مفتاح
2024 . الثلاثاء 23 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


الوضع التعليمي:

يوجد في محافظة نابلس 183 مدرسة منها 72 مدرسة داخل المدينة يتعلم فيها 72000 طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم الأساسي والأعدادي والثانوي . وجميع هذه المدارس تنضوي في اطار التعليم الحكومي ولا تشتمل على رياض الأطفال، يدير هذه المدارس طاقم مؤلف من مائة تربوي في مديرية التربية والتعليم وعدد آخر من الموظفين عدد كبير منهم يقيمون خارج المدينة ومنهم نائبي مديرة التربية.

و يبلغ عدد المعلمين والمعلمات 3600 ، منهم من يقيم في المدينة ومنهم (نسبة كبيرة ) يقيمون في الضواحي والقرى المجاورة ، حظر التجول والحواجز العسكرية الكثيرة المنتشرة على مداخل وخارج المدينة جعل من حرية الحركة عملية مستحيلة حيث ينتظر المعلمون والمعلمات ساعات طويلة وأحيانا في ظروف الحر الشديد أو المطر والبرد قبل أن يسمح لهم بالمرور وكثيراً ما يردون على أعقابهم . وتشير معطيات وزارة التربية والتعليم إلى أن عدد الأطفال من طلبة المدارس المدرسين الذين لا يزالوا محتجزين في السجون الإسرائيلية قد بلغ ( 166 ) طالباً و ( 75 ) معلماً.

حظر التجول الطويل الذي واكب عمليات الجيش الأسرائيلي في نابلس والتي أطلق عليها "السور الواقي" في نيسان الماضي وعملية "الطريق الحازم" في أيار الماضي وربما هذه المرة "حزيران" أربك العملية التعليمية على نحو خطير ، فالدوام تعثر في الصفوف ، و الأمتحانات تعثرت كما حصل في امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" ، وفي أكثر من مرة قامت الدبابات باطلاق النار على مقربة من المدارس أثناء توجه الطلاب لمدارسهم أو مغادرتهم اياها. كما اتخذت قوات الجيش الأسرائيلي من عدة مدارس قواعد لجنودها ومعداتهم التي تحولت الى مراكز استجواب أو احتجاز أو تشخيص لمئات من المواطنين، وعبث الجنود بمرافق التعليم فيما لم توفر الدبابات والمدرعات هدم أسوارها لتسهيل دخول البابات الى داخلها أو لتحويلها إلى موقع عسكري.

وقالت السيدة جمان قرمان مديرة التربية والتعليم في المحافظة ، انه لأمر مثير للصدمة الشديدة ، المدارس هي أماكن لها حرمتها واحترامها واجب بغض النظر عن السياسة والأمن ، بنظر الطلاب هي الأماكن التي تأتي بعد منازلهم من حيث توفير الأمن والطمأنينة والحب ، لكن ما تركه الجنود فيها من دمار وبشاعة وقرف سيترك ذكريات ثقيلة وقاتمة في نفوس الطلاب والطالبات و مدرسيهم ."

وما زالت هناك مهمات ضعبة تنتظرالمعلمين والمعلمات مع بدء العام الدراسي الجديد وهي ذات طابع نفسي ومعنوي يتعلق بتهيأة الطلاب والطالبات على تفريغ ذكريات صعبة عن زملائهم الذين استشهدوا أو جرحوا أو أصيبوا باعاقات جراء اصابتهم . ان العودة الى مقاعد الدراسة رغم مباهجها المفرحة للطلاب والطالبات وأهليهم لكنها ستكون مسكونة بهواجس ذكريات ثقيلة وكئيبة عندما يرى الطلاب مقاعد زملائهم و أصدقائهم فارغة لأن أرواحهم أزهقت على أيدي و بنادق الجنود الأسرائيليين.

و تشير معطيات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين من طلبة المدارس قد بلغ منذ انطلاق الإنتفاضة 28/9/2000 (239) طالب وطالبة بالإضافة إلى إصابة ما يزيد عن (2600) طالبا وطالبة بجراح مختلفة منها الخطيرة ومنها ما تسبب بإعاقات متفاوتة لمئات الطلبة الأمر الذي أدى إلى حرمانهم من حقهم الطبيعي في التعلم .

