مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

الآمال الفلسطينية التي تعلقت بالمقترح الأوروبي طيلة الأيام الماضية بانتظار تصويت وزراء الخارجية الأوروبيين على قرار اقتراح الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، والذي اقترح اعتبار القدس الشرقية 'عاصمة لدولة فلسطينية مقبلة'، سرعان ما تبددت، كما كان متوقعاً، إثر نجاح الضغوط الإسرائيلية في تغيير صيغة البيان الأوروبي لصالحها، بشأن القدس، فعوضاً عن كون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وفق ما جاء في مقترح الصيغة الأولى التي قدمتها السويد، تحولت القدس كلها، دون تحديد لشرقها من غربها، إلى "العاصمة الـمستقبلية لدولتين"، الأمر الذي أسدل عليها ستارا ًمن الضبابية، وأغرقها في غمامة كثيفة، تتيح لإسرائيل بمواصلة إجراءاتها التهويدية، لما لم يصله التهويد بعد في الشطر الشرقي منها.

وإن كان بيان مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء الماضي، يشكّل نسبياً خطوة بالاتجاه الإيجابي والصحيح، ومؤشّراً على رؤية مستقبلية أفضل، إلا أنه لم يكن بالمستوى المطلوب فلسطينياً، إذ لم نجد فيه ما يشفي الغليل، ويُثلج الصدور، بل على العكس، جاء مخيباً للآمال، إذ لم يصل حتى لمستوى المسودة التي رفعتها السويد، والتي لم توافق عليها 27 دولة أوروبية، رضخت للضغوطات الإسرائيلية التي لم تدخر جهدا ً، لكي لا يرى المقترح النور منذ أن أعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي عن مقترحها.

وعلى الرغم من توقعاتنا بسلبية الموقف الألماني -على سبيل المثال- اتجاه المقترح، إلا أن موقف وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، مفاجئاً وصادماً للكثير من الفلسطينيين، الذين توقعوا تعاطفاً فرنسياً معتادا ً تجاه القضية الفلسطينية.

فقد كان المقترح يحمل انتصارا ًمهما ًلعدالة القضية الفلسطينية، إذ ظن الفلسطينيون أنهم وأخيرا ً، استطاعوا التأثير في السياسة الأوروبية، وحصلوا على تأييد دولي ولو بشكل بسيط، يمكن استثماره في حشد الدعم و تأييد الرأي العام العالمي، أو الاستجابة لتطلعات شعب فلسطين، الذي يعاني الأمرين من عذابات الاحتلال، وتخاذل السياسات الدولية المتواطئة مع إسرائيل بما تقتضيه مصلحتها، يُضاف إلى ذلك حالة متأصلة من الضعف واللامبالاة، التي تعتري الدول العربية.

لكن كما تعودنا دائماً أن نرضى بالقليل، ولا نلعنه، فهو أول الكثير، فإنه يمكن اعتبار البيان الأوروبي خطوة أولى، في طريق تبني المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية، فقد تضمن البيان التزام أوروبا، بقرارات الشرعية الدولية، حيث جددت التزامها بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس جزءاً من الأرض المحتلة العام 1967، والتشديد على عدم الاعتراف بشرعية التغييرات التي تجريها إسرائيل على هذه الأراضي، بما في ذلك الحدود، إذ أن تلك مدلولات تصب في عدم اعتراف أوروبا بالاستيطان القائم والقادم في الضفة الغربية والقدس، كما يدل على عدم اعترافها بشرعية ضم الأراضي التي يصادرها جدار الفصل العنصري، ولا بكل الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية القائمة بتهويد المدينة وتغيير ميزانها الديمغرافي، بطرد سكانها وسحب هوياتهم.

إسرائيل في كل الأحوال رحبت بالبيان رغم انتقاداتها على عدم دعوته مباشرة للمفاوضات، وسيلحق ذلك خطوات عملية، في سبيل تعزيز العقبات أمام تحريك العملية السياسية بشراكة أوروبية، وعليه فإنه يجدر بالاتحاد الأوروبي، عدم التردد في اتخاذ المواقف الموضوعية والحازمة، قبل أن تبادر إسرائيل بمواقفها المتطرفة، لتعطيل أي تسوية قائمة على العدالة المطلوبة بحق الفلسطينيين.

الآن، وبعد صدور بيان الاتحاد الأوروبي، ما هي الخطوات التي يتوجب علينا اتخاذها؟ وهل سيدعم البيان توجهنا لـمجلس الأمن لاستصدار قرار بحقنا في الدولة الـمستقلة على حدود الرابع من حزيران؟ وهل سنعمل باتجاه إنهاء الانقسام الفلسطيني، الذي يقلل الاحتمالات السابقة، ويساند إسرائيل في تحقيق توجهاتها، ويدعم الضعف والانقسام العربي اتجاه قضيتنا؟، ورغم أن البيان لم يتطرق للمفاوضات بشكل صريح ومعلن، لكن هل سنتحرك نحوها، قبل أن تلتزم إسرائيل بالوقف الكامل للاستيطان، وبالإقرار بالـمرجعيات الثابتة لهذه الـمفاوضات؟.

وفي كل الأحوال فإن جهودا ًحثيثة لا بد أن تبذل، على طريق الـمصالحة وإنهاء الانقسام، قبل أن يكون طلاقاً أبدياً، حتى نصل إلى ما يحقق لنا، القوة لمواجهة التحديات الـمصيرية بخصوص الدولة القادمة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required