عصيرة القبلية (نابلس)- محيط قرية عصيرة القبلية هادئ صباحا، لكن بعض العائلات التي تسكن أطراف القرية تخشى الموت الذي يأتي مثل 'القضاء العاجل' في اي لحظة.
فليس هناك اي ضمان في اي وقت، لعائلة عبد الباسط احمد، ان تكمل نهارها بدون ان تتعرض لإطلاق النار أو قنابل 'المولوتوف' الحارقة..او حتى الحجارة. على مسافة 300 م فقط، يقع اقرب بناء استيطاني في مستوطنة 'يتسهار'، ومن هناك ينطلق عادة المهاجمون الذين حاولوا إحراق منزل عبد العظيم احمد على من فيه اكثر من مرة. عصيرة القبلية التي تقع في عمق ريف نابلس الجنوبي، شهدت قبل يومين اكبر هجوم منظم للمستوطنين بعد هجوم آخر منتصف كانون اول الثاني الماضي عندما حاولوا إحراق منزل عبد العظيم. 'اضرموا النار في سيارتي. سيارة الجيران. احرقوا كل شيء.' لكن عبد العظيم يقول ان كل محاولاتهم لإحراق المنزل لم تنجح حتى الآن'. كان الرجل يتناول طعام الغداء هو وعائلة، ولم تنقض سوى خمس دقائق، من سماع العائلة نداء أهل القرية حول هجوم قادم حتى كان المستوطنون على مشارف ساحة منزله. بالنسبة لعبد العظيم وأفراد عائلته، الهجوم يعني مسألة حياة او موت. 'خرجنا للتصدي لهم. كانوا يرجموننا بالحجارة. كانت صدورهم عارية وملثمين، وليس هناك حالة أمنية في الضفة الغربية أسوء من الوضع في جنوب نابلس. ففي اي لحظة يمكن ان يشن المستوطنون هجوم ويطلقون النار'. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية ' لم يعد اي شيء مستبعد(,,,) يمكن ان تحدث اي كارثة في اي وقت'. وتشير احتمالات عديدة الى ان عمليات المستوطنين اليومية التي ينفذونها في ريف نابلس الجنوبي، هي عمليات منظمة بدقة. في قرى جنوب نابلس، يظهر الأمل بتوقف هجمات المستوطنين، حلم مستحيل. وقال احمد عبد الهادي وهو رئيس المجلس القروي في القرية ' لا يوجد امل.هذه ليس اول مرة يهاجمون فيها القرية بهذه القوة وهذا التنظيم'. ويقول السكان، إن سيارات تقل مستوطنين من مستوطنات أخرى، يصلون إلى مستوطنة 'يتسهار' للمشاركة في الهجمات على القرى المحيطة. من أي مكان في قريتي عصيرة القبلية وبورين وهما القريتين الأكثر تعرضا للهجمات، يمكن مشاهدة أطراف المستوطنة التي يسكنها مستوطنون يعتبرون الأكثر تطرفا في الضفة الغربية. وفي نابلس، هناك نحو 12 مستوطنة و34 بؤرة استيطانية، يسكن فيها نحو 24 ألف مستوطن. ويشكل هؤلاء قنبلة موقوتة. وقال عبد العظيم إن الهجمات بدأت على منزله والمنازل المجاورة وهي الأقرب لمستوطنة 'يتسهار' منذ 15 عاما، وإنها لم تتوقف. ويقول سكان القرى التي تتعرض للهجمات اليومية من المستوطنين، إن الجيش الإسرائيلي، لا يتدخل في اغلب الحالات لوقف الهجمات. وفي الهجوم الأخير حمل المستوطنون أسلحة أوتوماتيكية، وأطلقوا النار صوب السكان، ما أدى إلى إصابة احدهم. قال عبد العظيم' كانوا يحملون الرشاشات والمسدسات. رأيناهم يطلقون النار مباشرة علينا. كانوا مرات عديدة يشعلون النار او يستخدمون الحجارة لكن هذه المرة يريديون القتل المباشر'. واظهر فيديو صوره احد نشطاء جمعيات حقوق الانسان، مستوطنين يحملون اسلحة رشاشة ويطلقون النار صوب المواطنين الذين خرجوا للتصدي لهم، فيما كان الجنود يقفون على بعد امتار ويكتفون بالمراقبة. وقال عبد العظيم ' الجيش لم يفعل شيئاً.الجيش كان يراقب'. يردد المعنى ذاته كثير من سكان القرية الذين كانوا في المكان لحظة الهجوم. ويقول الفلسطينيون مواطنون ورسميون، ان تعزيز الاستيطان في السنتين الماضيتين كسر ظهر اي احتمال لاستئناف المفاوضات المجمدة. والاستيطان الذي شكل العقبة الرئيسية أمام اي تقدم حقيقي في المفاوضات منذ توقيع اتفاق اوسلو، قضية أولوية لحكومة بنيامين نتياهو اليمينية. وأقرت الكنيست الإسرائيلية، الليلة الماضية، بالقراءتين الثانية والثالثة قانون اعفاء من الضريبة لمن يتبرع بالأموال للمنظمات الاستيطانية الصهيونية. وكان رئيس الائتلاف الحكومي زئيب الكين، وهو مستوطن قد قدم القانون من اجل تشجيع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. وبموجب القانون الجديد يحصل كل من يتبرع للاستيطان على إعفاء ضريبي بقيمة 35%. والسكان في القرى التي تتوسع المستوطنات بشكل مستمر على حساب أراضيهم، ليسوا بحاجة الى تأكيد رسمي إسرائيلي بقراءات قانونية ليعرفوا الخطر القادم من المستوطنات. وقال منير درويش وهو واحد من سكان القرية عانى كثيرا من هجمات المستوطنين، 'هذه سياسة. كل ما يجري سياسة. انظر هذه المستوطنات أيضا سياسية. وعندما يهاجموننا وينشرون الرعب ايضا سياسة'. ' هؤلاء لا يؤمنون الا بالقتل.لا تستطيع ان نعيش في هذا الوضع.لا نستطيع.لا نستطيع'. اقرأ المزيد...
