مفتاح
2024 . الإثنين 22 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أصدر مركز غزة للحقوق والقانون التقرير الشهري حول حالة حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي يغطي شهر آيار 2005. وفيما يلي نص التقرير:  

 

ملخص التقرير

واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي خلال شهر مايو (2005)، اقتراف جرائمها ضد المواطنين المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غير ملتزمة بالتفاهمات الجارية بينها وبين الجانب الفلسطيني حول وقف إطلاق النار والتهدئة. حيث كثفت خلال شهر مايو هجماته عبر طائراتها الاستطلاعية العسكرية لتصيب وتقتل عدد من المدنيين الفلسطينيين حيث جددت تلك القوات بقصف الأماكن المدنية والتجمعات السكانية حيث قتل نتيجة القصف بطائرات الاستطلاع مواطن فلسطيني وإصابة خمس مواطنون آخرون. فبتاريخ 18/5/2005، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر طائرات الاستطلاع الإسرائيلي المواطن أحمد مصطفى شهوان البالغ من العمر (22) عاماً، وأصيب ( 3) آخرون. وبتاريخ 30/5/2005، قصفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية ثلاث صواريخ باتجاه مجموعة من الشبان في منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث أسفر هذا القصف عن إصابة مواطنتين فلسطينيتين، وتضرر عدد من المنازل المحيطة بالقصف وإصابة منزل آخر بصورة مباشرة بصاروخ من قبل طائرات الاستطلاع تعود ملكيته إلى عائلة الغندور.  وخلال هذا الشهر ارتفعت وتيرة الإرهاب الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، مما أدى إلى إزهاق أرواح عدد من المدنيين الفلسطينيين. فقد شهد شهر أيار/ مايو من عام 2005، وهي الفترة التي يغطيها التقرير تصعيداً جديداً من قبل قوات الاحتلال على كافة الصعد، بما فيها استهداف الأطفال. فقد وصل عدد الشهداء خلال الفترة التي يغطيها التقرير وهي من 1/5/2005 لغاية 31/5/2005 نحو (19) شهداء، من بينهم (2) أطفال لم يبلغوا (18) عاماً، وامرأة. وجرح ما يزيد عن (108) مواطناً، من بينهم ما يزيد عن (33) طفلاً فلسطينياً، و (4) نساء، و (2) أجانب، و (1) صحفي. وقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال مواطنين خارج نطاق القانون دون محاكمة.

 

وفي سياق آخر استمرت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بمواصلة بناء جدار الفصل العنصري عن طريق تجريف الأراضي الزراعية ومصادرتها، بواسطة أوامر عسكرية إسرائيلية تقدم لأصحاب الأراضي الزراعية التي سوف يمر من خلالها الجدار. وقد شهدت منطقة القدس عملية تسريع كبيرة في بناء الجدار، بهدف إكمال عزل المدينة عن عمقها في الضفة الغربية. حيث تسعى إسرائيل إلى تحويل المستوطنات القريبة من القدس إلى أحياء "يهودية". والجدير ذكره أن قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي أتمت بناء مقاطع من الجدار بلغ طولها (215) كيلو متراً، من أصل (764) كيلوا متر وفق ما هو مخطط له.

 

أما على صعيد الممارسات التي تقوم بها مجموعات المستوطنين، فقد تتعدد الأساليب في الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين بين عمليات الدهس في الشوارع وخاصة للأطفال والمسنين، وإطلاق النار وإحراق الأشجار أو تجريف الأراضي أو تسييجها بأسلاك شائكة. فقد رصد المركز خلال شهر مايو ما يزيد على (40) انتهاكاً؛ من بينها (3) اعتداءاً على الأطفال، و(6) على النساء، و (23) على منازل سكنية، و (7) على مؤسسات أهلية، و (1) اعتداء على أجانب، و (4) اعتداء على صحفيين.

 

أما على الصعيد الفلسطيني، وفي ظل الظروف المضطربة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية نتيجة مواصلة الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنين الفلسطينيين. ومقارنة بمستوى حالة حقوق المواطن الفلسطيني لفترات سابقة، فقد استمرت في هذا الشهر ظاهرة سوء استخدام السلاح، وأخذ القانون باليد من قبل بعض المواطنين. وكان ذلك بشكل خاص في حل النزاعات الناشبة فيما بينهم، الذي أدى لوقوع العديد من المواطنين الأبرياء ضحية لهذه الظاهرة ما بين قتلى وجرحى. فقد رصد مركز غزة للحقوق والقانون خلال شهر مايو قتل (6) مواطنين فلسطينيين نتيجة لهذه الظاهرة، وإصابة (5) آخرون. وتم أيضاً تنفيذ عملية اختطاف مسلح لمواطن فلسطيني، وكذلك (2) حالات اعتداء على مؤسسات حكومية وأهلية وبعض الممتلكات الخاصة.

 

أولاً: أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين خلال الفترة 1/5/2005 لغاية 31/5/2005

 

الاعتداء على الحق في الحياة والأمن الشخصي

الاسم

المنطقة

العمر

مكان الإصابة

التاريخ

ملاحظات

شفيق عوني مصطفى عبد الغني

طولكرم

38

في أنحاء جسمه

02-مايو

اغتيال من قبل قوات الاحتلال

سعيد عبد الله رجب

طولكرم

28

في أنحاء جسمه

03-مايو

اصطدام سيارته  بسيارة جيب عسكري إسرائيلي

جمال جبر العاصي

رام الله

16

عيار ناري في القلب

04-مايو

إطلاق النار خلال مواجهات ضد الجدار في بيت لقيا في محافظة رام الله

عدي مفيد محمود العاصي

رام الله

14

عيار ناري في الوجه

04-مايو

إطلاق النار خلال مواجهات ضد الجدار في بيت لقيا في محافظة رام الله

يوسف محمود رداد

طولكرم

22

عيار ناري في البطن والساق

05-مايو

متأثراً بجراح أصيب بها خلال اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال

