مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في حلقة جديدة من مسلسل التوتر في العلاقات الإسرائيلية التركية، قررت إحدى سلاسل المقاهي الإسرائيلية الكبرى، مقاطعة القهوة التركية ومنع بيعها، فيما عبر مدير التسويق لهذه المحال قائلاً: "قررنا وقف بيع قهوة اسطنبول، وهي اختصاص شبكتنا، إلى حين تسوية الأمور، وهذه مساهمتنا البسيطة الرمزية في التعامل مع الموقف التركي إزاءنا"، وجاء هذا كرد فعل بعد أيام قليلة من عرض مسلسل تلفزيوني تركي، يصور الجنود الإسرائيليون، وهم يقتلون الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم، بدم بارد.

والمفارقة أن تلجئ إسرائيل للتعبير عن غضبها بمقاطعة المنتجات التركية، حتى على الرغم من كونها ليست مصنعة في تركيا نفسها، "كمساهمة رمزية" لمجرد مواقف وردات فعل سياسية تركية، ونحن نجد بصعوبة من يحاول أن يقاطع البضائع الإسرائيلية، وحتى المحاولات الجادة لم تحظى بالاستمرارية، بالطبع مع مراعاة عدم عدالة المقارنة، إذ لا يمكن مقارنة موقف تركيا من إسرائيل، بما ترتكبه الأخيرة بحقنا كفلسطينيين.

وعلى خلفية عرض المسلسل استدعى وزير الخارجية افيغدور ليبرمان السفير التركي لدى إسرائيل، وأعلمه بأن عرض المسلسل التركي في التلفزيون التركي الحكومي، يعتبر بمثابة تحريض بالغ الخطورة برعاية الحكومة التركية، في المقابل رفض الرئيس التركي عبد الله غول، رد الفعل الإسرائيلي ضد تركيا، مشيراً إلى أنه بدلاً من هذه الاحتجاجات يتعين على إسرائيل أن تعرف أن الحق هو ما أثبته تقرير (غولدستون) الذي تبناه مجلس حقوق الإنسان.

ومن المعروف أن الفترة الأخيرة شهدت توتراً وتدهوراً واضحاً في العلاقات التركية الإسرائيلية، وخاصة بعدما جاء قرار الحكومة التركية قبل أسابيع قليلة، بمنع الطيران الحرب الإسرائيلي من المشاركة في المناورات العسكرية "نسر الأناضول"، الأمر الذي ترك الإسرائيليين في حالة من الذهول، وعلى الرغم من تكتم الجهات الرسمية والدبلوماسية في إسرائيل، ومحاولة كظم غيظها للحفاظ على شعرة معاوية مع تركيا،- باستثناء ليبرمان-، حيث أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليماته لوزرائه وكبار موظفيه، بعدم التطرق والحديث في الموضوع، إلا أن الصحف الإسرائيلية أولت الموضوع اهتماماً كبيراً، وتحليلاً لتداعيات هذه السياسة الجديدة بين البلدين الذين تربطهما معاهدة تعاون استراتيجي موقعة في العام 1996.

والغريب أن تركيا حسب ما أفادت صحف إسرائيلية كانت تشتري كل عام معدات عسكرية من إسرائيل بمئات الملايين من الدولارات، وأن تركيا مؤخراً شرعت بالفعل بتقليص اعتمادها على الإنتاج العسكري الإسرائيلي، الأمر الذي سيلحق بتل أبيب خسائر اقتصادية ضخمة، فهل ما تفعله تركيا هو إستراتيجية تنوي تطبيقها لفك ارتباطها أحادياً مع إسرائيل، أن أنها تندرج في ردات الفعل السريعة ليس إلا؟.

وهذا التدهور في العلاقة وإن كان متلاحقاً، وكأن إسرائيل وتركيا تتسابقان فيمن يوجه الضربة للآخر أولاً، إلا أنه ليس بالجديد، بل هو ممتد منذ مطلع العام الحالي عندما شن الجيش الإسرائيلي هجوماً على قطاع غزة، وسقط فيه أكثر من 1400 شخص، وآلاف الجرحى، وأدانت تركيا آنذاك إسرائيل وهاجمتها بشتى الطرق.

وفي جملة ذلك لا يمكن أن لا نتطرق لأسباب أخرى كانت جزءاً من الصورة الكاملة في تشكيل الحالة الدبلوماسية الجديدة، عندما أدان رجب طيب أردوغان، الممارسات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى مؤخراً، وعندما رفضت إسرائيل أن تكون تركيا وسيطاً بين سوريا وبينها لمجرد اتخاذ تركيا موقفاً حيادياً عادلاً من الصراع، فيما نقبل نحن أن تكون أمريكا هي الوسيط بيننا وبين إسرائيل لتسوية الأمور، بغض النظر عن نواياها وأهدافها.

إذن هناك ما يمكن تسميتها أزمة سياسية بين البلدين، لكن هل هذه المناكفات هي حقاً أسباب الأزمة؟ أم أنها مجرد أسباب ظاهرية تطفو على السطح لتخفي أسباباً حقيقة أخرى، وهل هي مجرد موقف تضامني مع العرب والمسلمين الذين تجمعهم معهم الكثير من الأمور المشتركة؟ أم أنها كما يحب أن يصفها الإسرائيليون بأنه انحياز للمحور السوري الإيراني؟، على كل حال ستكشف الأيام القادمة ما ستؤول إليه هذه السياسة الجديدة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required