بقلم: المركز الفلسطيني لإستطلاع الرأي
تاريخ النشر: 2020/11/24
×
استطلاع رقم 206: (81%) لا يثقون بدرجات متفاوتة بتعهدات اسرائيل والتزامها بالاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية
في أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني أعدّه الدكتور نبيل كوكالي جاء فيه:
بيت ساحور – العلاقات العامة في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي، ونشره المركز الفلسطيني للاستطلاع الرأي (www.pcpo.org)، وأجري خلال الفترة تشرين الثاني (19-22) 2020، وشمل عينة عشوائية مكونة من 516 شخصاً يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أعمارهم 18 عاماً فما فوق، جاء فيه أن الشعب الفلسطيني منقسماً على نفسه بخصوص عودة العلاقات مع اسرائيل واستئناف التنسيق الأمني معها فالنسبة الأعلى كانت لا تؤيد ذلك، في حين أيد ذلك بنسبه أقل. وأضاف د. نبيل كوكالي بأن هذا الإستطلاع يركز بشكل رئيسي على قرار السلطة الفلسطينية مؤخرا ً باستئناف العلاقات مع إسرائيل المقطوعة منذ 19/5/2020 ردّا ً على نية الحكومة الإسرائيلية ضمّ حوالي (30 %) من أراضي الضفة الغربية إليها بدعم من الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب. وأكد د. نبيل كوكالي بأن الدافع لهذه الخطوة الشجاعة من طرف السلطة الفلسطينية كانت رسالة رسمية بعثت بها الحكومة الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية تؤكد على نيتها الإلتزام بجميع الإتفاقيات الموقعة سابقا ً مع السلطة الفلسطينية. وأضاف د. نبيل كوكالي بأن أغلبية الفلسطينيين في هذا الإستطلاع عبّروا عن عدم ثقتهم بنوايا الحكومة الإسرائيلية لأن أفعالها على أرض الواقع تتكلّم لغة أخرى. وبالرغم من ذلك كلّه، فإن الشعب الفلسطيني متفائل بأنه سيكون له يوما ً ما عن قريب دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وقال د. نبيل كوكالي رئيس ومؤسس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن أهم ما جاء في هذا الاستطلاع ما يلي: الثقة في اسرائيل جواباً عن سؤال: "ما مدى ثقتك بتعهدات اسرائيل والتزاماتها بالاتفاقيات الموقعة سابقاً بينها وبين السلطة الفلسطينية؟"، أجاب (71%) لست واثقاً كثيراً، (10%) لست واثقاً مطلقاً، (9%) واثقاً إلى حد ما، (6%) واثق جداً، (4%) أجابوا "لا أعرف". عودة العلاقات مع اسرائيل وحول سؤال: "هل تؤيد عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل الى سابق عهدها كما كان عليه الحال قبل 5/9/2020 أم لا تؤيد؟"، أجاب (59%) لا أؤيد، (38%) أؤيد، (3%) أجابوا "لا أعرف". أسباب التأييد لعودة العلاقات مع اسرائيل ورداً عن سؤال: "ما هي الأسباب التي دعتك لتأييد عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل؟"، أجاب (5.6%) أزمة الموظفين والرواتب، (4.4%) الاستقرار الأمني والهدوء، (26.9%) تحسين الوضع الاقتصادي، (9.4%) السلام والاستقرار، (16.9%) التصاريح والعمل في اسرائيل، (2.5%) أموال المقاصة، (3.8%) تصاريح المستشفيات ودخول المرضى للعلاج، (3.8%) تسهيل أمور الحياة، (8.8%) فك الحصار عن غزة وفتح المعابر، (6.9%) الحياة المرتبطة بهم، (7.5%) خدمة المواطنين، و(3.5%) لا يوجد سبب. التنسيق الأمني مع اسرائيل عارض (55%) من الجمهور الفلسطيني استئناف التنسيق الأمني مع اسرائيل، في حين أيد (40%) منهم ذلك، وامتنع (5%) عن اجابة هذا السؤال. استئناف مفاوضات السلام عارض (52%) من الجمهور الفلسطيني استئناف مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في الوقت الحاضر، في حين أيد (43%) منهم ذلك، وتردد (5%) عن اجابة هذا السؤال. الوضع الاقتصادي قيّم (61%) من الجمهور الفلسطيني وضعهم الاقتصادي في الوقت الحاضر بالسيء، في حين قيّمه (32%) بالمتوسط، (7%) بالجيد، . نبذه عن الدراسة: وقال الدكتور نبيل كوكالي أنه تم جمع البيانات في هذه الدراسة باستخدام اسلوب CATI وهي طريقة فعالة لجمع المعلومات أثناء إجراء ألأبحاث الكمية التي يتم إجراؤها عبر الهاتف ، ويتم طرح أسئلة على المستجيبين من استبيان مصمم مسبقًا.التي تم اختيارها عشوائياً في المناطق وفقاً لمنهجية علمية متبعة في المركز و قد تم اختيارهم من (516) شخصأ، منهم (311) شخصأ من الضفة الغربية و (205) شخصأ من قطاع غزة. و بين أن نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع كانت (±4.38%) عند مستوى ثقة (95.0%)، و أن توزيع العينة بالنسبة إلى منطقة السكن كانت على النحو التالي: (60.3%) من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، (39.7%) من قطاع غزة، وأن متوسط أعمار العينة بلغ (32.4) سنة. لمتابعة أحدث استطلاعات المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني: www.pcpo.org
بقلم: المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية
تاريخ النشر: 2020/9/17
×
نتائج استطلاع الرأي العام رقم (77) - الغالبية العظمى من الفلسطينيين ترى في تطبيع الإمارات للعلاقات مع إسرائيل خيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية وخدمة لمصالح إسرائيل
