ومضت السنين ليتنقل خلالها ما بين سجن وآخر، فجرى التحقيق معه لبضعة أسابيع في سجن رام الله وتعرض لشتى أنواع التعذيب ، ونقل بعدها إلى سجن نابلس القديم ، ثم إلى بئر السبع وعسقلان ليعود إلى جنيد في نابلس ثم إلى نفحة الصحراوي وتوالت التنقلات ليمر على الرملة وهداريم وأهلي كيدار ، وخلال المسيرة أدخل لأيام وشهور في زنازين جماعية وأخرى فردية وفي أقسام العزل ، دون أن يفقد البوصلة أو أن يفرط بالأمل ، بالرغم أن الحلم لا زال بعيد المنال ، بل وشارك مع اخوانه ورفاق الأسرى عشرات الإضرابات عن الطعام ، وساهم معهم في تحقيق الإنتصارات . وتنقل من هذا السجن إلى ذاك يعني جدلياً معاناة للأهل ، حيث عليهم التنقل معه بين كل هذه السجون متحملين كل اشكال التعب والعذاب واجراءات السجون والحواجز والحرمان وتأجيل الزيارات والغاءها احيانا ، واجراءات الزيارات الإستفزازية من تفتيش مذل وإهانة . أما سعيد فحياته كلها ألم ومعاناة ، فهو يعيش في سجون تشهد ظروفاً لا إنسانية وقهرية قلما شهدتها سجون أخرى ، سجون تفتقر للرعاية الطبية ، ويتلقى مع رفاقه الأسرى معاملة قاسية واستفزازية ، فالآلام تتراكم والأمراض تُستفحل ، والمعاناة تتضاعف ، والمؤسسات الإنسانية والحقوقية في سبات عميق ، وفي أحياناً كثيرة تجاوزت صرخات الأسرى وأنين أوجاعهم أسوار السجن ، وفي أفضل الحالات بيان أو تقرير من هذه المؤسسة أو تلك يتحدث عن انتهاكات عامة وسطحية تجرى في السجون الإسرائيلية ، دون متابعة أو محاسبة أو ملاحقة قانونية . وفي إحدى رسائله المهربة من خلف القضبان يقول فيها الأسير سعيد العتبة " لم تتعبني هذه الرحلة الطويلة مع أن التعب صفة إنسانية وقد أكون مكابراً لو أنكرت ذلك لكن التعب مسألة نسبية فإذا كنت تعبت من السجن فهذا لا يعني أني تعبت عن حمل قضيتي وقناعاتي التي قادتني إلى السجن ، لا زلت أملك الطاقة لأكمل. نحن كشعب لا نملك الكثير من الخيارات ، المسألة هي أن نكون أو لا نكون ، فإما أن تكمل بنفس الروح وإما أن تسقط وتنتهي كإنسان وكقضية . كلمات تستوقفنا طويلاً ، وبعد ثلاثون عاماً نقول بأن وجه ذاك السجان القبيح المجرم لم ولن يتغير ، ووجه ذاك المناضل وإن قيدت حريته وطالت فترة إعتقاله وامتدت لعقود يبقى ساطعاً رائعاً صامداً ، متمسكاً بأهدافه وأحلامه التي لا بد وأن تتحقق مهما طال الزمن ، وشَكَّل نموذجاً يحتذى لكل مناضلي الحرية في العالم. العتبة يحفر اسمه في موسوعة " غينتس " ومع دخول العتبة عامة الواحد والثلاثون يكون قد حفر اسمه في موسوعة " غينتس " للأرقام القياسية ، حيث تعتبر أطول فترة في العالم ، ولم يسبق لأي أسير أن أمضى مثل هذه الفترة ، فحتى نلسون مانديلا لم يمضي سوى 26 عاماً ، وقاتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي أمضى 28 عاماً خلف القضبان . ومع فخرنا واعتزازنا بالأسير سعيد العتبة وصموده الإسطوري الذي لا يلين ومعنوياته العالية ، نتساءل إلى متى سيبقى سعيد في الأسر ؟ فسعيد يعتبر أقدم الأسرى وعميدهم ، لكن يوجد معه عشرات الأسرى ممن أمضوا أكثر من عشرين عاماً ولا زالوا في الأسر ، ومع نهاية العام المنصرم 2006 كان عددهم ( 32 اسير ) لم يتحرر أي أسير منهم ، واليوم وصل عددهم إلى ( 65 أسير ) ومع نهاية هذا العام سيصل عددهم إلى ( 73 أسير ) ، بينهم ( 32 أسير من الضفة الغربية ) و( 13 أسير من القدس ) و( 12 أسير من مناطق 48 ) و ( 11 من قطاع غزة ) و( 4 أسرى من الجولان السورية المحتلة ) والأسير اللبناني سمير القنطار ، وبين هؤلاء عشرة أسرى أمضوا أكثر من ربع قرن وهم سعيد العتبة ونائل وفخرى البرغوثي وسمير القنطار وأكرم منصور ومحمد أبو علي وفؤاد الرازم وابراهيم جابر وحسن سلمة وعثمان مصلح ، بمعنى الأرقام تتزايد وتتفاقم دون أن نحرر أي أسير منهم ، أليس هذا قصور من الجميع ؟ وإذا كان سعيد قد دخل موسوعة " غينتس " بصموده وسنوات أسره ، فالفصائل مجتمعة تبحث لتسجل أسمائها في موسوعة " غينتس " لقصورها في تحريره وتركه في الأسر لأكثر من ثلاثين عاماً ، فهي الوحيدة في العالم التي تركت أسراها عقود طويلة كهذه . وان استمر هذا القصور فسنجد أمامنا العام القادم أكثر من سعيد وأكثر من أسير يدخل موسوعة " غينتس " . لهذا علينا أن نوحد الجهود من أجل حرية هؤلاء فلامعنى للحرية دون حريتهم ، ولا جدوى للمقاومة دون حريتهم ، وأي اتفاق سياسي لا يتضمن الإفراج أولاً عن هؤلاء لم ولن يكتب له النجاح ، وأي صفقة لتبادل الأسرى لم تمنح هؤلاء الأولوية نعتبرها فاشلة ، فلقد آن الأوان لأن ينعم العتبة ورفاقه القدامى بالحرية . * أسير سابق وباحث مختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org - مفتاح 30/7/2007 - اقرأ المزيد...