وداد محمد كمال القاعود

الخليل

57

في أنحاء جسمها

13-مايو

الاعتداء عليها بالضرب وهدم المنزل وهي بداخله

عمر مطيع عسراوي

طولكرم

22

في صدره

16-مايو

إطلاق نار عليه مباشرة لدى مروره على حاجز عسكري

محمود حمدان أبو شعر

رفح

20

عيار ناري

16-مايو

متأثر بجراحه أصيب بها قبل عام

أحمد روبين برهوم

رفح

23

عيار ناري في الرأس

18-مايو

إطلاق النار من دبابة على الحدود المصرية الفلسطينية

أحمد مصطفى شهوان

خانيونس

22

في أنحاء جسمه

18-مايو

اغتيال من قبل قوات الاحتلال

محمد ربحي بركة

دير البلح

22

في أنحاء جسمه

20-مايو

خلال اشتباك مسلح

أحمد راجح كميل

جنين

23

في أنحاء جسمه

20-مايو

انفجار عبوة ناسفة من مخلفات الجيش الإسرائيلي

عزام صوان

نابلس

52اً

في أنحاء جسمه

27-مايو

احتجاز على حاجز بيت ايبا لأكثر من ساعة

بكر مصطفى حمودة

بيت لاهيا

22

في أنحاء جسمه

27-مايو

انفجار عبوة ناسفة في عملية عسكرية

محمد مصطفى الحاج أحمد

جنين

22

في الرأس

29-مايو

إطلاق النار عليه لدى مرور سيارة كان يستقلها

مازن عياد

غزة

22

في أنحاء جسمه

30-مايو

انفجار جسم غامض

سامي أبو مصبح

غزة

23

في أنحاء جسمه

30-مايو

انفجار جسم غامض

تحسين كلخ

خانيونس

24

في أنحاء جسمه

30-مايو

بانفجار أثناء تصديه لقوات الاحتلال

عمر راضي حوشية

الخليل

28

في أنحاء جسمه

30-مايو

قتله جنود الاحتلال بدم بارد

إن مواصلة إسرائيل لاستخدام القوة المفرطة ضد المواطنين الفلسطينيين العزل أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء خلال الشهر الماضي لما يزيد عن نحو (19) شهيد، من بينهم (2) أطفال لم يبلغوا 18 عاماً، (1) امرأة. وجرح ما يزيد عن (108) مواطناً من بينهم ما يزيد عن (33) طفلاً فلسطينياً، و (4) نساء، و (2) أجانب، و (1) صحفي. وقد اعتبرت القوانين والأعراف الدولية الاعتداءات الإسرائيلية خرقاً فاضحاً لأحكام العديد من مواثيق حقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني وعلى رأسها التزامات الدولة المحتلة التي نصت عليها اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب لعام 1949، والتي حرمت الاعتداء على حياة المدنيين وسلامتهم البدنية والقتل بجميع أشكاله والتشويه والمعاملة القاسية والمهينة والتعذيب. وخلال شهر مايو رصد المركز جملة من الانتهاكات ضد الحق في الحياة والأمن الشخصي بحق المدنيين الفلسطينيين والذي أودى بحياة مدنيين فلسطينيين، والجدول التالي يوضح حالات القتل:

 

 القتل خارج نطاق القانون

لقد استمرت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في تنفيذ سياسة الاغتيال الإجرامية (القتل خارج القانون)، بحق من تصفهم بنشطاء الانتفاضة. فقد رصد المركز خلال شهر مايو (2) حالة قتل، راح ضحيتها (2) مواطن فلسطيني، وإصابة أربعة مواطنين آخرون.

-   بتاريخ 2/5/2005، قتل المواطن شفيق عوني مصطفى عبد الغني، البالغ من العمر (36) عاماً من سكان بلدة صيدا بمحافظة طولكرم. ووفقاً لمصادر البحث الميداني في المركز إن قوة من جيش الاحتلال تسللت إلى إحدى التلال الواقعة إلى الشرق من طولكرم في تمام الساعة الثانية والنصف حيث كان يتواجد عبد الغني وهو قائد سرايا القدس في محافظة طولكرم ومساعده أحمد زكي داوود، ودار اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال راح ضحيته عبد الغني وإصابة مرافقه بجروح الذي تم اعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة.

-   بتاريخ 18/5/2005، اغتالت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في مدينة خانيونس عبر طائرة الاستطلاع الشاب أحمد مصطفى شهوان البالغ من العمر (22) عاماً كما أصيب جراء هذا القصف (3) مواطنين ممن تواجدوا في ساحة عملية الاغتيال بجوار مقبرة الشهداء في الحي النمساوي بمدينة خانيونس.

 

سياسة استهداف الأطفال

إن سياسة استهداف الأطفال تعتبر جريمة مخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية التي دعت باستمرار لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتلاشي أي إصابة لهم. وتعتبر سياسة استهداف الأطفال من قوات الاحتلال وعدم اتخاذ الإجراءات المناسبة لتفادي إصابتهم انتهاك صارخاً لإعلان الجمعية العامة بشأن حماية حقوق الطفل لسنة 1959 واتفاقية حقوق الطفل لسنة 1989 والتي وقعت عليها إسرائيل. وخلال شهر مايو الحالي أقدمت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بقتل (2) أطفال، وإصابة(33) طفل لم يتجاوزا ثمانية عشرة عاماً. ومن أهم حالات استهداف الأطفال خلال الفترة الماضية ما يلي:

-   بتاريخ 4/5/2005، قتلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بدم بارد طفلين من قرية بيت لقيا شمال رام الله، وهما جمال جبر عاصي، البالغ من العمر (15) عاماً، والطفل مفيد محمود عاصي البالغ من العمر (14) عاماً، بعد أن لاحقهم الجنود مسافة تقدر بثلاثة كيلوا متر، وأطلقوا النار عليهما مما أدى إلى استشهادهم في محيط القرية.