الغالبية العظمى من الفلسطينيين ترى في تطبيع الإمارات للعلاقات مع إسرائيل خيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية وخدمة لمصالح إسرائيل، وأن السعودية ومصر قد تخلتا بموافقتهما على هذا التطبيع عن القيادة الفلسطينية. لكن أغلبية الفلسطينيين يلقون اللوم في ذلك على أنفسهم بسبب انقسامهم وبسبب تطبيعهم للعلاقات مع إسرائيل قبل غيرهم 9 -12 أيلول (سبتمبر) 2020 تم إجراء الاستطلاع بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور في رام الله قام المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بإجراء استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك في الفترة ما بين 9-12 أيلول (سبتمبر) 2020. شهدت الفترة السابقة للاستطلاع مجموعة من التطورات الهامة منها توصل دولة الإمارات وإسرائيل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية وقد جاء في هذا الاتفاق موافقة إسرائيلية على وقف أو تأجيل/تعليق خطة الضم التي كانت إسرائيل تنوي تنفيذها. كما شهدت الفترة استمرار تصاعد عدد الإصابات بفيروس كورونا واستمرار وقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ووقف تحويل أموال المقاصة للسلطة. يغطي هذا الاستطلاع كافة هذه القضايا بالإضافة لقضايا أخرى مثل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والأوضاع العامة في كل من الضفة والقطاع، وعملية السلام والبدائل المتاحة للفلسطينيين في ظل الجمود الراهن في تلك العملية. تم إجراء المقابلات وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من الأشخاص البالغين بلغ عددها 1270 شخصاً وذلك في 127 موقعاً سكنياً وكانت نسبة الخطأ +/-3%. للمزيد من المعلومات أو الاستفسارات عن الاستطلاع ونتائجه، الرجاء الاتصال بـ د.خليل الشقاقي أو وليد لدادوة في المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: رام الله ت: 2964933(02) فاكس:2964934(02) e-mail: pcpsr@pcpsr.org النتائج الرئيسية: تشير نتائج هذا الاستطلاع لوجود غضب شعبي فلسطيني من الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بينهما، وترى فيه خدمة للمصالح الإسرائيلية، وخيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه ترى فيه فشلاً كبير للدبلوماسية الفلسطينية. بل إن الأغلبية الساحقة تقدر أنه بهذا الاتفاق تكون القيادة الفلسطينية قد فقدت حلفاءها العرب، حيث تعتقد أن السعودية ستلحق بالإمارات وأن مصر قد تخلت فعلاً عن الرئيس عباس. مع ذلك، فإن الأغلبية تعتقد أن الرأي العام في العالم العربي بغالبيته يعارض اتفاق التطبيع هذا. يلوم الفلسطينيون أنفسهم إذ أن انقسامهم وتطبيعهم للعلاقات مع إسرائيل قبل غيرهم كان من العوامل التي أدت لمجيء هذا اليوم على العالم العربي. لا يظهر الجمهور تقديراً لما جاء في الاتفاق من تعليق لخطة الضم الإسرائيلية حيث يعتقد ثلاثة أرباع الجمهور أن هذا التعليق ليس سوى تأجيل مؤقت لبعض الوقت. بناءاً على هذا التقدير فإن الأغلبية تعارض عودة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل رغم أن نصف الجمهور يرغب بعودة التنسيق المالي والمدني فقط. تظهر النتائج تراجعاً ملموساً في نسبة تأييد حل الدولتين مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، كما تشير إلى بقاء الإجماع على معارضة خطة ترامب المعروفة بصفقة القرن وإلى رفض شعبي لعودة الاتصالات مع الإدارة الأمريكية. ورغم أن الغالبية تتوقع خسارة الرئيس ترامب للانتخابات الأمريكية، فإن الخُمس فقط يتوقعون تغييراً إيجابياً في السياسة الأمريكية في حالة فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن. أما بالنسبة للأوضاع الداخلية الفلسطينية فإن النتائج تشير إلى استمرار الرضا عن إجراءات السلطة للحد من وباء كورونا، رغم حصول انخفاض ملموس على نسبة ذلك الرضا وخاصة بالنسبة لرئيس الوزراء. كما تعارض الأغلبية وقف التعاون مع إسرائيل في جهود مكافحة فايروس كورونا. ترتفع في هذا الاستطلاع في الضفة الغربية نسبة المطالبة باستقالة الرئيس عباس وتنخفض نسبة الرضا عنه، ويؤدي ذلك لفوز إسماعيل هنية في انتخابات رئاسية فيما لو جرت الانتخابات اليوم. ولعل تراجع مكانة عباس في الضفة الغربية يعود لصعوبة الأوضاع الاقتصادية بعد توقف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على توفير الأموال لدفع فاتورة الرواتب بشكل كامل. كما تشير النتائج إلى تراجع ملموس في نسبة الإحساس بالسلامة والأمن في الضفة الغربية وإلى ارتفاع نسبة الرغبة في الهجرة. رغم كل ذلك فإن شعبية حركة فتح لا تتأثر بهذا التراجع في الضفة الغربية. على العكس، فإن شعبية الحركة تتحسن قليلاً في هذا الاستطلاع. 1) الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي:
2) الضم وقطع العلاقات مع إسرائيل بعد اتفاق التطبيع:
3) عملية السلام وصفقة القرن:
4) أداء الحكومة الفلسطينية خلال وباء كورونا:
5) انتخابات رئاسية وتشريعية:
6) الأوضاع الداخلية:
7) المصالحة:
8) مسلمي الصين وتحويل متحف آيا صوفيا لمسجد:
9) الغايات العليا للشعب الفلسطيني والمشاكل الأساسية التي تواجهه:
(55.5%) يعتقدون أن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً
بقلم: المركز الفلسطيني لإستطلاع الرأي
تاريخ النشر: 2020/6/24
×
(55.5%) يعتقدون أن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً
في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي جاء فيه:
بيت ساحور – العلاقات العامة في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي ونشره المركز الفلسطيني للاستطلاع الرأي (PCPO) وأجري خلال الفترة حزيران (14-22) 2020 ويشمل عينة عشوائية مكونة من 1250 شخصاً يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أعمارهم 18 عاماً فما فوق، جاء فيه أن (55.5%) من الجمهور الفلسطيني يعتقدون أن قرار انهاء التنسيق الأمني والمدني كان قراراً صائباً. وقال د. كوكالي أن اعلان وقف التنسيق الأمني والمدني جاء رداً على الموقف الاسرائيلي المدعوم من الرئيس ترامب لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية تصل الى 30% من مساحة الضفه الغربيه وتشمل منطقة الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات الي سيادتها الأمر الذي يعده الفلسطينيون تقويض نهائي لفرصة إقامة دولة مستقلة لهم. وأضاف د. كوكالي أن نتائج الاستطلاع تدلّ على أن هناك تخوف من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في الأراضي الفلسطينية نتيجة لوقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وكذلك التعاون المتبادل في الحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19). وقال د. نبيل كوكالي رئيس ومؤسس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن أهم ما جاء في هذا الاستطلاع ما يلي: وقف التنسيق كان قراراً صائباً يعتقد (55.5%) من الجمهور الفلسطيني بأن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً منهم (49.1%) من الضفة الغربية و(65%) من قطاع غزة، في حين يعتقد (44.5%) منهم بأنه كان قراراً خاطئاً، منهم (50.9%) من الضفة الغربية و(35%) من قطاع غزة. ويلاحظ من نتائج هذا الاستطلاع أن أكثر المحافظات في الضفة الغربية التي اعتقدت أن القرار كان صائباً هي محافظة البيرة ورام الله (81.8%) يليها محافظة القدس (62.8%)، وأريحا (55.6%)، الخليل (52.9%)، سلفيت (52.2%)، نابلس (43.3%)، طوباس (37.5%)، طولكرم (37.3%)، جنين (34%)، قلقيلية (27.8%)، وبيت لحم (15.9%). وأظهرت النتائج كذلك أن أكثر المحافظات في الضفة الغربية التي أعتقدت أن القرار كان خاطئاً هي محافظة بيت لحم (84.1%)، يليها محافظة قلقيلية (72.2%)، جنين (66%)، طولكرم (62.7%)، طوباس (62.5%)، سلفيت (47.8%)، نابلس (56.6%)، الخليل (47.1%)، أريحا (44.4%)، القدس (37.2%)، ورام الله (18.8%). وأظهرت نتائج الاستطلاع أن أكثر المحافظات التي تعتقد أن قرار السلطة كان صائباً هي محافظة رفح (78.1%) يليها دير البلح (75.9%)، غزة المدينة (63.9%)، خان يونس (61.1%)، وشمال غزة (54.9%). وقف التنسيق والوضع الاقتصادي وجواباً عن سؤال " هل تعتقد بأن إنهاء التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل يساعد على تحسين الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للشعب الفلسطيني أم بالأحرى سيجعلها أسوأ ؟"، أجاب (18.7%) سيجعلها أحسن، (52.3%) سيجعلها أسوأ، (15.8%) لن يكون هناك تأثير، (13.2%) أجابوا "لا أعرف". وقف التنسيق والحدّ من إنتشار وباء كورونا (كوفيد-19) وجواباً عن سؤال " بالنظر لوجود تنسيق مسبق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في مجال الحدّ من إنتشار وباء الكورونا (كوفيد – 19)، هل تعتقد بأن وقف التنسيق الأمني والمدني بين الطرفين سيؤثر سلبا ً على ذلك، أم لا ؟"، أجاب (48.7%) سيؤثر سلباً، (21.7%) لن يؤثر، (29.6%) أجابوا "لا أعرف". وقف التنسيق سيعيق ضم الأغوار والمستوطنات ورداً عن سؤال " يعتقد بعض الناس في الأراضي الفلسطينية بأن قرار وقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سيعيق إسرائيل عن ضمّ قطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية (الأغوار والمستوطنات)، بينما يعتقد البعض بأن هذا سيشجّع إسرائيل على ضمّ تلك الأراضي. أيهما أقرب إلى رأيك ؟"، أجاب (28.1%) سيعيق اسرائيل عن ضم قطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية (الأغوار والمستوطنات)، (35.1%) سيشجع اسرائيل على ضم تلك الأراضي، (26.5%) لن يكون لقرار السلطة الفلسطينية أي تأثير على الضم، (10.3%) أجابوا "لا أعرف". جدية السلطة الفلسطينية وجواباً عن سؤال " الى اي درجه تعتقد ان السلطة الفلسطينية ستلتزم بقرار وقف التنسيق الامني والمدني؟"، أجاب (12.5%) درجة كبيرة، (37%) درجة متوسطة، (35.3%) درجة قليلة، (15.2%) أجابوا "لا أدري". الحاجة الى التنسيق المدنية ورداً عن سؤال لسكان الضفه الغربيه " في حالة انك كنت بحاجة لتنسيق او بحاجة للحصول على عمل او الذهاب إلى المستشفى في اسرائيل هل ستقوم بالذهاب الى مكاتب الادارة المدنية الاسرائيلية او مكاتب الارتباط الفلسطيني؟"، أجاب (22%) مكاتب الادارة المدنية الاسرائيلية، (56.6%) مكاتب الارتباط الفلسطينية، (21.4%) أجابوا "لا أعرف". نبذة عن الدراسة في الأراضي الفلسطينية وقال الدكتور نبيل كوكالي أنه تم إجراء المقابلات جميعها في هذه الدراسة داخل البيوت التي تم اختيارها عشوائياً في المناطق وفقاً لمنهجية علمية متبعة في المركز، وقد تمّ اختيارها من (180) موقعاً، منها (135) موقعاً من الضفة الغربية و(45) موقعاً من قطاع غزة. وبيّن أن نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع كانت (±2.77%) عند مستوى ثقة (95.0%)، وأضاف أن نسبة الاناث اللواتي شاركن في هذه الدراسة بلغت (49.6%) في حين بلغت نسبة الذكور (50.4%). وأن توزيع العينة بالنسبة إلى منطقة السكن كانت على النحو التالي: (63.0%) من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، (37.0%) من قطاع غزة، وأن متوسط أعمار العينة بلغ (31.5) سنة. لمتابعة أحدث استطلاعات المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني: www.pcpo.org
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2013/1/17
×
إبحار..في الضفة الغربية!