بقلم: المركز الفلسطيني لإستطلاع الرأي
تاريخ النشر: 2020/11/24
×
استطلاع رقم 206: (81%) لا يثقون بدرجات متفاوتة بتعهدات اسرائيل والتزامها بالاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية
في أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني أعدّه الدكتور نبيل كوكالي جاء فيه:
بيت ساحور – العلاقات العامة في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي، ونشره المركز الفلسطيني للاستطلاع الرأي (www.pcpo.org)، وأجري خلال الفترة تشرين الثاني (19-22) 2020، وشمل عينة عشوائية مكونة من 516 شخصاً يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أعمارهم 18 عاماً فما فوق، جاء فيه أن الشعب الفلسطيني منقسماً على نفسه بخصوص عودة العلاقات مع اسرائيل واستئناف التنسيق الأمني معها فالنسبة الأعلى كانت لا تؤيد ذلك، في حين أيد ذلك بنسبه أقل. وأضاف د. نبيل كوكالي بأن هذا الإستطلاع يركز بشكل رئيسي على قرار السلطة الفلسطينية مؤخرا ً باستئناف العلاقات مع إسرائيل المقطوعة منذ 19/5/2020 ردّا ً على نية الحكومة الإسرائيلية ضمّ حوالي (30 %) من أراضي الضفة الغربية إليها بدعم من الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب. وأكد د. نبيل كوكالي بأن الدافع لهذه الخطوة الشجاعة من طرف السلطة الفلسطينية كانت رسالة رسمية بعثت بها الحكومة الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية تؤكد على نيتها الإلتزام بجميع الإتفاقيات الموقعة سابقا ً مع السلطة الفلسطينية. وأضاف د. نبيل كوكالي بأن أغلبية الفلسطينيين في هذا الإستطلاع عبّروا عن عدم ثقتهم بنوايا الحكومة الإسرائيلية لأن أفعالها على أرض الواقع تتكلّم لغة أخرى. وبالرغم من ذلك كلّه، فإن الشعب الفلسطيني متفائل بأنه سيكون له يوما ً ما عن قريب دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وقال د. نبيل كوكالي رئيس ومؤسس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن أهم ما جاء في هذا الاستطلاع ما يلي: الثقة في اسرائيل جواباً عن سؤال: "ما مدى ثقتك بتعهدات اسرائيل والتزاماتها بالاتفاقيات الموقعة سابقاً بينها وبين السلطة الفلسطينية؟"، أجاب (71%) لست واثقاً كثيراً، (10%) لست واثقاً مطلقاً، (9%) واثقاً إلى حد ما، (6%) واثق جداً، (4%) أجابوا "لا أعرف". عودة العلاقات مع اسرائيل وحول سؤال: "هل تؤيد عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل الى سابق عهدها كما كان عليه الحال قبل 5/9/2020 أم لا تؤيد؟"، أجاب (59%) لا أؤيد، (38%) أؤيد، (3%) أجابوا "لا أعرف". أسباب التأييد لعودة العلاقات مع اسرائيل ورداً عن سؤال: "ما هي الأسباب التي دعتك لتأييد عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل؟"، أجاب (5.6%) أزمة الموظفين والرواتب، (4.4%) الاستقرار الأمني والهدوء، (26.9%) تحسين الوضع الاقتصادي، (9.4%) السلام والاستقرار، (16.9%) التصاريح والعمل في اسرائيل، (2.5%) أموال المقاصة، (3.8%) تصاريح المستشفيات ودخول المرضى للعلاج، (3.8%) تسهيل أمور الحياة، (8.8%) فك الحصار عن غزة وفتح المعابر، (6.9%) الحياة المرتبطة بهم، (7.5%) خدمة المواطنين، و(3.5%) لا يوجد سبب. التنسيق الأمني مع اسرائيل عارض (55%) من الجمهور الفلسطيني استئناف التنسيق الأمني مع اسرائيل، في حين أيد (40%) منهم ذلك، وامتنع (5%) عن اجابة هذا السؤال. استئناف مفاوضات السلام عارض (52%) من الجمهور الفلسطيني استئناف مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في الوقت الحاضر، في حين أيد (43%) منهم ذلك، وتردد (5%) عن اجابة هذا السؤال. الوضع الاقتصادي قيّم (61%) من الجمهور الفلسطيني وضعهم الاقتصادي في الوقت الحاضر بالسيء، في حين قيّمه (32%) بالمتوسط، (7%) بالجيد، . نبذه عن الدراسة: وقال الدكتور نبيل كوكالي أنه تم جمع البيانات في هذه الدراسة باستخدام اسلوب CATI وهي طريقة فعالة لجمع المعلومات أثناء إجراء ألأبحاث الكمية التي يتم إجراؤها عبر الهاتف ، ويتم طرح أسئلة على المستجيبين من استبيان مصمم مسبقًا.التي تم اختيارها عشوائياً في المناطق وفقاً لمنهجية علمية متبعة في المركز و قد تم اختيارهم من (516) شخصأ، منهم (311) شخصأ من الضفة الغربية و (205) شخصأ من قطاع غزة. و بين أن نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع كانت (±4.38%) عند مستوى ثقة (95.0%)، و أن توزيع العينة بالنسبة إلى منطقة السكن كانت على النحو التالي: (60.3%) من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، (39.7%) من قطاع غزة، وأن متوسط أعمار العينة بلغ (32.4) سنة. لمتابعة أحدث استطلاعات المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني: www.pcpo.org
بقلم: المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية
تاريخ النشر: 2020/9/17
×
نتائج استطلاع الرأي العام رقم (77) - الغالبية العظمى من الفلسطينيين ترى في تطبيع الإمارات للعلاقات مع إسرائيل خيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية وخدمة لمصالح إسرائيل
الغالبية العظمى من الفلسطينيين ترى في تطبيع الإمارات للعلاقات مع إسرائيل خيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية وخدمة لمصالح إسرائيل، وأن السعودية ومصر قد تخلتا بموافقتهما على هذا التطبيع عن القيادة الفلسطينية. لكن أغلبية الفلسطينيين يلقون اللوم في ذلك على أنفسهم بسبب انقسامهم وبسبب تطبيعهم للعلاقات مع إسرائيل قبل غيرهم 9 -12 أيلول (سبتمبر) 2020 تم إجراء الاستطلاع بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور في رام الله قام المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بإجراء استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك في الفترة ما بين 9-12 أيلول (سبتمبر) 2020. شهدت الفترة السابقة للاستطلاع مجموعة من التطورات الهامة منها توصل دولة الإمارات وإسرائيل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية وقد جاء في هذا الاتفاق موافقة إسرائيلية على وقف أو تأجيل/تعليق خطة الضم التي كانت إسرائيل تنوي تنفيذها. كما شهدت الفترة استمرار تصاعد عدد الإصابات بفيروس كورونا واستمرار وقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ووقف تحويل أموال المقاصة للسلطة. يغطي هذا الاستطلاع كافة هذه القضايا بالإضافة لقضايا أخرى مثل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والأوضاع العامة في كل من الضفة والقطاع، وعملية السلام والبدائل المتاحة للفلسطينيين في ظل الجمود الراهن في تلك العملية. تم إجراء المقابلات وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من الأشخاص البالغين بلغ عددها 1270 شخصاً وذلك في 127 موقعاً سكنياً وكانت نسبة الخطأ +/-3%. للمزيد من المعلومات أو الاستفسارات عن الاستطلاع ونتائجه، الرجاء الاتصال بـ د.