-    بتاريخ 22/5/2005، أصيب الطفلان أحمد سعيد زعرب، البالغ من العمر (10) سنوات، والطفل محمد إبراهيم زعرب، البالغ من العمر (11) عاماً بجروح مختلفة جراء انفجار جسم مشبوه من مخلفات قوات الاحتلال الإسرائيلي بينما كانا يلعبان بالقرب من منزليهما الواقعين في حي زعرب غرب محافظة خان يونس.

-    بتاريخ 26/5/2005، أصيبت الطفلة رنين طارق المغير البالغة من العمر (12) عاماً، بجروح، جراء قيام جنود الاحتلال المتمركزين داخل موقع صلاح الدين العسكري الإسرائيلي المقام على الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين جنوب محافظة رفح وجمهورية مصر، بإطلاق النيران بشكل عشوائي صوب منازل المواطنين الواقعة في مخيم الشابورة وسط المحافظة.

 

 

الاعتداء على حرية التنقل والحركة

لا زالت قوات الاحتلال تستخدم الحواجز العسكرية كوسيلة لإذلال وامتهان لكرامة المواطنين الفلسطينيين. فما زال حاجزي المطاحن وأبو هولي، في قطاع غزة يشكلان كابوساً يطارد المواطنين خلال تنقلاتهم بين محافظات غزة. وقد استخدمت قوات الاحتلال الحاجزين كمصيدة اعتقال المواطنين المتنقلين من خلاله جنوباً وشمالاً. كما لا تزال معاناة مواطني منطقة السيفا المحاصرة بين مستوطنتي دوغيت وإيلي سيناي شمال قطاع غزة ومنطقة المواصي الواقعة غرب خان يونس على شاطئ البحر مستمرة من حيث مصادرة حقهم في التنقل بحرية. ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك بل تقوم من وقت إلى آخر بالتوغل في هاتين المنطقتين لفترات قصيرة تاركة حالة من الخوف والرعب بين قاطنيها، جراء حملات التفتيش القاسية وكذلك الاعتقالات العشوائية.

- بتاريخ 29/4/2005، أبلغت قوات الاحتلال سكان منطقة السيفا الواقعة بين مستوطنتي ايلي سيناي ودوغيت المقامتين على أراضي المواطنين شمال بيت لاهيا نيتها بإغلاق المنطقة لمدة ثلاث أسابيع خلال الأيام المقبلة. والجدير ذكره أن منطقة السيفا تقع في الشمال غربي لبلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ويبلغ عدد سكانها (400) نسمة يواجهون معاناة وإذلالاً بشكل يومي من قبل قوات الاحتلال المتمركز عند الحاجز الوحيد الذي يسمح لسكان المنطقة بالتنقل من وإلى بلدة بيت لاهيا للتزود بالمواد الغذائية وحليب الأطفال، أو توجه طلبة المدارس إلى مدارسهم. كما أن قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي متواصلة لليوم الخامس والأربعين على التوالي منع دخول أنابيب الغاز لمنطقة السيفا .

وفي إطار آخر ينفي المركز الادعاءات الإسرائيلية عن توفير تسهيلات أمام حركة العمال عبر معبر ايرز. الذي أغلق عدة مرات خلال شهر مايو. إلا أن الواقع الفعلي يخالف ذلك، حيث لم يسمح فقط إلا (4170) عاملاً إلى إسرائيل عبر معبر بيت حانون "ايرز"، و (610) عاملاً سمح لهم بدخول المنطقة الصناعية "إيرز" من العمال وفق شروط محددة. من بينها عدم السماح بدخول من تقل أعمارهم عن 35 عاماً، وكذلك غير المتزوجين. بالإضافة إلى أن قوات الاحتلال تشدد على حركة العمال المتنقلين للعمل داخل إسرائيل بصورة إذلال مهين يتعرض له العمال الفلسطينيين. حيث تتبع قوات الاحتلال عبر حاجز بيت حانون " ايرز" إجراءات عسكرية مشددة تستغرق وقتاً طويلاً، ويضطر خلالها العمال إلى السير على الأقدام لمسافة طويلة تصل إلى كيلو ونصف الكيلو. كما تم إنشاء نقاط تفتيش جديدة على بعد مئات الأمتار من نقاط التفتيش القديمة إلى داخل الخط الأخضر. كما يجبر العمال على الدخول في حجرات فحص أمني، واستخدام أجهزة إنذار والحاسوب لفحص أجسادهم وهوياتهم الشخصية.

كما أن قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي على الرغم من إقدامها على فتح بعض الممرات المخصصة لتصدير واستيراد البضائع من وإلى قطاع غزة، من إسرائيل والضفة الغربية عبر معبر المنطار، إلا أنها لا تزال تماطل في فتح كل الممرات البالغ عددها (34 ممر)، حيث تم فتح فقط (15) ممراً فقط. حيث أوضح التجار لباحثي المركز أن المعبر هو مغلق بشكل جزئي يكاد يكون بشكل كلي ذلك نتيجة لعرقلة حركة الشاحنات عبر المعبر إلى قطاع غزة.