بحر صانور (جنين)-المشهد الذي لا يمكن تصديقه، أن الفلسطينيين خلال أيام فقط، استطاعوا صناعة جوهم البحري الخاص. كورنيش على امتداد حاجز حديدي ليس طويلا، وعائلات تصل بأكملها لالتقاط الصور وفي الخلفية يظهر البحر الجديد. هواء شرقي بارد لاسع ... وقوارب وسباحون مهرة يقطعون البحيرة من وسطها حتى طرفها في درجات حرارة متدنية جداً.
لكنها الحقيقة. إنه بحر صانور الجديد الممتد على مساحة 14 ألف دونم غطيت معظمها بالماء. مرافئ جديدة استحدثت في بقع موحلة جافة لقوارب من هياكل الثلاجات، باعة متجولون على الشاطئ. ورحلات بحرية تبدأ من الصباح ولا تنتهي إلا في المساء. وفي ذروة الزحمة في ساعات المساء الأولى، تصطف ارتالا من المركبات ويهبط المتنزهون منها لمشاهدة أمواج خفيفة تتكون في البحر الناشئ، بعضهم احضر المسليات وآخرون اكتفوا بالإشارة إلى عمق البحر الذي جاءت به الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت الضفة الغربية على مدار أيام. أصبح لدى الفلسطينيين بحرا في عمق الضفة الغربية. بحر صغير بكامل هيئته؛ شواطئ ومرافئ ومراكب. وقد يتندر البعض قائلا 'اسماك قرش وحيتان وسردين'. وهذه أول سباحة حرة لصبية كانوا يجتازون البحر من وسطه حتى شاطئه الغربي حيث يقف العشرات يتابعون رحلة سباحتهم. يجرون هيكل ثلاجة قديمة استخدموه مركبا ويجدفون بعصي، قال صبيه إنهم يبحرون في الماء لليوم الثاني. لكن الإبحار على عمق لا يتجاوز المترين في أقصى نقطة وسط البحر الجديد سيكون أمرا محفوفا بالمخاطر. لكن الصبية لا يأبهون. لقد بدأت الرحلات البحرية فعلا. سلطان وصبية آخرون قالوا إنهم خاضوا التجربة يوم أمس، في وسط النهار ووصلوا إلى وسط البحر. ' لم نخف. وصلنا إلى هناك' قال سلطان وهو واحد من الصبية مشيرا إلى عمق البحر الذي يضرب لونه إلى لون الشوكلاته كما قال احدهم نظرا إلى لون التربة البنية التي غرقت تحت المياه. قبل نحو عقدين تكون هذا البحر بعد أن صبت فيه كميات كبيرة من المياه نتيجة السيول التي اجتاجت المنطقة، وظلت المياه حتى العام الذي تلى. قال سكان صانور إن المياه وقتها اجتازت الشارع المحاذي للمرج ووصلت أطراف الجبال. والإبحار في وسط الضفة الغربية كان أمرا مستحيلا بعيدا عن البحرين المتوسط والميت. كان امرا اشبه في سقوط الثلوج في هجير الصحراء. لكنه الآن امرا ممكنا بالقرب من جنين في شمال الضفة الغربية. هناك ممكن مشاهدة شبان يعيشون الجو البحري من الفه إلى يائه. جاء سليم ولد علي ومجموعة من الشبان إلى الشاطيء المحاذي لقرية صانور واضعا نظارات الشمس.'جئت أيضا أمس. الجو البحري جميل هنا في المرح. فقط قبل أسبوع كان المرج اخضرا وكانت الخضروات تنمو فيه. اختفى كل شيء. غمرت المياه كل شيء'. وقدرت سلطة المياه، كميات مياه الأمطار الهاطلة على محافظات الضفة الغربية قبل أيام بـحوالي 1900 مليون متر مكعب، ساهمت في تغذية الأحواض الجوفية، حيث تم تقدير معدلات التغذية الواصلة لأحواض المياه الجوفية بما يقارب 400 مليون متر مكعب. ينعكس بشكل إيجابي على ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وبالتالي تخفيض تكلفة تشغيل الآبار الجوفية، وكذلك تحسين إنتاجيتها خاصة في آبار مناطق الجنوب. وقبل أن تستقر المياه في أعماق الأرض، سيستطيع الكثيرون من شمال الضفة الغربية استغلال سطحها في متعة مؤقته. لكن اذا ما هطل مطر غزير ومتواصل سيزداد اتساع البحر وعمقه، ولن تمنع برودة الطقس السكان من الاستمتاع ببحرهم الجديد. عندما كان يجدف احد الصبية نحو العمق صاح عليه آخر 'سنقابلك عند الشاطيء الآخر' ومن السفوح الشرقية للتلال يمكن رؤية البحر مساء كعلامة مذهلة في المنطقة. حقا انه الذهول. قال زياد العيسه من سكان صانور 'غطت المياه 90% من المرج. لكن البحر عام 1992 كان أوسع وأعمق. غطى كل شيء. دمر كل المحاصيل'. او انه التناقض: فهو كارثة للفلاحين، وبحر للصبية والمتنزهين، وماء يستقر في الأعماق، قد لا يستفيد منه الفلسطينيون، ومنظر أخاذ يأخذ الألباب لسائقي السيارات المتفاجئين بالبحر الجديد. وهو فرحه لا تضاهيها فرحة للأطفال. ثمة أطفال قد تعروا للدخول إلى الماء والتقاط الصور. وثمة آباء جاؤوا بأطفالهم للمشيء على الكورنيش مساءً. لقد جاء عبد الوهاب حنايشه من بلدة قباطية ايضا هو وعائلته. 'الأطفال أرادوا رؤية البحر. سمعوا من الجيران عن بحر جديد'. وتصل العائلات تباعا من صانور والقرى المجاورة. وقال محمود العيسة، انه نزل عند رغبة طفليه تبارك وليث وجاء بهم لرؤية البحر. بدا الطفلان فرحان بالماء المتلألأ تحت اشعة شمس شتوية في ظهيرة اليوم. وقال صبية في المكان 'لماذا لا نأتي هنا. حتى رئيس الحكومة سلام فياض جاء هنا. جاء وقال هذا بحر'. يختلط صوت الهواء البارد المنبعث من الشرق مساءً بصوت الهواء الذي يضرب كروم الزيتون غربا؛ ويعطي رف طيور برية بيضاء حطت على مسطح الماء أجواء بحرية كاملة؛ أجواء قد لا تتكرر خلال العقود المقبلة. لقد أصبح لسكان الضفة الغربية بقعة مائية واسعة يصرون على تسميتها 'بحرا'...على الأقل لأشهر قليلة مقبلة. تاريخ النشر: 2013/1/3
×
الرحيل المر.. مرة أخرى
حمامات المالح-إنه الصباح الباكر في نهار شتوي صاف. يصل الندى مرافقاً الصفاء الأزرق. في سفوح تحيط بوادي المالح، يتنقل الرعاة في رحاب بدأت تخضر، حيث يقيمون.