خليل الشقاقي أو وليد لدادوة في المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: رام الله ت: 2964933(02) فاكس:2964934(02) e-mail: pcpsr@pcpsr.org النتائج الرئيسية: تشير نتائج هذا الاستطلاع لوجود غضب شعبي فلسطيني من الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بينهما، وترى فيه خدمة للمصالح الإسرائيلية، وخيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه ترى فيه فشلاً كبير للدبلوماسية الفلسطينية. بل إن الأغلبية الساحقة تقدر أنه بهذا الاتفاق تكون القيادة الفلسطينية قد فقدت حلفاءها العرب، حيث تعتقد أن السعودية ستلحق بالإمارات وأن مصر قد تخلت فعلاً عن الرئيس عباس. مع ذلك، فإن الأغلبية تعتقد أن الرأي العام في العالم العربي بغالبيته يعارض اتفاق التطبيع هذا. يلوم الفلسطينيون أنفسهم إذ أن انقسامهم وتطبيعهم للعلاقات مع إسرائيل قبل غيرهم كان من العوامل التي أدت لمجيء هذا اليوم على العالم العربي. لا يظهر الجمهور تقديراً لما جاء في الاتفاق من تعليق لخطة الضم الإسرائيلية حيث يعتقد ثلاثة أرباع الجمهور أن هذا التعليق ليس سوى تأجيل مؤقت لبعض الوقت. بناءاً على هذا التقدير فإن الأغلبية تعارض عودة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل رغم أن نصف الجمهور يرغب بعودة التنسيق المالي والمدني فقط. تظهر النتائج تراجعاً ملموساً في نسبة تأييد حل الدولتين مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، كما تشير إلى بقاء الإجماع على معارضة خطة ترامب المعروفة بصفقة القرن وإلى رفض شعبي لعودة الاتصالات مع الإدارة الأمريكية. ورغم أن الغالبية تتوقع خسارة الرئيس ترامب للانتخابات الأمريكية، فإن الخُمس فقط يتوقعون تغييراً إيجابياً في السياسة الأمريكية في حالة فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن. أما بالنسبة للأوضاع الداخلية الفلسطينية فإن النتائج تشير إلى استمرار الرضا عن إجراءات السلطة للحد من وباء كورونا، رغم حصول انخفاض ملموس على نسبة ذلك الرضا وخاصة بالنسبة لرئيس الوزراء. كما تعارض الأغلبية وقف التعاون مع إسرائيل في جهود مكافحة فايروس كورونا. ترتفع في هذا الاستطلاع في الضفة الغربية نسبة المطالبة باستقالة الرئيس عباس وتنخفض نسبة الرضا عنه، ويؤدي ذلك لفوز إسماعيل هنية في انتخابات رئاسية فيما لو جرت الانتخابات اليوم. ولعل تراجع مكانة عباس في الضفة الغربية يعود لصعوبة الأوضاع الاقتصادية بعد توقف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على توفير الأموال لدفع فاتورة الرواتب بشكل كامل. كما تشير النتائج إلى تراجع ملموس في نسبة الإحساس بالسلامة والأمن في الضفة الغربية وإلى ارتفاع نسبة الرغبة في الهجرة. رغم كل ذلك فإن شعبية حركة فتح لا تتأثر بهذا التراجع في الضفة الغربية. على العكس، فإن شعبية الحركة تتحسن قليلاً في هذا الاستطلاع. 1) الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي:
2) الضم وقطع العلاقات مع إسرائيل بعد اتفاق التطبيع:
3) عملية السلام وصفقة القرن:
4) أداء الحكومة الفلسطينية خلال وباء كورونا:
5) انتخابات رئاسية وتشريعية:
6) الأوضاع الداخلية:
7) المصالحة:
8) مسلمي الصين وتحويل متحف آيا صوفيا لمسجد:
9) الغايات العليا للشعب الفلسطيني والمشاكل الأساسية التي تواجهه:
(55.5%) يعتقدون أن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً
بقلم: المركز الفلسطيني لإستطلاع الرأي
تاريخ النشر: 2020/6/24
×
(55.5%) يعتقدون أن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً
في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي جاء فيه:
بيت ساحور – العلاقات العامة في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي ونشره المركز الفلسطيني للاستطلاع الرأي (PCPO) وأجري خلال الفترة حزيران (14-22) 2020 ويشمل عينة عشوائية مكونة من 1250 شخصاً يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أعمارهم 18 عاماً فما فوق، جاء فيه أن (55.5%) من الجمهور الفلسطيني يعتقدون أن قرار انهاء التنسيق الأمني والمدني كان قراراً صائباً. وقال د. كوكالي أن اعلان وقف التنسيق الأمني والمدني جاء رداً على الموقف الاسرائيلي المدعوم من الرئيس ترامب لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية تصل الى 30% من مساحة الضفه الغربيه وتشمل منطقة الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات الي سيادتها الأمر الذي يعده الفلسطينيون تقويض نهائي لفرصة إقامة دولة مستقلة لهم. وأضاف د. كوكالي أن نتائج الاستطلاع تدلّ على أن هناك تخوف من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في الأراضي الفلسطينية نتيجة لوقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وكذلك التعاون المتبادل في الحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19). وقال د. نبيل كوكالي رئيس ومؤسس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن أهم ما جاء في هذا الاستطلاع ما يلي: وقف التنسيق كان قراراً صائباً يعتقد (55.5%) من الجمهور الفلسطيني بأن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً منهم (49.1%) من الضفة الغربية و(65%) من قطاع غزة، في حين يعتقد (44.5%) منهم بأنه كان قراراً خاطئاً، منهم (50.9%) من الضفة الغربية و(35%) من قطاع غزة. ويلاحظ من نتائج هذا الاستطلاع أن أكثر المحافظات في الضفة الغربية التي اعتقدت أن القرار كان صائباً هي محافظة البيرة ورام الله (81.8%) يليها محافظة القدس (62.8%)، وأريحا (55.6%)، الخليل (52.9%)، سلفيت (52.2%)، نابلس (43.3%)، طوباس (37.5%)، طولكرم (37.3%)، جنين (34%)، قلقيلية (27.8%)، وبيت لحم (15.9%). وأظهرت النتائج كذلك أن أكثر المحافظات في الضفة الغربية التي أعتقدت أن القرار كان خاطئاً هي محافظة بيت لحم (84.1%)، يليها محافظة قلقيلية (72.2%)، جنين (66%)، طولكرم (62.7%)، طوباس (62.5%)، سلفيت (47.8%)، نابلس (56.6%)، الخليل (47.1%)، أريحا (44.4%)، القدس (37.2%)، ورام الله (18.8%). وأظهرت نتائج الاستطلاع أن أكثر المحافظات التي تعتقد أن قرار السلطة كان صائباً هي محافظة رفح (78.1%) يليها دير البلح (75.9%)، غزة المدينة (63.9%)، خان يونس (61.1%)، وشمال غزة (54.9%). وقف التنسيق والوضع الاقتصادي وجواباً عن سؤال " هل تعتقد بأن إنهاء التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل يساعد على تحسين الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للشعب الفلسطيني أم بالأحرى سيجعلها أسوأ ؟"