هذا وعلى الرغم من تمديد فترة عمل معبر المنطار "كارني" حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، وبشكل متقطع قد يغلق يومياً عدة ساعات. إلا أن طاقة العمل الفعلي في المعبر ما زالت كما هي دون تغيير يذكر. حيث أن عدد الشاحنات المحملة بالبضائع، التي تدخل المعبر بشكل يومي أواخر هذا الشهر بلغت (280) شاحنة، وهو العدد نفسه من الشاحنات، الذي كان يصل المعبر منذ بداية الشهر قبل التسهيلات عندما كان يعمل المعبر حتى الساعة الرابعة. وهذا بدوره عكس سلبياً على حركة التجار داخل المعبر حيث ينتظر التاجر الفلسطيني خروج الشاحنة من الجانب الإسرائيلي لأكثر من أسبوع وقد يستغرق خروج الشاحنة عشرون يوماً وهذا بدوره أيضاً يعكس أثره على سعر السلعة المقدمة للمواطن الذي أصبح يعاني من ارتفاع أسعار السلع. كما أن زيادة ساعات العمل في المعبر لم تنعكس على حجم إنتاجية المعبر، من حيث زيادة حجم البضائع الواردة والصادرة من وإلى قطاع غزة عبر معبر المنطار.

هذا ومازالت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي تبقي على جهاز التفتيش الإشعاعي(ray-x) داخل معبر رفح الحدودي، من أجل تفتيش الفلسطينيين المغادرين والقادمين من وإلى قطاع غزة عبر الحدود المصرية الفلسطينية.  والجدير ذكره أن غرفة التفتيش تحتوي على أشعة عالية تعمل على تأين الهواء المحيط، وتدخل الجسم ليرى المراقب الإسرائيلي كل شيء حتى العظام. وحسب خبراء في مجال الطب الإشعاعي والتشخيص أشاروا إلى أن هذا الجهاز الذي يتعرض له كل مسافر لاسيما كبار السن يصدر جرعات عالية من الإشعاعات الضارة التي تؤدي على المدى البعيد إلى إصابة الأشخاص المتعرضين لها بالسرطان، أو تلف خلايا الدماغ أو العقم، وإعتام العين، وتشوهات الأجنة في بطون الأمهات.

 

أما على صعيد حركة الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر فما زالت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي تمارس ضغوطاً وانتهاكات عديدة ضدهم، مانعة حرية التنقل والحركة في البحر.

فبتاريخ 27/5/2005، فتحت قوات خفر السواحل الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة بشكل عشوائي ومكثف على قوارب الصيادين الذين كانوا يقومون بأعمال صيد السمك قبالة مدينة دير البلح، فأعطبت قارباً واعتقلت من على متنه دون مبرر ويعتبر هذه الاعتداء هو ضمن سلسلة متصلة ومبرمجة من الاعتداءات الإسرائيلية التي ينفذها خفر السواحل الإسرائيليون بحق الصيادين على طول شاطئ البحر في قطاع غزة، بالرغم من عدم تجاوزهم المسافة المحدودة لهم للصيد، حيث تجبرهم هذه القوات على الخروج من البحر، ومنعهم من الصيد لفترات طويلة تحت حجج وذرائع واهية بهدف ضرب الاقتصاد الفلسطيني وخاصة الثروة السمكية في قطاع غزة. 

وقد رصد المركز جملة من الانتهاكات اللانسانية على الحواجز داخل وخارج قطاع غزة وفيما يلي بعض هذه الانتهاكات:

- بتاريخ 1/5/2005، أغلقت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي حاجز التفاح، غرب مدينة         خان يونس، وفقاً لمصادر البحث الميداني في المركز أن مئات المواطنين الذين توجهوا إلى مدينة    خان يونس لقضاء حاجاتهم الضرورية لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بسبب إغلاق هذا الحاجز.

- بتاريخ 5/5/2005، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي معبر المنطار التجاري "كارني" تحت حجج ومبررات أمنية مانعة من دخول البضائع والمواد التموينية إلى قطاع غزة.

- بتاريخ 11/5/2005، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجز التفاح الممر الوحيد لمنطقة المواصي غرب مدينة خانيونس مانعة بذلك عشرات الفلسطينيين من التنقل والوصول إلى منازلهم في منطقة المواصي.

- بتاريخ 19/5/2005، عرقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حركة المواطنين على حاجزي المطاحن وأبو هوالي الطريق الفاصل بين غزة وجنوبها مانعاً السيارات من التنقل عبر هذا الحاجز مانعاً بذلك مئات الموظفين والطلاب والمرضى من حرية الحركة عبر هذا الحاجز.

بتاريخ 20/5/2005، أغلقت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي معبر المنطار "كارني" التجاري والذي يستخدم لنقل البائع بين إسرائيل وقطاع غزة.

بتاريخ 20/5/2005 أغلقت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي حاجزي المطاحن وأبو هولي جنوب قطاع غزة لمدة يومين، والذي أعاق حرية الحركة والتنقل بين محافظات غزة وجنوبها، والذي أدى عشرات السيارات والمواطنين للمبيت على الحاجزين.

بتاريخ 25/5/2005،  أغلقت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي حاجز التفاح ، المنفذ الوحيد لمنطقة المواصي غرب خانيونس جنوب قطاع غزة. وفقاً لمصادر المركز أشارت بأن جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز ، منعوا المواطنين بشكل مفاجئ من اجتيازه، مما اضطرهم للانتظار لعدة ساعات. يذكر أن منطقة المواصي تخضع منذ أربع سنوات لحصار مشدد، حيث يعاني قرابة (7000) مواطن أوضاعاً معيشية بالغة الصعوبة، خاصة في ظل تعمد قوات الاحتلال إغلاق الحاجز بصورة متكررة، دون أي مبرر.

 

قصف المنازل السكنية بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة

لم تتورع قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهر الماضي من استهداف منازل المدنيين الفلسطينيين بالقصف الهمجي والإرهابي المبرمج بواسطة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة من أبراج المراقبة المتواجدة في مستوطناتها في قطاع غزة. وقد خلق ذلك القصف العشوائي حالة من الرعب والخوف الشديدين بين صفوف المدنيين الفلسطينيين المتواجدين في المنازل السكنية المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة. إن هذا القصف الهمجي العشوائي والذي يكاد يكون شبه يومي، يلحق أضرار مادية وبشرية جسيمة بالمواطنين ومنازلهم. ويؤدي إلى شلل وإرباك سير حياتهم اليومية.