ويحل المساء، يرتفع القمر فوق الجبال. وتسري في المحيط أصوات الطيور وبعض الحيوانات البرية في طريقها للمبيت. لكن الأجواء ليست رومانسية في هذا الفضاء الرحب، فعشرات العائلات الفلسطينية تتأهب للرحيل مرة أخرى بقرارات عسكرية إسرائيلية موقعة من مستويات عليا في الجيش الإسرائيلي. المالح، أو منطقة المضارب، التي تلونها الجبال الرمادية المخضرة في بداية الشتاء، بالنسبة لقيادة الجيش الإسرائيلي مراحا رحبا لتدريب الفرق الجديدة. وهي بالنسبة للفلسطينيين الذين يرعون المواشي ساحة عذاب. وهكذا، هي حياة احمد علي نجادة الذي سيرحل مساء عن مسكنه للمرة الرابعة، بعد إجباره على الرحيل لمرات متتالية خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال عارف دراغمة رئيس مجلس محلي المالح الذي يضم المضارب الرعوية في شمال الأغوار 'نحو ألف سيرحلون عن مساكنهم (...) ربما أكثر من ألف. كل هذه الجبال ستفرغ بعد ساعات'. ومد الرجل يده على استقامتها نحو سلسلة جبال بنى فيها نجاده وغيره من الرعاة مساكنهم المقامة من القصدير والخيش. على طول الطريق المنحدر من أعالي السفوح الشرقية باتجاه منطقة الغور كان الجيش يحشد قواته وسط الحقول وعلى أطراف تلك الجبال. من على بعد يمكن مشاهدة مخيم صغير للرعاة يقع فيه نزل نجادة. ويقوم الجيش الإسرائيلي منذ أشهر بعمليات تدريب عسكرية هي الأوسع منذ بداية هذا العام في مناطق واسعة من سفوح الضفة الغربية الشرقية... وقال نجادة فيما تحلق هو وبعض الرعاة حول نار أوقدوها على طرف وادي لغلي الشاي' نمنا ليالي كثيرة بعيدا عن فراشنا'. لحظات ترددت أصوات دوي إطلاق النار النيران في مناطق جبلية ناحية الغرب. وتجري المناورات العسكرية الإسرائيلية في ساحات المنازل مع عدو وهمي من الكرتون والصخور, وقال دراغمة 'وضعوا الأهداف في الجبال وقرب المساكن. لا احد يعرف اين ستسقط القذائف'. وكان بضع عشرات من رماة الجيش بدؤوا فعليا بنصب خيامهم وإطلاق النار صوب أهداف كرتونية على بعد كيلومترات قليلة من مضارب رعوية في منطقة البرج وهي منطقة أثرية بارزة. على امتداد عدة كيلومترات جنوبا تبدو مناطق جبلية واسعة فارغة من السكان إلا من بعض المنازل الخيشية المتناثرة في المنطقة والجيش الإسرائيلي الذي يحيط بها. وتظهر عشرات الآليات المدفعية الثقيلة تصطف في مرابضها توطئة لبدء المناورات. وتسيطر إسرائيل على معظم الغور، وأقامت فيه مشاريع استثمارية زراعية كبيرة. ويعيش سكان هذا المضرب هاجس أن يقضي احدهم برصاصة من بندقية أو بقذيفة تطلقها دبابة إسرائيلية.وقال نجادة' سنرحل ليومين متتاليين. مثل كل مرة. لا يمكن ان تتنبأ أين ستقع القذيقة'. خلال السنوات الماضية قتل وجرح رعاة كثر بسبب هذه التدريبات كما يقول سكان المنطقة. وقبل أسبوع أصيب طفلة صغيرة بشظية طلق ناري في منطقة الحمامات بينما كان تلهو في ساحة منزلها. وتساءل نجادة عن طبيعة الحياة التي يكون فيها الأطفال في مرمى النيران. لذلك هو وغيرة من الرجال يفضلون الرحيل عن مناطق سكناهم لأيام معدودة على البقاء في مواجهة الرصاص. الرصاص؛ انه العدو الشبح الذي لا يمكن رؤيته هنا في الأغوار. فإطلاق النار والقذائف قد يأتي من أي اتجاه. يحمل الرعاة في مناطق وادي المالح خارطة وزعها الجيش الإسرائيلي عليهم يظهر من خلالها المناطق التي ستكون مسرحا لعملياته. لكن حتى لو التزم الرعاة وعائلاتهم بإخلاء المنطقة. قد تطير رصاصة طائشة وتصيب إحداهم حتى خارج المناطق المحرمة. 'كان الرحيل مراً خلال الأشهر الماضية. لكنها هذه المرة أكثر مرارة' قال خالد الزواهرة وهو بدوي يسكن المنطقة منذ سنوات. الوقت شتاء، والمواشي الآن تضع مواليدها، لذلك سيكون الرحيل صعبا، لكن لا مفر أمام عشرات العائلات من ترك منازلها، فالحياة هنا قد تكون بسرعة رصاصة طائشة. وقال زواهرة فيما كان يتمتع بطقس مشمس ورائق وندي' سنرحل. سننتقل إلى أسفل. وإلا لن يتركونا ننام. الحياة مرة. الحياة مرة. سنرحل ونعود'. تاريخ النشر: 2012/7/18
×
الغور يلتهب!