، أجاب (18.7%) سيجعلها أحسن، (52.3%) سيجعلها أسوأ، (15.8%) لن يكون هناك تأثير، (13.2%) أجابوا "لا أعرف". وقف التنسيق والحدّ من إنتشار وباء كورونا (كوفيد-19) وجواباً عن سؤال " بالنظر لوجود تنسيق مسبق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في مجال الحدّ من إنتشار وباء الكورونا (كوفيد – 19)، هل تعتقد بأن وقف التنسيق الأمني والمدني بين الطرفين سيؤثر سلبا ً على ذلك، أم لا ؟"، أجاب (48.7%) سيؤثر سلباً، (21.7%) لن يؤثر، (29.6%) أجابوا "لا أعرف". وقف التنسيق سيعيق ضم الأغوار والمستوطنات ورداً عن سؤال " يعتقد بعض الناس في الأراضي الفلسطينية بأن قرار وقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سيعيق إسرائيل عن ضمّ قطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية (الأغوار والمستوطنات)، بينما يعتقد البعض بأن هذا سيشجّع إسرائيل على ضمّ تلك الأراضي. أيهما أقرب إلى رأيك ؟"، أجاب (28.1%) سيعيق اسرائيل عن ضم قطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية (الأغوار والمستوطنات)، (35.1%) سيشجع اسرائيل على ضم تلك الأراضي، (26.5%) لن يكون لقرار السلطة الفلسطينية أي تأثير على الضم، (10.3%) أجابوا "لا أعرف". جدية السلطة الفلسطينية وجواباً عن سؤال " الى اي درجه تعتقد ان السلطة الفلسطينية ستلتزم بقرار وقف التنسيق الامني والمدني؟"، أجاب (12.5%) درجة كبيرة، (37%) درجة متوسطة، (35.3%) درجة قليلة، (15.2%) أجابوا "لا أدري". الحاجة الى التنسيق المدنية ورداً عن سؤال لسكان الضفه الغربيه " في حالة انك كنت بحاجة لتنسيق او بحاجة للحصول على عمل او الذهاب إلى المستشفى في اسرائيل هل ستقوم بالذهاب الى مكاتب الادارة المدنية الاسرائيلية او مكاتب الارتباط الفلسطيني؟"، أجاب (22%) مكاتب الادارة المدنية الاسرائيلية، (56.6%) مكاتب الارتباط الفلسطينية، (21.4%) أجابوا "لا أعرف". نبذة عن الدراسة في الأراضي الفلسطينية وقال الدكتور نبيل كوكالي أنه تم إجراء المقابلات جميعها في هذه الدراسة داخل البيوت التي تم اختيارها عشوائياً في المناطق وفقاً لمنهجية علمية متبعة في المركز، وقد تمّ اختيارها من (180) موقعاً، منها (135) موقعاً من الضفة الغربية و(45) موقعاً من قطاع غزة. وبيّن أن نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع كانت (±2.77%) عند مستوى ثقة (95.0%)، وأضاف أن نسبة الاناث اللواتي شاركن في هذه الدراسة بلغت (49.6%) في حين بلغت نسبة الذكور (50.4%). وأن توزيع العينة بالنسبة إلى منطقة السكن كانت على النحو التالي: (63.0%) من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، (37.0%) من قطاع غزة، وأن متوسط أعمار العينة بلغ (31.5) سنة. لمتابعة أحدث استطلاعات المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني: www.pcpo.org
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2012/4/16
×
يوم الأسير الفلسطيني.. معاني ودلالات
في العام 1974 وخلال دورته العادية أقر المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم السابع عشر من نيسان/ ابريل، يوماً للوفاء للأسرى وتضحياتهم، يوماُ لشحذ الهمم وتوحيد الجهود لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، يوماً لتكريمهم وللوقوف بجانب ذويهم، يوماُ للوفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة ولكل من انتمى لها، فكان ولا يزال "يوم الأسير الفلسطيني" ومنذ ذلك التاريخ يوماً ساطعاً يحيه الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات سنوياً بوسائل وأشكال متعددة.
وبهذه المناسبة أبعث بأسمى آيات الحب و التقدير لكل أسرانا وأسيراتنا وفي المقدمة منهم الأسرى القدامى ورموز المقاومة والقيادات السياسية وللأسرى المضربين عن الطعام أمثال مروان البرغوثي، أحمد سعدات، كريم يونس، د. عزيز دويك، بلال ذياب وثائر حلاحلة، صدقي المقت، فؤاد الشوبكي، عاهد أبو غلمة، حسن سلامة، حمدي قرعان، خضر عدنان، وعبد الله البرغوثي. وحينما نتحدث عن الأسرى، فان حديثنا لا يقتصر على بضعة آلاف يقبعون في سجون الاحتلال، منهم الأطفال والشيوخ، أمهات وقاصرات، نواب وقادة سياسيين، مرضى وجرحى، وإنما نقصد قضية وانتماء، ونتحدث عن تاريخ عريق ورافد أساسي للثورة، نتحدث عن تجارب من الصمود والتضحيات وفصول من المعاناة والانتهاكات والجرائم مورست واقترفت بحقهم من قبل السجان الإسرائيلي. نتحدث عن أصوات لخفقات قلوب أدماها الحرمان والقهر، ودموع ذُرفت لتغرق الأرض وتروي عشباً أخضراً نبت وترعرع بين شقوق الصخور وجدران السجن. نتحدث عن أجسام شبان وشيوخ حُفرت عليها سياط الجلاد وعذابات السجان، وأمهات ولدت، وأطفال كبرت، وشيوخ توفيت خلف القضبان، وشبان شابوا وهرموا خلف القضبان.. نتحدث عن جيش مفعم بالشوق والحنين للأهل والوطن وأزقة المخيم وشوارع المدينة، وإصرار على الحياة، وأمل باقِ لم ولن يغيب. نتحدث عن حركة نضالية متجذرة ومتطورة دوماً، انضوى تحت لوائها وانضم لصفوفها منذ احتلال اسرائيل لفلسطين مئات الآلاف من الفلسطينيين، وهؤلاء هم جزءٌ لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وهم من حملوا لواء النضال جنباً إلى جنب مع بقية المناضلين ولم يعرفوا إلا الثورة وطنـًا وهويةً في السراء والضراء وانخرطوا في صفوف النضال في أصعب مراحله وأحلك لحظاته وقدموا الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامة وشرف شعبهم وحقوقه العادلة، وتركوا عائلاتهم فكان لهم في سجل التاريخ والبطولة صفحات مضيئة، والمستقبل الفلسطيني سيبقى مشوها ما لم ينل من تبقى منهم خلف القضبان حريتهم. وفي السابع عشر من نيسان الجاري تَطُل علينا الذكرى الثامنة والثلاثين لـ "يوم الأسير الفلسطيني" بصور متعددة الأشكال، ممزوجة المشاعر، ما بين الألم والأمل، ما بين صمود أسرانا وثباتهم وشموخهم، وقهر الاحتلال وفظاعة جرائمه. تطل علينا الذكرى الـ 34 في ظل ظروف قاسية تشهدها السجون وأوضاع ماساوية لم تعد تطاق، وفي ظل استمرار الإعتداءات والإنتهاكات الجسيمة والجرائم الإنسانية، وتصاعدها في الآونة الأخيرة بشكل خطير وغير مسبوق بحق أسرانا واسيراتنا، بل وتمتد لتطال ذويهم وأبنائهم ونسائهم ولتمس