حسابات بعملة أخرى غير الشيكل، وهذا سينتج فروق مالية كبيرة سلبية كانت أو إيجابية، ولم يتم إيضاح كيفية معالجتها، في حين كانت سابقا تعالج ضمن حقوق الملكية للمساهمين، لتجنب خضوع هذه الفروض للضريبة.

الحكومة تفند التهم الموجهة للقانون

وترد الحكومة على التهم الموجهة للقانون ويقول وزير العمل أحمد مجدلاني: 'هناك سوء مفهوم مقصود للقانون، وهناك حملة تحريض من قبل بعض الفئات الاجتماعية التي تعتبر نفسها متضررة'. ويضيف: 'القانون لم يأتي بجديد، والتعديل فيه جاء ليحمل العبء الضريبي للفئات الأكثر غنى وتخفيفه على الفئات الاجتماعية المحدودة الدخل'.

ويوضح فكرته: 'القانون أعفى كل من يقل دخله عن 2500 شيكل، وهم الفئة الأوسع من الشعب (80%)، والحد الأعلى لضريبة الدخل يصل إلى 15%، ونحن نرى أن هناك توزيع عادل للضريبة حسب الدخول، ونسبتها عندنا اقل من عدد من دول العالم التي تصل فيها ضريبة الدخل إلى 38% و40%'.

ويرى مجدلاني أن هناك سوء فهم لقانون ضريبة الدخل، وهناك موقف مسبق، ويتم التحريض على القانون من قبل بعض الفئات التي ترى أنها تضررت، مضيفا: 'نحن بحاجة في المجتمع الفلسطيني إلى بعض العقلانية من قبل الشركاء في التعامل مع قضايا السلم الاجتماعي'.

ويرد مجدلاني على القول بأن قانون الضريبة الجديد تناقض مع سياسات الحكومة في تعزيز صمود وتثبيت المواطن على أرضه، بفرضها ضريبة على دخل المزارع، والراتب التقاعدي للموظف، وعدم التفريق بين الأغنياء والفقراء في بعض الرسوم الضريبية'، بالقول: 'الضريبة فرضت على الدخل وليس على المنتج، وهنا التضليل المقصود، فغالب مزارعينا دخولهم تراوح في الشريحة المعفاة من الضريبة'. أما بخصوص فرض ضريبة على الدخل المتقاعد، قال: إن الضريبة فرضت على أي دخل إضافي لدخل المتقاعد، وليس على راتبه التقاعدي'.

وعن رسم تسجيل الأراضي، والذي لم يميز بين التسجيل للورثة أو البيع لأغراض اقتصادية وبين المتاجرة فيها يقول'قانون ضريبة الأملاك يفرض 1% وهو أقل من دول الجوار التي يصل فيها الرسم لحوالي 11%، وهذه النسبة فرضها الرئيس الراحل من أجل تشجيع المواطنين على تسجيل أراضيهم. ويدعو مجدلاني لنقاش وطني عام ومسؤول حول موضوع ضريبة الدخل، لأننا نعمل على موضوع وطني بإنهاء الارتهان والابتزاز لأموال المساعدات.

وعن الاتهام الموجه لهذه الخطوة بأنها تنقل عبء الاحتلال من المانحين إلى المواطن، يرد مجدلاني: 'لو كانت هذه الفكرة صحيحة لكان علينا في الأصل رفض قيام السلطة، وهذا السؤال يجب أن يطرح من زاوية المبدأ وليس بسبب الضريبة، والسؤال الذي علينا طرحه، هل مشروع السلطة بمكوناته المختلفة يؤدي إلى الاستقلال أو إلى حكم ذاتي يزيل العبء عن الاحتلال'. ويضيف: 'عبء الضريبة كان موجودا قبل الاحتلال، ونحن نتطلع إليه من زاوية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لتغطية الارتفاع في عدد السكان والتعليم والصحة والبنية التحتية والطرق، وكل هذا العبء من أين يتم تغطيته.

ولا يستغرب المجدلاني احتجاج القطاع الخاص، لأنه لا يوجد هناك من يرغب بدفع المزيد من الضرائب، فالقانون الجديد لا يتضمن مواد لتشجيع الاستثمار، وهذا حق للحكومة، ومن يثير الاحتجاج هم كبار المستثمرين أما صغار المستثمرين فلن يتأثروا بهذا التعديل.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required