وادي المالح (الأغوار)- يبرد أطفال بدو أجسادهم بالماء؛ لكن تحت أشعة الشمس العمودية الحارقة، حتى أقوى مكيفات التبريد لن تكون مفيدة.
في فضاء مغبر مفتوح على جحيم الصيف القائظ، يمكن فقط لأبناء محمد عوض الستة، أن يلقوا بالا لأي غرفة صغيرة مبنية من الخيش والبلاستيك ليستظلوا بها. فلا كهرباء تشغل أجهزة تكييف ومراوح، ولا مبردات ماء، ولا خطوط ماء أصلا موجودة. في منطقة وادي المالح، وهي واحدة من المناطق التي تتجمع فيها عائلات البدو، يظهر الصيف على حقيقته: حارا وقاسيا وأبوابه مفتوحة على الجحيم في أيام القيظ التي تسيطر على منطقة الشرق الأوسط. 'لا كهرباء. لا ماء متوفر بسهولة. أترى هذه الصهاريج؟ هذه مصادر الماء الوحيدة المتوفرة لدينا' قال عوض، فيما كانت نسوة ينقلن الماء في عبوات حديدية من الصهريج إلى النزل المغطى بالبلاستيك والذي يجعل أيضا الحياة داخلها مستحيلة. يتفصد العرق من الأطفال. وتتجمع حول النسوة أيضا بعض شياه عطشى تحاول الوصول إلى نصف برميل تم شقه نصفين لتشرب، يشرب جميعهم من الصهاريج. ويعاني سكان المضارب على امتداد منطقة الغور من شح المياه، فلا الصيف يرحم، ولا الجيش الإسرائيلي يرحم. خلال الأسابيع الفائتة بدأ الجيش الإسرائيلي بتطبيق أسلوب جديد ضد السكان، فمع مطلع الصيف بدأ بمصادرة صهاريج المياه. عوض ذاته خسر صهريجين، جاء الجيش وصادرهما ونقلهما إلى أحد معسكراته. لكن الحكومة الفلسطينية التي كانت زودت الرعاة من قبل بهذه الصهاريج سارعت إلى تزويد السكان مرة أخرى بصهاريج جديدة. وسط جبال صفراء وبيئة صحراوية جافة ومحاصرة حركتهم من قبل الجيش الإسرائيلي، يرى السكان أن الصهاريج بلا ماء ليست حلا. ذاته عوض الذي يملك قطيعا جرارا من الضأن بحاجة يوميا لأربعة أكواب مكعبة من الماء. عليه أن يشتريها من سائقين متخصصين بنقل الماء من مناطق بعيدة حتى المضارب البائسة. وهذه عملية مكلفة وتنطوي على مخاطر كثيرة. لا يدرك أبناء عوض الستة حجم هذه المخاطر، ولا يمكن قياسها مع شدة حرارة الشمس التي تشوي الأجساد. علي بن عوض أحضر قبل أسابيع قليلة من المستشفى بعد أن أجريت له عملية جراحية لإزالة تشمع أصاب كبده، لا يفكر كثيرا بالحرارة. كان الولد منهمكا في صب الماء على وجه شقيقته الصغيرة. قال عوض إن أكبر مشكلة تواجه السكان في الصيف الماء. ومع ارتفاع درجات الحرارة تصبح الحاجة إلى صهريج ماء مثل الحاجة للهواء. على طول الطريق المؤدية إلى المضارب المتناثرة فوق الهضاب، تظهر الصهاريج التي تجرها جرارات زراعية، وفي أي لحظة تتعرض هذه الصهاريج للمصادرة. وقال رئيس مجلس قروي المضارب عارف دراغمة 'إنها الطريقة السهلة لدفع السكان للخروج بهدوء. لا حاجة الآن لهدم مساكنهم. الأمر بسيط (...) بمنع المياه عنهم سيهربون'. وغالبا ما تنتقل بعض العائلات التي تعمل في الزراعة ورعي المواشي صيفا إلى المناطق القريبة من مصادر المياه. تظهر مضارب فارغة من سكانها بعد أن انتقلوا إلى أطراف القرى الزراعية، حيث المياه هناك متوفرة بشكل أكبر. وقال دراغمة، 'نحو مائة عائلة ترحل سنويا من مناطق المالح المختلفة في فصل الصيف؛ بسبب عدم وجود الماء والكهرباء'.'إنهم يهربون من أشعة الشمس والجفاف'، لكن في نزل عوض لا مكان للهروب، فالسكن في المنطقة يمتد على مدار السنة. تظهر أوتاد النزل الخيشي المغطى بالبلاستيك وقد أصبحت جزءا من الأرض الترابية القاسية التي يرشها الأطفال بالماء في عملية تبريد مستحيلة، وعلى بعد عشرات الأمتار تظهر الرفاهية على أصولها. إنها مستوطنة 'مسكيوت': المنازل الخرسانية المكيفة صيفا وشتاء. بركة السباحة التي تظهر أطرافها لأطفال عوض. والهواء الطلق الذي يضرب قمة الجبل المبنية عليه بيوت المستوطنة. ومن بين المضارب تظهر الأنابيب الضخمة التي تجر المياه للمستوطنات ومعسكرات الجيش. ليس بعيدا عن أطفال عوض توجد مضخات المياه التي تغذي المستوطنة المجاورة. وتشير إحصاءات مختلفة إلى أن استهلاك المياه للفلسطينيين في الأرض الفلسطينية نحو 70 لترا للفرد في اليوم أو أقل، ويقل كثيرا عن المستوى التي توصي به منظمة الصحة العالمية وهو 100 لتر للفرد يوميا، بينما يبلغ معدل استهلاك الفرد في إسرائيل نحو 300 لتر يوميا أو أكثر. لكن أكثر ما يمكن أن يستهلكه أبناء عوض في هذا اليوم الذي ترتفع فيه درجات الحرارة فوق معدلها الطبيعي بنحو تسع درجات، ليس أكثر من لترات محدودة من المياه. 'رش.رش.رش' قال أحد الأطفال في ساحة نزل عوض لشقيقه الذي كان يسكب الماء على رأسه 'رش'. تاريخ النشر: 2012/5/23
×
نابلس تحت هجوم المستوطنين
عصيرة القبلية (نابلس)- محيط قرية عصيرة القبلية هادئ صباحا، لكن بعض العائلات التي تسكن أطراف القرية تخشى الموت الذي يأتي مثل 'القضاء العاجل' في اي لحظة.