بشكل مباشر مشاعرهم الإنسانية والدينية. وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني وفي قراءة إحصائية نجد بأن أكثر من (750) ألف حالة اعتقال سُجلت منذ العام 1967 ولغاية يومنا هذا، منهم قرابة خمسة وسبعين ألف حالة اعتقال سُجلت منذ بدء انتفاضة الأقصى في أيلول/ سبتمبر 2000، بينهم أكثر من (900) مواطنة، وقرابة (9) آلاف طفل وعشرات النواب والقادة السياسيين اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى. والمؤكد بأن تلك الاعتقالات لم تقتصر على فئة محددة أو شريحة معينة، وإنما شملت كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني، مما دفع الذاكرة الفلسطينية لأن تفرد مساحات لمفردات الاعتقال والسجن والتعذيب ومشتقاتها والتي أضحت جزء ثابت في القاموس الفلسطيني ومن الثقافة العامة، حيث لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وأن تعرض أحد أفرادها أو جميعهم للاعتقال، وهنالك من اعتقلوا مرات عديدة. مما جعل من قضية الأسرى قضية مركزية بالنسبة للشعب الفلسطيني وقيادته، وجزء من الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن تجنبها وتجاوزها أو القفز عنها.. باعتبارها قضية وطن وشعب. الأسرى في أرقام.. ولكن بالتأكيد ليس كل من اعتقل بقىَّ في الأسر، فالكل تحرر فيما بقىّ قرابة (4700) أسير يقبعون في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي ينتظرون شروق فجر الحرية والرقم متحرك وغير ثابت نتيجة الإعتقالات المستمرة، بينهم (9) أسيرات وتعتبر الأسيرة لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948، أقدمهن في الإعتقال، حيث أنها معتقلة منذ 18 ابريل/ نيسان 2002 وتقضي حكما بالسجن الفعلي 17 عاماً، و(190) طفلاً، و(27) نائباً والعديد من القيادات السياسية، و(320) معتقلاُ إداريا، بالإضافة الى ثلاثة وزراء سابقين. الأسرى القدامى.. عمداء الأسرى.. جنرالات الصبر والمؤلم أن من بين الأسرى (120) أسيراً معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو/ آيار عام 1994 وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح "الأسرى القدامى" على اعتبار أنهم أقدم الأسرى وقد مضى على أقل واحد منهم 18 عاماً وما يزيد، ويُعتبر الأسير كريم يونس من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقل منذ يناير 1983 هو عميد الأسرى وأقدمهم جميعاً. ومن بين هؤلاء (59) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ويُطلق عليها مصطلح "عمداء الأسرى"، فيما من مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد من هؤلاء سيصل عددهم إلى (23) أسيرا وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح "جنرالات الصبر". مصطلحات جديدة وثابتة في قاموس الحركة الأسيرة، وأرقام مذهلة ومؤلمة، لنا كفلسطينيين، واستمرار بقائهم في السجن طوال السنوات والعقود الماضية أمر في غاية الخجل والإحراج، وحينما نستحضر أسمائهم ينتابنا مشاعر الفخر ممزوجة بالألم.. فخر بشموخهم وصمودهم وألم على معاناتهم واستمرار بقائهم في الأسر. ولا شك بأن كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال يتعرضون لمنظومة من الإجراءات والقوانين التعسفية والانتهاكات الفاضحة لكافة المواثيق والأعراف الدولية، في إطار سياسة ممنهجة، والأخطر من ذلك بأن سلطات الاحتلال قد أقرت قوانين للتضييق على الأسرى وشرعنة الانتهاكات والجرائم بمشاركة ومباركة كافة مركبات النظام السياسي في إسرائيل بدافع الإنتقام ثم الإنتقام ثم الإنتقام من الأسرى وذويهم. وهذا ما منح مقترفيها الحصانة القضائية والغطاء القانوني وفتح الباب على مصراعيه لاقتراف مزيدا من الجرائم، وهذا ما يُفسر تزايد الانتهاكات الفظة بحق الأسرى في الفترات الأخيرة مثل الإفراط في استخدام القوة والاعتداء على الأسرى وانتهاك حقوقهم الشخصية من خلال مراقبتهم الدائمة ومصادرة أبسط حقوقهم التي انتزعوها عبر نضالاتهم وتضحياتهم السابقة وعزل العشرات منهم في زنازين انفرادية وحرمانهم الآلاف من ذويهم من زيارتهم بشكل جماعي كما هو حاصل مع أسرى قطاع غزة أو تحت حجة "المنع الأمني" كما هو حاصل في الضفة الغربية، والإهمال الطبي ..الخ. وباختصار شديد تحولت السجون بمختلف أسمائها وأماكن وجودها إلى بدائل لأعواد المشانق، فبداخلها يجرى أبشع عمليات القتل الـروحي والنفسي والتعذيب الجسدي، وبداخلها يتم إعدام الأسرى بشكل بطيء. وإدارة السجون تتفنن في ابتداع السبل والوسائل بهدف التضييق على الأسرى ومفاقمة معاناتهم، وتسعى جاهدة إلى استهداف كل جزئيات حياتهم الاعتقالية، من خلال تحديد ساعة النوم وفترتها، كمية الهواء وساعات التعرض للشمس، نوعية الغذاء وما يحتويه من قيمة غذائية وكمية السعرات الحرارية فيه، وتتدخل في لون الملبس ونوعيته...الخ. الأسرى يعيشون ظروف مأساوية ولا إنسانية، ويتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة وانتهاكات جسيمة تصل لدرجة الجرائم وفقاً للتوصيف الدولي، وهذا ما دفع الأسرى الى التحرك والبدء بالتحرك النضالي ردا على مجمل الإنتهاكات والجرائم والتي لم تعد تطاق، كما لم يعد بالإمكان تحملها أو الصبر والصمت ازائها ، وأن هذه الحركة المتصاعدة بدأت منذ اسابيع عدة ومن خلال الإضرابات الفردية وتتطور وتتصاعد تدريجيا وصولا الى الإضراب الجماعي والشامل. مما يستدعي توحيد جهود الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقطاعاته وفصائله ومنظماته، وتجنيد الرأي المحلي والإقليمي والدولي وتوسيع دائرة التضامن مع الأسرى ومساندتهم في اضرابهم ودعم حقهم بالعيش بكرامة على طريق تحريرهم جميعا. وعلى العالم أجمع أن يدرك بأن الأمن لم ولن يتحقق يوماً في المنطقة إلا بالسلام القائم على العدل، الذي يبدأ بإنهاء الاحتلال وإطلاق سراح كافة الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ملاحظة / المقال سبق وأن نشر العام الماضي ولكننا أجرينا عليه اليوم تعديلا يتناسب مع المرحلة وأحدث الإحصائيات. * باحث مختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين، وله موقع شخصي باسم: "فلسطين خلف القضبان"> - ferwana2 تاريخ النشر: 2012/2/29
×
هناء الشلبي.. وموقفنا من إضرابها
هناء يحيى الشلبي.. أسيرة فلسطينية تبلغ من العمر حوالي تسع وعشرين عاماً من بلدة برقين قضاء جنين شمال الضفة الغربية، سبق وأن أمضت أكثر من عامين في الاعتقال الإداري، قبل أن تتحرر ضمن الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" في الثامن عشر من تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي.