 

تعتبر سياسة الاحتلال في استهداف المنازل مخالفة واضحة وصريحة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية. من القواعد الأساسية للقانون الدولي الإنساني وجوب أن تكون الأعيان المدنية (المباني والممتلكات المدنية) بمنأى عن أي استهداف من جانب القوات المحتلة. بل وتنص على وجوب توفير الحماية الكاملة لها. هذا وقد اتهم المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة جون دوغارد في تقرير نشر يوم الخميس 27/1/2005، إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خطرة من خلال هدمها مساكن يملكها فلسطينيون بشكل عقابي.

 

فخلال شهر مايو رصد المركز الانتهاكات الإسرائيلية التالية ضد الأعيان المدنية الخاصة بالمواطنين المدنيين الفلسطينيين:

-   بتاريخ 1/5/2005، أصيب المواطن محمد عبد العزيز دهليز البالغ من العمر (49) عاماً بجروح وصفت حسب مصادر طبية بأنها بالغة، جراء قيام جنود الاحتلال المتمركزين داخل موقع تل زعرب العسكري الإسرائيلي والمقام على الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية ومصر جنوب غرب المدينة، بإطلاق أعيرة نارية بشكل متقطع صوب منازل المواطنين الواقعة في حي تل زعرب، وحسب مصادر المركز تفيد أن دهليز أصيب بينما كان متوقف أمام منزله الذي يبعد (500م) عن مصدر إطلاق النار.

-   بتاريخ 8/5/2005، فتحت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي المتمركزة داخل أبراج المراقبة والمواقع العسكرية المنتشرة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية والفلسطينية جنوب محافظة رفح نيران أسلحتها الرشاشة بشكل متقطع صوب مخيمي يبنا والشعوت وحي البرازيل جنوب شرق مدينة رفح.

-   بتاريخ 12/5/2005، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين على أبراج المراقبة العسكرية المحيطة بمستوطنة "نفيه دكاليم" نيران أسلحتها الرشاشة منازل المواطنين في الحي النمساوي والمخيم الغربي وحي الأمل غرب مدينة خان يونس.

-   بتاريخ 15/5/2005، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على حاجز التفاح منازل المواطنين في المخيم الغربي في مدينة خانيونس، هذا وقد أصيب الطفل عاطف محمد أبو ناموس البالغ من العمر (14) بعيار ناري في الفخد.

-   بتاريخ 20/5/2005، قصفت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي المتمركزة في أبراج المراقبة العسكرية المحيطة بمستوطنة نفيه دكاليم الواقعة على أراضي المواطنين غرب خان يونس بالرشاشات الثقيلة منازل المواطنين في حي الأمل ومخيم خان يونس الغربي جنوب قطاع غزة مما أدى إلى وقوع أضرار في العديد من المنازل، وخلق حالة من الرعب والخوف في صفوف المواطنين، دون وقوع أي إصابات في صفوف المدنيين.

-   بتاريخ 21/5/2005، توغلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي قرية المغراقة، القريبة من مستوطنة "نتساريم" كما شرعت بعملية تفتيش واسعة النطاق فيها طالت المنازل التي استهدفتها عملية التوغل.

-   بتاريخ 23/5/2005، قصفت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي المتمركز على الشريط الحدودي من مستوطنة "رفيح يام" منازل المواطنين في حي تل السلطان غرب محافظة رفح مما خلق حالة من الخوف والرعب الشديدين بين صفوف المدنيين الفلسطينيين.

-   بتاريخ 25/5/2005، قصفت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي المتمركزة في مستوطنة "جني طال" منازل المواطنين في منطقة العريشية شمال خان يونس، حيث أسفر هذا القصف عن إصابة المواطن نور الدين الجد بإصابة في الفخد من سكان تلك المنطقة.

 

اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين:

على الرغم من الوجود غير الشرعي للمستوطنين في الأراضي الفلسطيني وفقاً لكافة الأعراف والمواثيق الدولية إلا أنهم واصلوا مشاركة الجنود الإسرائيليين في عمليات القتل والاعتداء على المدنيين الفلسطينيين فخلال شهر مايو كثفت مجموعات المستوطنين هجماتها الإجرامية للاستيلاء ومصادرة الأراضي الفلسطينية. والتي تهدف من وراء هذه السياسة توسيع المستوطنات. كما يعاني سكان القرى الملاصقة للمستوطنات الإسرائيلية من هجمات واعتداءات من قبل المستوطنين، تارة بالاعتداء على المنازل السكنية، أو الاعتداء بالضرب. فقد تتعدد الأساليب التي يمارسها المستوطنين في الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين بين دهس المواطنين في الشوارع وخاصة الأطفال والمسنين وإطلاق النار وإحراق الأشجار أو تجريف الأراضي أو تسييجها بأسلاك شائكة. فقد رصد المركز خلال شهر مايو معظم هذه الانتهاكات وهي:

- بتاريخ 8/5/2005، اقتحم عدد من المستوطنين من مستوطنة " نفيه دكاليم" غرب خان يونس أراضي المواطنين في منطقة المواصي وخاصة في أرض يحي الفرا وعاثوا فيها فساداً وخرابا، حيث قاموا بتخريب واسعة في شبكة الري وتدمير المحاصيل الزراعية، ووضعوا بها منزل متحرك "كرفان" تحت حماية جنود الاحتلال.

