مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ذكر تقرير للبنك الدولي اليوم أن الإسرائيليين يحصلون على مياه تزيد أربع مرات عما يحصل عليه الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وان قوانين منظومة الحكم المشترك في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي غالباً ما يسيطر عليها الإسرائيليون، في مجال توزيع حصص المياه والتي تأسست بموجب اتفاقية أوسلو المرحلية لعام 1995 وما تزال سارية المفعول حتى اليوم، لا تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني.

وأشار التقرير الذي حمل عنوان "تقييم العقبات التي تواجه تطوير قطاع المياه الفلسطيني" انه ثبت عدم ملائمة اتفاقية مؤقتة للسلام لعام 1995 تنظم توزيع المياه لان السلطة الوطنية الفلسطينية تجزأت بسبب الثماني سنوات الماضية من القتال في الوقت الذي حسنت فيه إسرائيل من منشآت المياه بها.

هذا الواقع ليس مفاجئا فالفكرة العامة من التقرير ليست بجديدة، فالاحتلال الإسرائيلي طالما تعمد سرقة كل ما هو فلسطيني، فلم يقتصر استغلاله للأرض، بل تعداه إلى استغلال المياه الفلسطينية، والعمل على منع المؤسسات الرسمية والأهلية والأفراد من استغلال مواردهم المائية، في حين أن السلطات الإسرائيلي إلى جانب سرقة المياه الفلسطينية، حولت المياه الجوفية الفلسطينية مصدرا لها ومنعت الفلسطيني من حفر الآبار، بل وزودت المستوطنات التي تقام على ارض فلسطين وهي تعد من اكبر الانتهاكات للقانون الدولي بالمياه أضعاف ما يحصل عليه الموطنون أصحاب الأرض من حقهم في ثرواتهم المائية.

إن سياسية الحكومات الإسرائيلية في استباق نتائج مفاوضات الوضع النهائي لا تنسحب فقط على المستوطنات ومدينة القدس وغيرها من القضايا بل أيضا على المياه، ورغم وجود لجنة مشتركة للمياه، إلا أنها تتصرف وكأن مياه الضفة الغربية وقطاع غزة،ملك لها، فتقوم بضخ المياه الفلسطينية إلى داخل إسرائيل والى مستوطناتها، وتسيطر على المياه الجوفية بل وحولت الينابيع التي تغذي نهر الأردن، وهي بذلك تجحف بالحقوق الفلسطينية الأساسية والحساسة كعادتها.

وعلاوة على سرقتها للمياه الفلسطينية بشكل دائم، فان أي عملية لحفر آبار ارتوازية أو تمديد خطوط للمياه يجب أن تحصل على الموافقة الإسرائيلية لذا فهي تمر بعملية معقدة من الإجراءات الروتينية ومماطلة إسرائيلية، لتحول دون استغلال الفلسطينيين لمياههم، فيما سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتيح لنفسها السيطرة على 80% من المياه الفلسطينية وتستغلها لحاجاتها، وهو خرق فاضح أيضا للاتفاقيات التي وقعتها إسرائيل نفسها، وهي الاتفاقيات التي لم تلتزم بها كما درجت العادة، إذ لم تزوج الفلسطينيين بكميات المياه المتفق عليها سنويا.

إن قضية المياه، رغم أنها من قضايا الوضع النهائي إلا أنها من أكثر القضايا حساسية بل وإلحاحا، فهمي تمس عصب حياة المواطن الفلسطيني، لذا فان رفع اليد الإسرائيلية عن المياه الفلسطيني، كفيل بان يصبح هناك اكتفاء فلسطين ذاتي من المياه الفلسطينية التي ستكفي المواطنين، لذا فان تدخلا بل وضغطا دوليا على إسرائيل لإلزامها بالاتفاقيات الخاصة بالمياه أمر ضروري وإلحاحيا، كما هو الحال بالنسبية لقضايا الاستيطان والجدار والقدس.

إن الحقوق المائية كسائر الحقوق الوطنية لن يتنازل عنها الشعب الفلسطيني، لكن العمل على استعادها بكل السبل السياسية والدبلوماسية والشعبية أمر ملح، سيما وان إسرائيل كما هي سياسيتها فيما يتعلق بالاستيطان ومصادرة الأراضي، فإنها تستغل عامل الوقت والصمت الدولي، وتفرق المواقف الفلسطينية والعربية، لتمرير سياسياتها سواء المائية والاستيطانية والاحتلالية.

وربما جاء تقرير البنك الدولي في وقت تبدو المنطقة مقبلة على توترات متوقعة في ظل حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل ترفض أي حلول سياسية، وترفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، أي كانت، وبالطبع فان الحقوق المائية الفلسطينية لن تكون بمأمن في ظل هكذا حكومة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required