هناء.. أعيد اعتقالها في السادس عشر من شباط/ فبراير الجاري بعد مداهمة منزلها والعبث بمحتوياته، ومن ثم التنكيل بها والإعتداء عليها وإذلالها ومعاملتها بقسوة، والمساس بكرامتها وإجبارها على التفتيش العاري والزج بها في زنازين سجن "هشارون" الإسرائيلي.. ومنذ اللحظات الأولى لإعتقالها أبلغت من قبل السجانين بأن سلطات الإحتلال أصدرت بحقها قراراً إدارياً بالاعتقال لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد، وبدون تهمة أو محاكمة. هناء.. لم تستسلم للواقع المرير وما تعرضت له من إهانات وإذلال ومعاملة وحشية خلال استجوابها في معتقل سالم يوم اعتقالها، واستقبلت قرار الاعتقال الإداري بالإعلان عن إضراب مفتوح عن الطعام، لتفتح بصمودها وجوعها وأمعائها الخاوية ثلاثة ملفات رئيسية: الملف الأول: ما يصاحب الاعتقال من إجراءات تعسفية واستفزازية، وما يتعرضن له الأسيرات من تعذيب جسدي ونفسي ومعاملة قاسية ولا إنسانية واذلالية تمس كرامتهن أثناء الاعتقال وخلال الاحتجاز في زنازين العزل الانفرادي، مما يسلط الضوء على معاناة الأسيرات بشكل خاص. الملف الثاني: ولأن "هناء" هي واحدة من الأسيرات اللواتي تحررن في إطار صفقة التبادل الأخيرة، فهي تفتح بإضرابها ملف استهداف محرري صفقة "وفاء الأحرار" وإعادة اعتقال بعضهم من جديد من قبل سلطات الاحتلال، في انتهاك فاضح لبنود الصفقة وما تم الاتفاق عليه من قبل كافة الأطراف المعنية، مما يتطلب من الشقيقة مصر التدخل لضمان إطلاق سراح الأسيرة "هناء" ووضع حد لاعتقال محرري صفقة التبادل وضمان عدم إعادة اعتقالهم إدارياً، كما ويجب على محررى صفقة التبادل ممن لم يُطلهم الاعتقال بعد، الوقوف بجانبها، لأنها تدافع عن قضيتهم، وأن الصمت سيدفع قوات الاحتلال بالاستمرار في استهدافهم وإعادة اعتقالهم إدارياً استناداً لما يسمى "الملف السري". الملف الثالث وهو الأبرز: بإضرابها عن الطعام احتجاجاً على اعتقالها إدارياً إنما هي بذلك تسير على خطى الأسير "خضر عدنان" الذي فتح ملف الاعتقال الإداري بقوة وخاض إضراباً عن الطعام لمدة ستة وستين يوماً متواصلة، وهي تُصر كذلك على أن تُبقي ملف الاعتقال الإداري مفتوحاً أمام الجميع وعلى كافة المستويا، لا سيما أمام المؤسسات والشخصيات التي تُعنى بحقوق الإنسان في العالم أجمع. وتسلط الضوء مجدداً على معاناة (309) معتقلاً إدارياً في السجون والمعتقلات الإسرائيلية بينهم (24) نائباً يتقدمهم د.عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وعدد من القيادات السياسية والمجتمعية ونخبة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين، على أمل أن تحقق المزيد من الانتصارات والإنجازات لتضيف إلى ما حققه الأسير خضر عدنان وتراكم على ما تحقق. هناء.. مجاهدة تتلمذت في مدارس حركة "الجهاد الإسلامي" وتفولذت بين أزقة برقين، وتخرجت من جامعات السجون، متسلحة بإرادة قوية، وعزيمة لا تلين، مسترشدة بتجربة الأسيرة "عطاف عليان" التي سبق وأن أضربت عن الطعام في أيلول/ سبتمبر عام 1997 لمدة أربعين يوماً متواصلة إحتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري. وماضية على نهج الأسير "خضر عدنان"، لتُقدم لنا نموذجاً فردياً جديداً ورائعاً في الصمود والإصرار. "هناء الشلبي".. الآنسة المجاهدة التي تخوض إضراباً عن الطعام، تًصر على المضي قدماً في إضرابها صوب تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، أو على الأقل جزءاً منه، لتضيف انتصاراً جديداً لما حققه الأسير خضر عدنان من انتصارات، وهي بذلك تحرجنا وتثير فينا مشاعر الخجل لقصورنا، ممزوجة بمشاعر الفخر والاعتزاز بصمودها وإصرارها، الأمر الذي يدفعنا دائما للتضامن معها والالتصاق بها والدفاع عنها ومساندتها ونصرتها بكل الوسائل المشروعة. هناء.. الأسيرة والمجاهدة (لا) يمكن أن تحقق هدفها، أو أن تسجل انتصارا على إدارة السجون الإسرائيلية إلا إذا وقفنا معها وبجانبها، وخلعنا ثوب الحزبية والفئوية وتوحدنا خلف قضيتها، وارتقينا بمستوى فعالياتنا وخطواتنا النضالية داخل السجون وخارجها. هناء.. خير من جسد مقولة الشهيد غسان كنفاني "الإنسان قضية، وهي تمثل قضيتنا وتعكس معاناتنا وجرحنا، لذا وجب دعمها ومساندتها، بغض النظر لأي تنظيم أو حركة تنتمي، فهي (لا) تمثل قضية فئوية أو حزبية أو شخصية، وإنما قضية إنسانية ووطنية ذات بُعد عربي وإسلامي. وآمل من الشعوب والحكومات العربية والإسلامية ووسائل الإعلام المختلفة، ونشطاء شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" المساهمة في مساندة الأسيرة "هناء" وفي دعم الأسرى وقضاياهم العادلة. خضر عدنان.. لم يكن بالإمكان وحده أن ينهي سياسة "الاعتقال الإداري" ومخطئ من كان يعتقد غير ذلك، لكنه حقق انتصارات عدة وأسس بتقديري لمرحلة جديدة وأنجز ما كنا نبحث عنه ونسعى لانجازه في إثارة ملف الاعتقال الإداري على المستوى الدولي، ليضع المجتمع الدولي أمام امتحان أخلاقي وإنساني. وأعاد لقضية الأسرى جزء من بريقها على المستويين الرسمي والشعبي، العربي والإسلامي، وجاءت "هناء" لتكمل المشوار وتراكم الإنجازات والانتصارات، على أمل أن نصل إلى وضع يسمح لنا ويمكِّننا من تحقيق الانتصار الكبير والمأمول. لذا علينا أن نبدأ من حيث انتهى الشيخ "عدنان" على كافة المستويات والصعد، وأن نراكم على ما تحقق، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته الوطنية والإنسانية، خاصة وأنها تتعرض لإجراءات تعسفية وقمعية لإجبارها على فك إضرابه، ومؤخراً تم نقلها إلى قسم الجنائيات في سجن هشارون مما سيعرضها للكثير من المضايقات والاعتداءات اللفظية ولربما الجسدية، في ظل تدهور وضعها الصحي. لذا نعبر عن بالغ قلقنا على حياة الأسيرة "هناء الشلبي" ونحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتها، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ حياتها وضمان الإفراج عنها. وفي الختام رسالتنا إلى ذويها ونقول لهم "هناء" بنتنا وشقيقتنا وهي واحدة من الأسيرات اللواتي نحترم نضالاتهن ونفخر بهن، ولن نتركها لوحدها تقارع السجان، فإننا أعلنا وفي أكثر من مناسبة عن تضامنا معها ووقوفنا بجانبها، كما لن نترككم وحدكم في الميدان، فسنكون دوماً بجانبكم ومعكم، إلى أن يتحقق النصر، واصبروا وصابروا إن الله مع الصابرين، و"هناء " ستنتصر وسننتصر بها ومعها بإذن الله. * باحث مختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين، وله موقع شخصي باسم: "فلسطين خلف القضبان"> - ferwana2@yahoo.com تاريخ النشر: 2012/2/20
×
خضر عدنان..حالة نضالية فريدة
خضر عدنان.. المعتقل الإداري الفلسطيني الذي يخوض اضراباً عن الطعام منذ خمسة وستين يوماً متواصلة، وهو الإضراب الأطول في تاريخ الحركة الأسيرة، ليُسطر بذلك ملحمة بطولية فردية وفريدة، نوعية ومميزة، في التضحية والفداء قلما شهدتها السجون في اسرائيل والعالم قاطبة.
