مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم يخفي وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند إحباطه من إمكانية الوصول لحل الدولتين، الذي يعني عمليا قيام الدولة الفلسطينية المستقلة عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، إذ قال في تصريحات صحفية قبل عدة أيام انه متشائم من إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وانه قلق من أنه قد لا يشهد إقامتها طوال حياته، مضيفا: في كل سنة تزداد هذه القضية صعوبة بسب إراقة المزيد والمزيد من الدماء، جيلا بعد جيل.

رغم أن الساسة الأوروبيين والأمريكيين يلتزمون بمواقف دولهم الرسمية الداعمة لحل الدولتين الذي أصبح قرارا ومحل إجماع دولي، إلا أن هذا الإحباط الذي بدا واضحا على تصريحات رئيس الدبلوماسية البريطانية، مرده إلى ما يحدث على الأرض من تكريس إسرائيلي يومي للاحتلال يحول عمليا دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة، بعكس ما يصرح به المسؤلون الإسرائيليون خلال اجتماعاتهم مع المسؤولين الدوليين، حيث يبدون الرغبة في التفاوض على حل ينهي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي تصريحات تكشف زيفها كل يوم أصوات المدافع وقصف الطائرات وكذلك أصوات الرصاص الإسرائيلي الذي يستهدف المواطنين الفلسطينيين أينما تواجدوا.

العالم يعلم أن ما تبرع به حكومة إسرائيل فعلا، يتمثل ببناء المزيد من المستوطنات التي تتوسع وتزداد بشكل مضطرد، واستكمال بناء جدار الفصل العنصري الذي التهم مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية، في وقت لا تزال سلطات الاحتلال تستهدف المقدسيين عبر سياسة سحب هوياتهم ومصادرة أراضيهم وهدم العديد من منازلهم، وما سعي إسرائيل حاليا لهدم 88 منزلا في سلوان إلا ويندرج ضمن هذه السياسية، ذلك إلى جانب نصب مئات الحواجز التي تقطع أوصال الضفة الغربية ومدنها وقراها ومخيماتها.

وأمام هذه السياسيات الاستيطانية الإسرائيلية المستمرة فان فرص إنهاء الاحتلال في ظل العقلية الإسرائيلية السائدة لدى حكام إسرائيل والتي قد تترجم إلى عدوان آخر وجديد على قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس في ظل حكومة اليمين الإسرائيلية القادمة، فان فرص إنهاء الصراع عبر تجسيد حل الدولتين، سيصبح بعيد المنال في كل يوم تواصل فيه إسرائيل رفضها للحلول السلمية السياسية عبر تسعير هجماتها وعدوانها على الشعب الفلسطيني، والتشبث بالاحتلال الذي يشكل أساس كل النزاع وعدم الاستقرار في المنطقة.

ان ميليباند وزملائه في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، عليهم مسؤوليات مضاعفة الآن، لا تتمثل بالتعبير عن الإحباط والتشاؤم، وان كان هذا التشاؤم له مبرراته في ظل السياسات الإسرائيلية، إلا أن مهماتهم كأعضاء في اللجنة الرباعية الدولية المدعومة من دول العالم اجمع، تتمثل بالعمل على إنهاء هذا الصراع وفق قرارات الأمم المتحدة التي اقروها بأنفسهم ووفق الرؤية التي لا زالوا يلتزمون بها، وهي حل الدولتين، وهو الحل الذي مازال يشدد عليه المسؤلون الغربيون دوما، وهو ما أكدت مندوبة الولايات المتحدة في هيئة الأمم المتحدة سوزان رايس قبل يومين التزام بلادها به.

هذا الالتزام التي سمعناه ولا زلنا نسمعه سيبقى كلاما في الهواء، فإن لم يقتنع العالم وبخاصة أعضاء مجلس الأمن والرباعية الدولية، بان إفساح المجال لإسرائيل لتنفيذ سياساتها الرافضة للحل الدولي، وأن الاستمرار في تجنب اجتثاث جوهر المشكلة المتمثلة في الاحتلال، خطر على الاستقرار في المنطقة والعالم، فان ذلك سيؤدي الى ان تبقي صورة الشرق الأوسط كما هي وربما ستكون قاتمة أكثر واكثر مستقبلا.

وإذا ما أفسح المجتمع الدولي المجال لإسرائيل لإكمال مخططها في تكريس انقسام الضفة الغربية عن قطاع غزة وعزل القدس نهائيا عن محيطها الفلسطيني، وتسمين المستوطنات، ليصبح بعد اكتمال هذا المخطط، الطرح الإسرائيلي أو الرؤية الإسرائيلية للدولة الفلسطينية، عبارة عن دولة هزيلة ممثلة بكنتونات وجزر متباعدة مقسمة تهيمن عليها اسرائيل، بمعني أن يصبح الحكم الذاتي الهزيل هو الحل الواقعي الوحيد، فان نبوءات وتوقعات ميليباند بأنه لن يرى الدولة الفلسطينية طوال حياته ستصبح حقيقة واقعة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required