جنود الأحتلال احتلوا بعص المدارس أكثر من مرة مثل "مدرسة الشهيد سعد صايل الثانوية و "مدرسة هواش الأعدادية" و" مدرسة الأنصاري الأساسية"، وبلغ عدد المدارس التي لحقت بها أضرار متفاوتة 14 مدرسة ، منها ثلاثة مدارس هدمت أسوارها ودمرت مختبراتها ودورت المياه التابعة لها ولم تعد صالحة ابدا لأستكمال التعليم مثل "مدرسة الفاطمية الثانوية للبنات" القريبة من البلدة القديمة و"مدرسة هواش" مما أضطر المديرية الى تحويل طلبتها الى مدارس مسائية. وكانت مدرستي الفاطمية والأنصاري قد رممتا مرتين ثم تعرضتا للتخريب في اجتياح ثالث " ربما هذه المرة ".

ويذكر أن عدد المدارس التي تعرضت للقصف الإسرائيلي وللاقتحام خلال انتفاضة الأقصى بلغ (197) مدرسة غالبيتها قصفت واقتحمت خلال الشهور الأربعة الأخيرة .

التخريب في المدارس ليس مجرد تدمير مادي ، انه تدمير روحي ومعنوي للفلسطينيين الذين يفتخرون بالتعليم ويعتبرونه الحامي من تقلبات السنين". الفصل الدراسي الجديد للعام 2002-2003 بدأ قاسيا وصعبا ومربكا فالطاقم الأداري يدوام في ظروف فيها مجازفة و خطر على الأفراد الذين يغتنمون كل فرصة تسنح لهم للتوجه الى مقر المديرية .

و أثناء اجراء اللقاء مع السيدة جمان قرمان مديرة التربية والتعليم كانت في مكتبها مع عدد من موظفيها أثناء سريان مفعول حظر التجول على المدينة ، وقالت ،" علينا أن نجازف ، انا لا أعرف اذا ماكنت ساعود الى بيتي مثلما جئت ،لكن علينا أن نأخذ أن نعمل لما فيه مصلحة ابنائنا و بناتنا، علينا أن ننجز التشكيلات والتنقلات التي لا بد منها سواء للطلاب و الطالبات أو للمعلمين والمعلمات.

حظر التجول فرض علينا أن ندخل" تعديلات" على مركزية الأدارة، ففي كل تجمع يتواجد فيه اداريين يقومون هم بادارة العمل حسب ما هو متوفر لديهم في مناطقهم.

بقيت أيام قليلة قبل أن يبدأ الدوام ( 1 ايلول) ، لكن كتب المنهاج للصفين الثالث و الثامن لم تخرج من المطابع بعد ، وهذا يعني تأخيراً اضافياً لأنه سيمضي وقت ريثما تصل الكتب من المطابع ثم يصار الى توزيعها، هناك مدارس تحتاج الى أثاث ، الأثاث موجود لكن يستحيل نقله بدون تنسيق مع مكتب الأرتباط الفلسطيني.

المسؤلون في أوروبا وامريكا ، يطالبونا بتقبل الآخر في مناهجنا Tolerance ولكن لماذا يغمضون أعينهم على التنكر لحق أساسي هو الحق بالتعلم للأطفال الفلسطينيين ؟! " تسائلت السيدة قرمان.

جودة التعليم :

منذ عام 1995 قمنا بتنفيذ خطوات جدية على صعيد تطوير التعليم وخاصة في المرحلة الأساسية كي نتجاوز تخلف سببه الأحتلال أيضا خلال 30 سنة خلت، قطعنا شوطا جيدا في هذا الصدد، لكن أعمال التدمير للبنية التحتية والأغلاقات وحظر التجول الطويل نتج عنها ما أسميه "تقنين التطوير" أي تقنين جودة التعليم. يعتبر استمرار احتلال المدن الفلسطينية وفرض الحصار وحظر التجول المشدد عليها من أهم الوسائل التي تتبعها القوات الإسرائيلية في تعطيل الدراسة والتعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة ففي ظل نظام حظر التجول والحصار تتوقف الدراسة بشكل كامل في (850) مدرسة فلسطينية بسبب عدم قدرة الطلبة والمعلمين على الوصول إلى مدارسهم الأمر الذي يحرم الفلسطينيين من حقهم الطبيعي في التعلم وإيجاد المكان المناسب لذلك الغرض .

وأضيفت أعباء جديدة على مدارس الحكومة في محافظة نابلس للعام الدراسي الجديد بعد أن طلب 1500 طالب وطالبة يدرسون في المدارس الخاصة الأنتقال الى مدارس الحكومة للعام الجديد ، ويأتي هذا التوجه على ضوء شح مصادر الدخل لأولياء الأمور الذين تعطلوا عن أعمالهم مدة طويلة .

و أفادت مصادر مديرية التربية والتعليم في المحافظة أن 2000 طلب نقل من المدارس الخاصة الى الحكومية قد تمت في العام الماضي .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required