مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
رام الله- تفتح الفتوى القانونية التي سلمتها جامعة 'كامبردج' إلى الحكومة البريطانية وحكومات باقي أوروبا بجواز مقاطعة بضائع المستوطنات دون المس باتفاقيات الاتحاد مع إسرائيل أو اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، الباب واسعا أمام المنتج الفلسطيني لزيادة حصته في الأسواق الأوروبية إذا أحسنت الحكومة والقطاع الخاص الاستفادة من هذه الفرصة.

ويحمل العاملون في الاستثمار في مجال الزراعة والاستثمار الزراعي الحكومة مسؤولية تطوير هذا القطاع، ويعتقد البعض منهم أن الإرادة السياسية غائبة في هذا الموضوع.

ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها الاستثمار في منطقة الأغوار وعلى الأخص الزراعي منها؛ بسبب سياسات الاحتلال وعلى الأخص المائية منها والمعيقة للاستثمار وتطوير المنطقة، إلا أن الفرص حقيقية وقائمة لتطوير المنتج الفلسطيني وعلى الأخص الزراعي منه، لكنها تحتاج لتوجه وإرادة وهناك تجارب ناجحة وإن كانت فردية.

وقالت استشارة قانونية نشرت صحيفة 'الإندبندنت' أجزاء منها، وسلمتها جامعة كامبردج إلى الحكومة البريطانية وحكومات باقي دول الاتحاد الأوروبي، إن 'بالإمكان مقاطعة المستوطنات دون أن يمثل ذلك مخالفة لاتفاقيات الاتحاد مع إسرائيل أو اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، لأن المستوطنات المعنية تقع خارج إسرائيل'.

وكانت الحكومة البريطانية قد وزعت بلاغا علي حكومات دول الاتحاد الأوروبي في نهاية العام الماضي، أعربت فيه عن قلقها من دخول منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، الأسواق الأوروبية دون دفع الرسوم الجمركية المنصوص عليها قانونيا. والمعروف أن إسرائيل، بموجب اتفاقية الشراكة المبرمة مع الاتحاد الأوروبي في عام 2000، يمكنها تصدير سلعها المنتجة في أراضيها إلى دول الإتحاد، دون سداد أية رسوم جمركية أو ضرائب، لكن هذا الإعفاء الضريبي والجمركي لا يسري علي منتجات المستوطنات، والتي لا يعتبرها الإتحاد الأوروبي كجزء من دولة إسرائيل.

وأشارت دراسة لمعهد الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن في فبراير الماضي إلى وجود 27 شركة إسرائيلية تعمل في المستوطنات وتصدر منتجاتها إلي بريطانيا، وأن غالبية الأسواق والمتاجر البريطانية خزنت كميات كبيرة منها.

وقدرت الدراسة قيمة السلع المنتجة كليا أو جزئيا في الأراضي المحتلة وصدرت إلى الإتحاد الأوروبي، بما لا يقل على ملياري دولار سنويا، ما يعادل 20 في المائة من إجمالي الصادرات الإسرائيلية للكتلة الأوروبية والتي تشكل 33% من حجم صادراتها.

واعتبر اتحاد نقابات العمال، الذي طلب الرأي القانوني أن الاستشارة القانونية تشكل حافزا إضافيا لفرض المقاطعة، وأن حملة المقاطعة ستتصاعد في بريطانيا وأوروبا خلال الفترة القادمة.

وعلق وزير الزراعة وليد عساف على هذه الفتوى بالقول 'لهذا القرار بعد قانوني وسياسي، والبعد السياسي مهم جدا بالتأكيد على عدم شرعية المستوطنات والاحتلال والسيطرة على مواردنا المختلفة من أراض وماء'.

وأضاف، 'سنتابع هذا الموضوع على المستوى الاقتصادي أيضا، خاصة وأن سيطرة الاحتلال على مواردنا المائية وأراضينا لصالح الاستيطان يضعف من قدرتنا على منافسة بضائع المستوطنات المعفية من قبل حكومة الاحتلال من الضرائب، إضافة لحوافز تشجيعية أخرى'، موضحا أن حكومته تتطلع إلى اعتماد هذه الفتوى من قبل الاتحاد الأوروبي.

ونفى عساف الاتهام الموجه لحكومته بغياب الإرادة السياسية لزيادة حصة المنتج الفلسطيني في السوق الأوروبية وغيرها من الأسواق، قائلا 'لدينا الإرادة السياسية والتي تمثلت بإعفاء المنتج الفلسطيني من الجمارك في أووربا، ونحن بصدد إنشاء شركة للتصدير الزراعي بالشراكة مع صندوق الاستثمار لمساعدتنا في تسويق المنتجات الفلسطينية وخاصة المبكرة النضج'.

وأضاف، 'كذلك سنقوم بتصدير بعض المنتجات الجديدة مثل الأفوكادو والكاكا والأعشاب الطبية والبندورة الصنوبرية والمنتجات العضوية والمانجا، وسنقوم بإدخال أصناف جديدة للإنتاج الفلسطيني من خلال مشروع تخضير فلسطين والذي سنقوم من خلاله بتوزيع 800 ألف شتلة لأشجار مثمرة، و700 ألف شتلة زيتون هذا العام، بغرض التصدير وتغطية السوق المحلية'.

ورأى المستثمر والاقتصادي الفلسطيني مازن سنقرط أن هذا القرار يعكس جاهزية الرأي العام الرسمي والشعبي في أوروبا لمجابهة بضائع المستوطنات غير القانونية، وأنه أصبح أكثر مسؤولية وجدية وقناعة.