- بتاريخ 8/5/2005، أقدم مستوطن إسرائيلي من مستوطنة "قدوميم" المقامة على أراضي المواطنين في بلدة كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية بتسميم آبار المياه الواقعة شرق وجنوب البلدة إلحاق أكبر الضرر بالمواطنين وبمزروعاتهم.

- بتاريخٍ 8/5/2005، قامت مجموعة من المستوطنين بالاعتداء على منازل المواطنين في منطقة تل الرميدة بالخليل حيث قام المستوطنين بتحطيم زجاج المنازل.

- بتاريخ 10/5/2005،  أصيبت الطفلة رجاء تيسير أبو عيشة البالغة من العمر (16) عاماً برضوض وكدمات في أنحاء مختلفة من جسمها إثر اعتداء مستوطني "رمات يشاي" في منطقة تل الرميدة عليها بالضرب بصورة وحشية. وأصيبت أبو عيشة على أثر ترقب مجموعة من المستوطنين إليها أثناء خروجها من منزلها القريب من سياج المستوطنة.

- بتاريخ 13/5/2005، اعتدى مجموعة من مستوطني "رمات يشاي" بالحجارة على عدد من منازل المواطنين في مدينة الخليل، حيث لحقت بعض الخسائر المادية في المنازل التي أصبتها الحجارة.

- بتاريخ 14/5/2005، أقدم مجموعة من المستوطنين على إضرام النار في محاصيل المواطنين الزراعية في سهل رامين شرق طولكرم، مما تسبب في إلحاق أضرار فادحة بالمحاصيل الزراعية. حيث لم يتمكن أصحاب تلك المحاصيل من إخماد النيران لوجود عدد من المستوطنين المسلحين في المنطقة.

- بتاريخ 14/5/2005، أقدم مستوطن من مستوطنة ألون موريه على إطلاق النار على المواطن عامر عبد المحسن الأسمر البالغ من العمر (40) عاماً من منطقة سهل سالم في نابلس،  حيث أصيب بعيار ناري عند عودته من مكان عمله.

- بتاريخ 15/5/2005، اعتدى مستوطنو مستوطنة "ماعون" شرق بلدة يطا جنوب الخليل على المواطنين مما أدى إلى إصابة كلاً من عيسى محمد الشواهين (30) عاماً، و حسين محمود الشواهين (13) عاماً، و أحمد خليل الشواهين (16) عاماً، وأدهم أحمد الشواهين (15) عاماً برضوض في أنحاء مختلفة من الجسم بعد تعرضهم للضرب المبرح بالهروات وأعقاب البنادق.

 - بتاريخ 18/5/2005، اعتدى مجموعة من مستوطني "كريات أربع" في حي واد النصارى بمدينة الخليل على ثلاث سيدات بالضرب أثناء عودتهن إلى المنزل. وهن غادة أبو سعيفان البالغة من العمر (24) عاماً و سعاد أبو سعيفان، (22) عاماً، و رجاء أبو سعيفان (32) عاماً.

- بتاريخ 19/5/2005، أصيبت المواطنة المسنة عائشة أبو عيشة البالغة من العمر(70) عاماُ على أثر اعتداء استيطاني في حي تل الرميدة بالخليل بالاعتداء بالضرب على السيدة المسنة حيث أصيبت برضوض وكدمات في أنحاء مختلفة من الجسم.

- بتاريخ 27/5/2005، هاجم مستوطنون المواطنين وممتلكاتهم في مدينة الخليل، وأضرموا النار في حقول الزيتون في منطقة وادي الحصين القريبة من مستوطنة "كريات أربع" شرق المدينة، خلال احتفالهم بعيد الشعلة.

- بتاريخ 28/5/2005، اعتدى مجموعة من المستوطنين على الطفلة ختام حسين المحتسب البالغة من العمر (12) عاماً عندما اعترض طريقها عدد من المستوطنين أثناء عودتها إلى منزلها في ميدان السهلة القريب من الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، كما طالت تلك الاعتداءات منازل المواطنين في تلك المنطقة. حيث تكررت تلك الاعتداءات بشكل يومي في تلك المنطقة.

- بتاريخ 31/5/2005، اعتدى مستوطنين من مستوطنة "رمات يشاي" في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل على عدد من المواطنين والمنازل السكنية في الحي.

- بتاريخ 31/5/2005، أطلق مستوطنون النار على المواطن جابر يوسف بني فاضل البالغ من العمر (36) عاماً من بلدة عقربا بينما كان يسير في طريق ترابي إلى الشرق من خربة يانون.

 

جدار الفصل العنصري:

استمرت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في أعمال التجريف لصالح جدار الفصل العنصري عن طريق تجريف الأراضي الزراعية، ومصادرتها بواسطة أوامر عسكرية إسرائيلية تقدم لأصحاب الأراضي الزراعية التي سوف يمر من خلالها الجدار. وخاصة في منطقة القدس التي تشهد عملية تصعيد كبيرة، بهدف إكمال عزل المدينة عن عمقها في الضفة الغربية، قبل تنفيذ خطة الفصل الإسرائيلية. حيث تسعى إسرائيل إلى تحويل المستوطنات القريبة من القدس إلى أحياء "يهودية". وتشير الإحصاءات أن عدد المستوطنات في محيط مدينة القدس، يبلغ (31) مستوطنة، (11) مستوطنة منها داخل حدود البلدية الحالية التي تسيطر عليها قوات الاحتلال، و (20) مستوطنة خارج حدود تلك البلدية.

 

أيضاً تواصل قوات الاحتلال العمل على مدار الساعة، في بناء مقاطع إسمنتية جديدة، ووضع أسلاك شائكة، في منطقة وادي عياد. كما أنّ الأعمال متواصلة في منطقة الكسارات، بعد الاستيلاء على أراضي المواطنين في المنطقة، التي تمتدّ حتى بلدتي حزما وعناتا، حيث سيمرّ الشارع الالتفافي ليربط المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين في شمال القدس المحتلة، و خاصة مستوطنات النبي يعقوب و بسجات زئيف و عناتوت، بعضها مع بعض.