خضر عدنان.. بصموده الأسطوري وإصراره على معركته رغم كل ما يُمارس بحفه من إجراءات قمعية واستفزازية، يقدم نموذجاً هو الأروع في المقاومة السلمية المشروعة ضد الظلم والاضطهاد التي يتعرض لها الأسرى عموماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي. خضر عدنان وبغض النظر لأي فصيل ينتمي، فهو المرآة التي تعكس معاناتنا ومأساتنا، جوعنا وعطشنا، صمودنا أمام ما نتعرض له من ظلم وقهر وحرمان، لكنه يتميز عنا بأنه قرر أن ينوب عنا جميعاً ذوداً عن كرامة أسرانا كافة وكرامتنا جميعاً، ليتحول إلى حالة رمزية ونضالية أذهلتنا جميعاً وفاقت كل توقعاتنا، وأدهشتنا وأدهشت الجميع بمن فيهم أعدائه، بل تخطت الدهشة لتصل درجة الانبهار. خضر عدنان.. لفت الأنظار بمفرده، بجوعه وعطشه وبأمعائه الخاوية، لما يتعرض له قرابة خمسة آلاف أسير يقبعون في سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي من انتهاكات فظة تصل في كثير من الأحيان لمصاف جرائم انسانية وفقا للقانون الدولي الإنساني. وبصموده الأسطوري يتحدث بلغة التحدي وثقة المتفاءل باسم ثلاثمائة معتقل منهم يقبعون في المعتقلات الإحتلالية رهينة لـما يُسمى بـ "الإعتقال الإداري"، ليفتح بذلك ملفاً مؤلماً لطالما زج بسببه عشرات الآلاف من الفلسطينيين شهوراً وسنوات في السجون دون تهمة ودون محاكمة. خضر عدنان.. أشعل قضية الأسرى وأعاد لها الإعتبار بهذا القدر أو ذاك، وبريقها المفقود، أو على الأقل جزء من بريقها، وجعلها قضية رأي عام، وأحدث حراكاً مهماً على المستوى الرسمي والشعبي، العربي والإسلامي، هي بأمس الحاجة له في ظل تصاعد الإنتهاكات والجرائم، واستمرار سياسة الإعتقال الإداري. خضر عدنان.. نجح في تحقيق ما كنا نبحث عنه دوماً، فنقل قضية الأسرى من شوارع المدينة وأزقة المخيم إلى أروقة المؤسسات الدولية التي اضطرت أمام شموخه وصموده وإصراره إلى اتخاذ مواقف ايجابية فيما يتعلق بالأسرى وسياسة الاعتقال الإداري. صحيح، بأنها جاءت متأخرة، وصحيح أيضاً بأنها لا تمتلك الإرادة والقوة لترجمتها أو إلزام إسرائيل للأخذ بها، لكنها مهمة يجب استثمارها والبناء والتأسيس عليها، لعلنا نوفق لاحقا ومستقبلاً وبجهود تراكمية في أن نجعل منها قوة ضاغطة لإجبار إسرائيل على احترام حقوق الإنسان الأسير وتطبيق المواثيق والأعراف الدولية ذات الصلة بالأسرى والمعتقلين. ويضيف فروانة في مقالته: خضر عدنان.. فرض قضيته والتي هي قضيتنا جميعا على وسائل الإعلام المختلفة والمتعددة، وان كان هناك تفاوتاً في كيفية وآلية تناولها وعرضها والمساحة المخصصة لها، إلا أنه من الملاحظ أن الإعلام المحلي تناولها بايجابية، فيما العربي لا زال دون المستوى، مما يدفعنا دائما لدعوة وسائل الإعلام المحلية والعربية إلى تحمل مسؤولياتها وتخصيص مساحات أكبر لمعاناة وصمود خضر عدنان ومعاناة الأسرى عموماً، فليس هنالك ما هو أهم من حرية الإنسان وكرامته. خضر عدنان.. يُعيد بنا للوراء سنوات حينما كنا نعاني خلف القضبان، ونلعن ظلام السجن وقسوة السجان، ونمضي بثبات وشموخ صوب انتزاع حقوقنا، ونشارك إخواننا ورفاقنا الإضرابات عن الطعام دفاعاً عن كرامتنا ولانتزاع حقوقنا الأساسية، ليذكرنا بتجاربنا الشخصية والجماعية. خضر عدنان يدفعنا لأن نستحضر جوعنا وعطشنا، حينما كنا نَجوع ونَجوع، ولا تَجوع المبادئ فينا ولو مرة واحدة، ونَحِنُ للخبز والماء، ولا يَحِنُ التراجع والركوع فينا ولو لبرهة واحدة.. كنا نتحدى الجلاد بجوعنا وعطشنا ويسقط الجسد منهكاً ولا تسقط المبادئ، لنعيش حالة "خضر" بمرارتها ومعاناتها، بمعانيها ودلالاتها، فنلتصق به، ونلتحم أكثر فأكثر مع قضيته هي أصلاً قضيتنا جميعاً. خضر عدنان.. يجبرنا على استحضار شريط الذكريات الطويل ومسلسل الأحداث والمواجهات داخل السجون، ومحطات تاريخ الحركة الأسيرة، ومسلسل الإضرابات عن الطعام الفردية والجماعية، التكتيكية والإستراتيجية، وصمود أسرانا وأسيراتنا، ودماء شهدائنا خلف القضبان، نستحضر إضراب عسقلان الأسطورة ونفحة الشهداء، ويحضرنا عبد القادر أو الفحم أول شهداء الإضراب عن الطعام الذي استشهد في إضراب عسقلان عام 1970، وراسم حلاوة وأنيس دولة وعلي الجعفري واسحق مراغة الذين استشهدوا أثناء مشاركتهم في إضراب سجن نفحة عام 1980 ، ولا ننسى الشهيد حسين عبيدات الذي استشهد في الإضراب الشامل عام 1992.. وفي الوقت ذاته نستحضر آلاف الأسرى الأحياء الذين سطروا ملاحم في البطولة والصمود. خضر عدنان.. لا يملك من القوة، سوى قوة الإيمان بالله، وعدالة قضيته، متسلحاً بإرادة فولاذية (لا) تنكسر وعزيمة لن تلين، وثقة (لا) تتزعزع، ثقة بنفسه وبإخوانه الأسرى، وشعبه وأمته وأحرار العالم. خضر عدنان.. حتماً ستنتصر وسننتصر معك وبك بإذن الله.. فأنت المنتصر بكل الأحوال. وفي الختام نستسمحك عذراً إن كنا قد قصَّرنا في مساندتك، أو صمتنا في لحظات ما كان يجب أن نصمت، أو تخلفنا عن الاستجابة لصرخاتك ونداءاتك، فوالله نخجل أمام صمودك وإصرارك.. فأنت الحر ونحن الأسرى. * باحث مختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين، وله موقع شخصي باسم: "فلسطين خلف القضبان"> - ferwana2@yahoo.com تاريخ النشر: 2007/12/10