وقال سنقرط، 'على الصعيد الرسمي، الحكومة البريطانية كانت أول الدول الأوروبية التي قامت بتمييز البضائع الفلسطينية عن بضائع المستوطنات من خلال وسمها بطابع تجاري، وحذا حذوها في ذلك محلات التجزئة في بريطانيا، وتبعتها في ذلك بعض محلات التجزئة في ألمانيا وفي سويسرا وبعض الدول الأسكندنافية مثل النرويح والسويد'.

وأضاف، 'مع هذه الفتوى القانونية الجديدة صار أمامنا منحى جديد، والموضوع صار أكبر من وسم تجاري واجتهاد عند بعض محلات التجزئة، الموضوع بهذه الفتوى دخل في التحول عن بضائع المستوطنات غير القانوني، لأنها منتجة في أراضٍ محتلة وخارج أرض إسرائيل القانونية وما ينتج من جسم غير قانوني يصبح غير قانوني'.

وعن جاهزية السوق الفلسطينية للتعامل مع الأسواق الفلسطينية وتعويض ما يتم تصديره من بضائع المستوطنات لها، أكد سنقرط أن المنتجات الفلسطينية في هذه الأسواق متواضعة، وأن أغلب ما يصدر لها منتجات زراعية أغلبيتها تقوم شركة سنقرط للمنتجات الزراعية القابضة بتصديرها بقيمة تصل لحوالي 5 ملايين دولار، من الأعشاب الطبية والبندورة الكرزية والفلفل والتمر، ويتم تصديره من خلال شهادة المنشأ الفلسطينية.

ويعتقد سنقرط أن الفرص التصديرية أمام المنتجات الفلسطينية وعلى الأخص منتجات الأغوار التي تتمتع بميزة تنافسية في الشتاء، وملاءمتها للأسواق الأوروبية بسبب مناخها وموقعها الجغرافي عالية، لكن حتى اللحظة لم تتمكن السلطة ولا المستثمر من الاستفادة منها، داعيا الحكومة لجدية أعلى في التعامل مع هذا الملف لتمكين المزارع والمستثمر الفلسطيني من الاستفادة من هذه الميزة التنافسية، معتقدا أن هناك غيابا للإرادة السياسية لإدارة هذا الملف وقيادة هذا التوجه وتحديد أدوار الجهات المختلفة في هذه العملية، من بنوك وشركات وقطاع عام.

وقال سنقرط، 'الاتحاد الأوروبي أعفى منذ حوالي ستة أشهر الصادرات الفلسطينية من الجمارك ومن دون كوتا ولمدة عشر سنوات، ونحن غير قادرين على الاستفادة منها، صحيح هناك إنجازات فردية هنا وهناك ولكنها غير كافية، وتركيا أيضا وافقت على دخول ألف طن من التمور الفلسطينية لأراضيها من دون جمارك'.

ويتفق مع سنقرط في التقدير حول غياب الإرادة السياسية مدير عام شركة تطوير الأغوار والبحر الميت التابعة لصندوق الاستثمار سميح العبد، وقال 'لا يكفي القرار السياسي نحن نحتاج لتنفيذ القرار السياسي، هناك أجندات كثيرة بدأت تركز على أهمية تنمية الصادرات الفلسطينية وعلى الأخص الزراعية منها وفي منطقة الأغوار، ولكن لا بد من وجود ترابط قوي بين القطاع الخاص والعام والمؤسسات الأهلية والحكم المحلي، نحن بحاجة إلى آليات يقوم القطاع الخاص بوضعها بمساعدة المؤسسات الأهلية، لا بد من وجود سياسات قطاعية ومكانية تحدد المكان والسياسات التنموية، وهي الأساس في إنجاح أي مشروع وبالذات في منطقة الأغوار والمناطق المصنفة 'ج' حسب أوسلو.

وأضاف، 'إنجاح أي فكرة على الأرض يحتاج لخلق الآليات الضرورية اللازمة لتنفيذ هذه السياسات وتتم بالتعاون بين القطاع الخاص والعام، فعلى القطاع الخاص الاهتمام بالتنمية وعلى القطاع العام الاهتمام بالبنية التحتية، وإقرار السياسات التي تحفز على التصدير وتغطية احتياجات السوق المحلية، وهذا يتطلب إنشاء شركة تصدير والعمل على السوق الخارجية'.

وأشار العبد إلى أن التصدير لأوروبا يتطلب مواصفات إنتاج عالية جدا وعندنا خبرات محلية، ويمكن لنا الاستفادة منها وتطويرها وبناء الكفاءات اللازمة لذلك، دون إهمال الأسواق العربية التي تحبذ المنتج الفلسطيني.

وقال العبد، 'صندوق الاستثمار مدرك لقيمة الاستثمار في الإنتاج الزراعي والصناعي، ولذلك رصد 20 مليون دولار للاستثمار في هذا القطاع وذلك بهدف زيادة مساحة الإنتاجية ومساعدة المزارعين والراغبين في الدخول في الإنتاج الزراعي لرفع حصته في الناتج المحلي، ونحن نبحث جديا في تكوين شركة تهتم بموضوع التصدير'.

ويبلغ حجم الصادرات الفلسطينية 488.4 مليون دولار بنسبة 85%منها للسوق الإسرائيلية، في حين تبلغ حصة الأسواق العربية منها 66 مليون دولار بنسبة 11.7% ، كما تصدر فلسطين للسوق الأميركية وكندا 9.3 مليون دولار، ولباقي دول العالم أقل من 12 مليون دولار.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required