 

كما إن أعمال قوات الاحتلال في الشارع الرئيسي و المنطقة الشمالية الشرقية من مدينة القدس ترمي إلى القضاء نهائياً على مصادر رزق المواطنين المختلفة، و ستدمّر الحياة الطبيعية فيها. ولازال العمل جارٍ على قدمٍ و ساق في بلدة الرام، و ضاحية البريد، و المنطقة المحيطة، من أجل إغلاقها، و فتح منفذٍ واحد لها، في شمال البلدة. الأمر الذي سيضع السكان في (9) قرى واقعة شمال غربي القدس في سجن كبير، بحيث لا يتمكّنون فيها من التواصل مع مدارسهم و مراكز أعمالهم، أو الوصول إلى المستشفيات و العيادات الطبية، و سيحوّل الحياة فيها إلى جحيم.

- بتاريخ 17/5/2005، قررت قوات الاحتلال الإسرائيلي مصادرة قرابة (1400) دونم من أراضي قرية بيت حنينا، والجيب، والجديرة، وبير نبالا، وقلنديا والتي تقع جميعها في شمال القدس، وذلك لغرض إقامة جدار فصل عنصري في محيطها لتحويلها إلى منطقة منفصلة. على ذلك فإن الجدار المنوي إقامته فإنه يفصل ويعزل الحارة الشرقية من بير نبالا الواقعة شرقا ويعزل بيت حنينا البلد عن بيت حنينا الفوقا، كما يؤدي هذا الجدار إلى فصل وعزل قريتي النبي صموئيل وبيت اكسا عن المحيط الجغرافي والإنساني لهاتين القريتين بحيث يتم فصل تلك القرى عن السكان في منطقة شمال القدس وشمال غربي القدس.

 

ثانياً:  حالة حقوق المواطن الفلسطيني في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية

 

على الرغم من الظروف الخطيرة والمضطربة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية نتيجة مواصلة الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وعلى الرغم من عدم قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية بسط سلطتها وسيادتها على كل الأراضي الفلسطينية جراء إعادة إسرائيل احتلالها لمعظم مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية. إلا أن السلطة الوطنية تتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة المواطنين الفلسطينيين من خلال توفير الأمن الشخصي للمواطنين وممتلكاتهم، وذلك من خلال فرض سيادة القانون والاحتكام لمواده وما يصدر عن القضاء من قرارات. نتيجة لذلك العجز، تجددت ظاهرة أخذ القانون باليد من قبل بعض المواطنين وخاصة في حل النزاعات فيما بينهم. مما أدي لوقوع العديد من المواطنين الأبرياء قتلى وجرحى كضحية لهذه الظاهرة.  فقد رصد مركز غزة للحقوق والقانون خلال مايو قتل (6) مواطنين فلسطينيين، وإصابة (5) آخرون جراء الاستخدام السيئ للسلاح وأخذ القانون باليد. وتم أيضاً تنفيذ عملية اختطاف مسلح، و(2) حالات اعتداء على مؤسسات حكومية وأهلية وبعض الممتلكات الخاصة.

 

وفيما يلي الانتهاكات التي ارتكبت بحق المواطنين الفلسطينيين في الحياة، وكذلك زعزعة أمنهم الشخصي نتيجة للاستخدام السيئ للسلاح وأخذ القانون باليد، التي أضاعت هيبة القانون وسيادته وخلق حالة من الخوف وعدم الأمان والاستقرار المجتمعي.

 

- بتاريخ 2/5/2005، أقدم مجهولون في مدينة غزة بتفجير سيارة قائد الكتيبة الخامسة في الأمن الوطني الفلسطيني الرائد هيثم دياب أثناء وجود السيارة أمام منزله في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ووفقاً لمصدر البحث الميداني في المركز أشارت إلى أن الانفجار أوقع أضرار مادية في المنازل القريبة من موقع الانفجار دون وقوع أي إصابات في صفوف المدنيين.

- بتاريخ 1/5/2005، قتلت المواطنة فاتن حبش البالغة من العمر (23) عاماً، على يد والدها على أثر خلافات عائلية داخل المنزل.

- بتاريخ 2/5/2005، اعتدى مجهولون بالضرب المبرح على مدير وزارة الرياضة والشباب     حسام بلعاوي في قلقيلية، مما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة.

- بتاريخ 6/5/2005، اختطف المواطن كمال عزام البالغ من العمر (40) عاماً من محافظة شمال غزة بمخيم جباليا، عندما قام مجهولون باعتراض السيارة التي كان يقودها أثناء تواجده في منطقة جباليا البلد.                                

- بتاريخ 8/5/2005، أقدم مجموعة من المسلحين على اقتحام دائرة دير البلح الانتخابية التابعة إلى لجنة الانتخابات المركزية وأرغموا موظفيها على إغلاق المكتب تحت تهديد السلاح.

- بتاريخ 9/5/2005، قتل المواطن إياد الدبابسة، من بلدة يطا بمحافظة الخليل اثر إطلاق الرصاص على السيارة التي كان يقودها من قبل مجهولين.

- بتاريخ 13/5/2005، أقدم مسلحون مجهولون على إضرام النار وأعمال تخريب في مركزي بناة الغد وثقافة الطفل الفلسطيني التابعين لجمعية الثقافة والفكر الحر في حي الأمل غرب محافظة خانيونس. ووفقاً لمصادر المركز تفيد بأن المجهولين قد أحرقوا مركزاً تعليمياً للانترنت في مركز ثقافة الطفل ومكتب الإدارة في مركز بناة الغد مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة وخسائر فادحة.