فليس هناك اي ضمان في اي وقت، لعائلة عبد الباسط احمد، ان تكمل نهارها بدون ان تتعرض لإطلاق النار أو قنابل 'المولوتوف' الحارقة..او حتى الحجارة. على مسافة 300 م فقط، يقع اقرب بناء استيطاني في مستوطنة 'يتسهار'، ومن هناك ينطلق عادة المهاجمون الذين حاولوا إحراق منزل عبد العظيم احمد على من فيه اكثر من مرة. عصيرة القبلية التي تقع في عمق ريف نابلس الجنوبي، شهدت قبل يومين اكبر هجوم منظم للمستوطنين بعد هجوم آخر منتصف كانون اول الثاني الماضي عندما حاولوا إحراق منزل عبد العظيم. 'اضرموا النار في سيارتي. سيارة الجيران. احرقوا كل شيء.' لكن عبد العظيم يقول ان كل محاولاتهم لإحراق المنزل لم تنجح حتى الآن'. كان الرجل يتناول طعام الغداء هو وعائلة، ولم تنقض سوى خمس دقائق، من سماع العائلة نداء أهل القرية حول هجوم قادم حتى كان المستوطنون على مشارف ساحة منزله. بالنسبة لعبد العظيم وأفراد عائلته، الهجوم يعني مسألة حياة او موت. 'خرجنا للتصدي لهم. كانوا يرجموننا بالحجارة. كانت صدورهم عارية وملثمين، وليس هناك حالة أمنية في الضفة الغربية أسوء من الوضع في جنوب نابلس. ففي اي لحظة يمكن ان يشن المستوطنون هجوم ويطلقون النار'. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية ' لم يعد اي شيء مستبعد(,,,) يمكن ان تحدث اي كارثة في اي وقت'. وتشير احتمالات عديدة الى ان عمليات المستوطنين اليومية التي ينفذونها في ريف نابلس الجنوبي، هي عمليات منظمة بدقة. في قرى جنوب نابلس، يظهر الأمل بتوقف هجمات المستوطنين، حلم مستحيل. وقال احمد عبد الهادي وهو رئيس المجلس القروي في القرية ' لا يوجد امل.هذه ليس اول مرة يهاجمون فيها القرية بهذه القوة وهذا التنظيم'. ويقول السكان، إن سيارات تقل مستوطنين من مستوطنات أخرى، يصلون إلى مستوطنة 'يتسهار' للمشاركة في الهجمات على القرى المحيطة. من أي مكان في قريتي عصيرة القبلية وبورين وهما القريتين الأكثر تعرضا للهجمات، يمكن مشاهدة أطراف المستوطنة التي يسكنها مستوطنون يعتبرون الأكثر تطرفا في الضفة الغربية. وفي نابلس، هناك نحو 12 مستوطنة و34 بؤرة استيطانية، يسكن فيها نحو 24 ألف مستوطن. ويشكل هؤلاء قنبلة موقوتة. وقال عبد العظيم إن الهجمات بدأت على منزله والمنازل المجاورة وهي الأقرب لمستوطنة 'يتسهار' منذ 15 عاما، وإنها لم تتوقف. ويقول سكان القرى التي تتعرض للهجمات اليومية من المستوطنين، إن الجيش الإسرائيلي، لا يتدخل في اغلب الحالات لوقف الهجمات. وفي الهجوم الأخير حمل المستوطنون أسلحة أوتوماتيكية، وأطلقوا النار صوب السكان، ما أدى إلى إصابة احدهم. قال عبد العظيم' كانوا يحملون الرشاشات والمسدسات. رأيناهم يطلقون النار مباشرة علينا. كانوا مرات عديدة يشعلون النار او يستخدمون الحجارة لكن هذه المرة يريديون القتل المباشر'. واظهر فيديو صوره احد نشطاء جمعيات حقوق الانسان، مستوطنين يحملون اسلحة رشاشة ويطلقون النار صوب المواطنين الذين خرجوا للتصدي لهم، فيما كان الجنود يقفون على بعد امتار ويكتفون بالمراقبة. وقال عبد العظيم ' الجيش لم يفعل شيئاً.الجيش كان يراقب'. يردد المعنى ذاته كثير من سكان القرية الذين كانوا في المكان لحظة الهجوم. ويقول الفلسطينيون مواطنون ورسميون، ان تعزيز الاستيطان في السنتين الماضيتين كسر ظهر اي احتمال لاستئناف المفاوضات المجمدة. والاستيطان الذي شكل العقبة الرئيسية أمام اي تقدم حقيقي في المفاوضات منذ توقيع اتفاق اوسلو، قضية أولوية لحكومة بنيامين نتياهو اليمينية. وأقرت الكنيست الإسرائيلية، الليلة الماضية، بالقراءتين الثانية والثالثة قانون اعفاء من الضريبة لمن يتبرع بالأموال للمنظمات الاستيطانية الصهيونية. وكان رئيس الائتلاف الحكومي زئيب الكين، وهو مستوطن قد قدم القانون من اجل تشجيع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. وبموجب القانون الجديد يحصل كل من يتبرع للاستيطان على إعفاء ضريبي بقيمة 35%. والسكان في القرى التي تتوسع المستوطنات بشكل مستمر على حساب أراضيهم، ليسوا بحاجة الى تأكيد رسمي إسرائيلي بقراءات قانونية ليعرفوا الخطر القادم من المستوطنات. وقال منير درويش وهو واحد من سكان القرية عانى كثيرا من هجمات المستوطنين، 'هذه سياسة. كل ما يجري سياسة. انظر هذه المستوطنات أيضا سياسية. وعندما يهاجموننا وينشرون الرعب ايضا سياسة'. ' هؤلاء لا يؤمنون الا بالقتل.لا تستطيع ان نعيش في هذا الوضع.لا نستطيع.لا نستطيع'. اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|