×
في الذكرى الـ59 لليوم العالمي لحقوق الانسان: الجرائم الإسرائيلية تتواصل دون ملاحقة لمرتكبيها
القرار 3379 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 10 تشرين الثاني 1975 نص في فقرته الأخيرة على إعتبار "الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري". من الواضح للمتابع المحايد الذي ليس بالضرورة صاحب "خطاب خشبي" بأن حيثيات القرار الذي صوتت له الاغلبية الساحقة من دول العالم لم يرتكز على وقائع اختلقها العرب وتحديدا الفلسطينيين والسوريين في الجولان بل على وقائع وممارسات أقل ما توصف أنها عنصرية وفوقية تعتبر اليهودي أعلى قيمة من العربي الواقع تحت الاحتلال. يتكرر اليوم تأكيد هذه العنصرية اللامبالية بأصحاب الارض الاصليين باشتراعات تسلبهم الجغرافيا منعا للتمدد الطبيعي في مدنهم وتعاملهم على أساس ايديولوجي توراتي باعتبارهم "بقايا احتلال عربي لارض اسرائيل".. ولا داعي الان لتفصيل كل أساليب الممارسات التمييزية التي تمارسها دولة الاحتلال بحق العرب واختراعها التقسيمات الاثنية والدينية لتسمية هؤلاء حتى لا يبقوا كتلة عربية واحدة.. لكننا نستطيع أن نسوق مثلا بسيطا حول عملية التطهير القائمة من الجليل الى النقب بسلب هؤلاء أرضهم لمصلحة مهاجرين يهود.. إضافة الى التصريحات الاكثر عنصرية التي يُطلقها برلمانيون صهاينة عن ترحيل هؤلاء بسياسة الترانسفير وتعميق الوضع المزري للمدن والبلدات العربية داخل الخط الاخضر بميزانيات ضئيلة جدا مقارنة بما يقدم لليهود.. التصريحات الاخيرة، بل والعمل المترافق مع "العملية السلمية" تضع وبخبث شديد مسألة "نقاء الدولة اليهودية" والاعتراف العربي بها على رأس جدول العمل العنصري الدؤوب.. مع أن إستمرار بناء جدار الفصل العنصري الذي يقضم نصف أراضي السكان الفلسطينيين لا يمكن وضعه خارج حيز التمييز العرقي لمصلحة مستعمرين يهود ينهبون ما فوق وما تحت الارض.. إن نظرة متفحصة لما يتمتع به المستوطن من بنية تحتية ومسابح وابنية حديثة يقابل حالة البؤس في المخيمات والقرى القريبة التي تمنع الانسان من الوصول حتى الى ارضه التي كان يعتاش من زراعتها تفضح واقع لا يرغب الكثيرين بظهوره كما هو.. ويستعاض عنه بكلام وتسويف عن تقاسم بين المعتدي والضحية.. عدا عن الممارسات البشعة بحق كل الفئات التي تمنعها الحواجز والجدران من الوصول الى حيث يجب ، أكان مدرسة أم جامعة أم مشفى أو حتى دور العبادة التي تدعي وبكل صفاقة الدولة العنصرية احترامها لحق العبادة. وليس لنا في هذه العجالة ان نعدد كل الاساليب العنصرية التي تقارب الاساليب النازية من حيث بناء المعتقلات وتسييجها على الطريقة النازية. من المؤسف القول بأنه وبنتيجة انخداع الرسميين العرب وتشرذم سياستهم وبانخراط أميركي علني جرى في أواخر عام 2000 إلغاء القرار 3379 دون وجود تغييرات على أرض الواقع الذي استدعى مثل ذلك القرار.. إلغاء القرار الذي يشبه الصهيونية بالعنصريةومع صدور التقرير الاخير يؤكد وللمرة المليون بأن السياسات الارتهانية والارتجالية تؤدي الى الكثير من الكوارث على المصالح العربية.. فبعد إلغاء ذلك القرار فتحت الابواب لمراجعة قرارات أخرى مؤثرة ومقررة للمستقبل الفلسطيني والعربي مثل القرار 194 بشأن حق العودة.. بعض اليهود الذين استطلعت "الجزيرة" مواقفهم من العنصرية الممارسة بحق الفلسطينيين في ظل كذبة الديمقراطية الصهيونية لم يترددوا في فاشيتهم وعنصريتهم الممنهجة والمشرعة في القانون الصهيوني أن يدعوا وبكل وقاحة الى ترحيل فلسطينيي الخط الاخضر الى غزة او أي بلد عربي .. لا شك عندي بأن ماكينة الرقابة الصهيونية واليهودية الامريكية التي تتابع كل كلمة تخرج من افواه الناس ومن الاعلام العربي لا تعير التصريحات الصهيونية المترافقة مع عجرفة الممارسة الغير آبهة بكل الاعراف والمواثيق الدولية على عكس الخطاب الرسمي العربي الملتزم التزاما فولاذيا بنصوص حتى لو كانت ذد مصالحه، أقول لا تعيرها الاهتمام لأنه وبكل حسرة وأسى نكرر قولنا بأن العرب أنفسهم قد تركوا استراتيجياتهم عرضة لمصطلح حسن النوايا ليس إلا.. التقرير الاخير بشأن عنصرية الدولة الصهيونية يعرف أصحاب الارض الاصليين أدق تفاصيله المعاشة يوميا مع كيان يدعي التساوي بين مواطنييه ويدعي الديمقراطية بينما الافعال تدلل على كل أشكال العنصرية والنازية الجديدة.. ففي اوربة توجد حركات عنصرية ونازية جديدة، لكنها أبدا ليست مشرعة أو محمية من ساسة أمثال ليبرمان ونتنياهو ورجال دين امثال عوباديا يوسف وموشي ليفنغر.. ما يحتاجه الفلسطيني اليوم وخصوصا داخل الخط الاخضر إلى تكاتف قومي وطني ودعم عربي لرفع دعوة صريحة امام المحافل الدولية واعادة تفعيل القرار 3379 وليس الشجب والادانة وبقية الاسطوانة المشروخة التي لم تكن ولن تكون في يوم من الايام إلا جوزا فارغا بينما ماكينة الاعلام والسياسة الصهيونية تواصل عملها بدون محاسبة حقيقية.. - مفتاح 10/12/2007 - اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|