- بتاريخ 21/5/2005، قتل المواطنان يحي محمد شاكر البدارين(36) عاماً، والمواطن كليب عبد القادر البدارين (45) عاماً وهما من بلدة السموع بمحافظة الخليل اثر إطلاق الرصاص بكثافة تجاه منزل المواطن يحي من قبل مسلحين كانوا بداخل سيارة في السموع، كما أصيب اثنان بجروح مختلفة وهما عبد الكريم أحمد البدارين، عبد المنعم سالم البدارين.

- بتاريخ 25/5/2005، أغلق مسلحون ملثمون طريق صلاح الدين الرئيسية قرب مفترق القرارة، شمال محافظة خان يونس، حيث أشعلوا النار في إطارات السيارات وذلك احتجاجاً على عدم استيعابهم في أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية والذي بدوره أعاق حركة تنقل المواطنين فيبين المناطق التي استهدفها ذلك الإغلاق.

- بتاريخ 25/5/2005، أقدمت مجموعة من الملثمين على اعتراض قائد قوات التدخل وحفظ النظام في الشرطة الفلسطينية أثناء توجهه إلى مكان عمله، حيث أطلقوا النار عليه، مما أدى إلى إصابة مرافقه بجروح في قدمه.

بتاريخ 26/5/2005، تعرض المصور الصحفي أياد أبو زبيدة الذي يعمل في قناة فلسطين الفضائية إلى الاعتداء بالضرب من مجموعة من الأشخاص في مبنى البلدية بمدينة رفح، وقد أصيب برضوض وكدمات وتحط أدوات ومعدات كاميراته التلفزيونية.

بتاريخ 29/5/2005، قتل المواطن زهير سعدي الهيموني البالغ من العمر (30) عاماً متأثر بجراحه التي أصيب بها قبل يوم من وفاته عندما أطلق مجموعة من الملثمين مجهولين الهوية على الهيموني والذي أدى إلى إصابته بجروح خطرة توفي على أثرها.

بتاريخ 30/5/2005، قتل المواطن سمير سمارة الرنتيسي البالغ من العمر (24) عاماً، بعد أن اقتحم مجهول منزله في ساعات الفجر الأولى، وأطلق عياراً نارياً أصاب الرنتيسي مباشرة مما أدى إلى مقتله على الفور، ولاذ القاتل بالفرار، وأعلن عن اعقتاله بعد ثمان ساعات من ارتكاب الجريمة.


مناشدة للمجتمع الدولي:

 

1.  يدعو مركز غزة للحقوق والقانون الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة إلى تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية، والوفاء بالتزاماتها بموجب المادة الأولى من الاتفاقية في العمل على ضمان احترام إسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

2.  يؤكد المركز على المسئولية الأخلاقية والقانونية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي من أجل التدخل الفوري والفعال لتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، ومنع وقوع المزيد من الجرائم التي يصل بعضها إلى مكانة جرائم حرب، خصوصاً في ظل التصعيد غير المسبوق في أعمال القتل والتدمير التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين.

3.  يؤكد المركز على مسئولية إسرائيل القانونية والمدنية عن جرائمها ضد الإنسانية التي لازالت ترتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد المدنيين الفلسطينيين. ويدعو المجتمع الدولي بمؤسساته القانونية والحقوقية للعمل على تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم الحرب هذه أو أمروا بارتكابها إلى المحاكم الجنائية الدولية.

توصيات للسلطة الوطنية الفلسطينية:

يدرك المركز تماماً خطورة ما قامت به قوات الاحتلال من أعمال قصف وتدمير واسعة النطاق لم تسلم منها مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية المختلفة، مثل الوزارات ومقار الأجهزة الأمنية وغيرها من المباني العامة، والانعكاسات الخطيرة لهذه الجرائم على أداء السلطة الفلسطينية وما تضيفه على كاهلها من أعباء جديدة.

ومع ذلك،  يعتقد المركز أن هناك جملة من الموضوعات، والتي لها علاقة مباشرة بالسلطة الوطنية الفلسطينية وأدائها، وراء تردي حالة حقوق المواطن الفلسطيني. ويتوجب عليها بناء على ذلك، بذل المزيد من الجهود لتجاوز السلبيات بصرف النظر عن الوضع الراهن حالياً. وبناء عليه، يوصي المركز السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن أجل بناء دولة المؤسسات الديمقراطية، وتعزيز مبدأ سيادة القانون:-

1.    ضرورة تكريس مبادئ سيادة القانون بما في ذلك العمل على ضمان تنفيذ القوانين من قبل السلطة التنفيذية بأجسامها المختلفة.

2.    أهمية قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بدورها في إيقاف ظاهرة أخذ القانون باليد من قبل المواطنين وأفراد أجهزتها الأمنية المختلفة. ودفع المواطنين دوماً لحل خلافاتهم ونزاعاتهم بعيداً عن العنف. وذلك تعزيزاً لثقة المواطن في القانون وعدالة تطبيقه. وهذا لن يتأتى إلا بالمساواة أمامه، وتنفيذ أحكام والقرارات الصادرة عن الجهات القضائية. ويؤكد المركز على ضرورة احترام القضاء المدني بهيئاته المختلفة، واحترام السلطة التنفيذية لقرارات المحاكم والهيئات القضائية الفلسطينية.

3.    وجوب اتخاذ السلطة الوطنية إجراءات فعالة لمواجهة استخدام الأسلحة خارج نطاق القانون. والعمل الجاد على منع استخدام السلاح المتواجد في أيدي الموكلين بانفاذ القانون في كل الأجهزة الأمنية لتصفية حسابات شخصية. وأن تقدم السلطة الوطنية على محاكمة كل أفراد الأمن والمواطنين الذين يتورطون في استخدام الأسلحة خارج نطاق القانون.

انتهى

 

 

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required