مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مازال السؤال الذي يجول في صدور المواطنين الفلسطينيين هو ذاته منذ حوالي ما يزيد عن السنتين ونصف وحتى الآن، متى ستنجز المصالحة، وينتهي الانقسام؟، وهل حقاً يتعذر على قوانا السياسية وخاصة حركتي فتح وحماس تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية على أية مصالح فئوية ضيقة؟، وهل من المستحيل توفر الإرادة الجادة لإنهاء الانقسام، والوصول إلى صيغة تضعنا على أول الطريق خارج متاهته؟.

ورغم حالة الإحباط واليأس التي تعتري المواطن والقوى الشعبية والوطنية بإنجاز أي مصالحة، إلا أن الجميع يدرك أن إنجاز المصالحة والوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد، لوقف حالة التدهور المتزايدة والتي تعتري مختلف جوانب حياة المواطن، ولإنهاء معاناته اليومية، ولمواجهة المخاطر واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وتجاوزاته اليومية في الاعتقال ومصادرة الأراضي ومواصلة الاستيطان وطرد السكان المقدسيين من منازلهم وتهويد القدس، من أجل عرقلة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

والتصريحات التي أدلى بها الرئيس محمود عباس أمس الأول إثر لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، والتي أكد فيها على أهمية المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني، داعياً حماس في ذات الوقت إلى التوقيع على الورقة المصرية، قبل أي لقاء مع رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، إنما يدل على الموقف السياسي الفلسطيني المتمسك بالمصالحة والتوقيع على الورقة المصرية لإنهاء الانقسام، وإنما تأتي زيارة د.نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي بتكليف رسمي من قبل الرئيس محمود عباس، واجتماعه مع قادة حماس، في صورة للتأكيد على إعادة التواصل مع قطاع غزة وأهله، باعتبارهم جزء لا يتجزأ من الوطن، كمبادرة مطلوبة وتحسب لفتح، لكنها رغم ما حملته من معطيات إيجابية إلا أنها بحاجة لأن تكون أكثر من مجرد زيارة ودية، إذا ما أُريد أن تصب في جهود المصالحة.

ورغم أن زيارة د. شعث لم تستهدف فتح حوار مع حركة حماس بشأن الورقة المصرية، كما جاء على لسانه "أنا لم آت للتفاوض"، إلا أنها حظيت باهتمام كبير باعتبارها جاءت لمد جسور التواصل والتقارب، خاصة أنها كانت امتداداً لحملة التصريحات الإيجابية التي كانت حماس قد أطلقتها بالتزامن مع الزيارة، حول دور مصر على صعيد الشأن الفلسطيني أو إزاء المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، وواقع العلاقة مع مصر ومستقبلها، وهذا كله لابد أنه يعبر عن رغبة حقيقية لتجاوز مرحلة الانقسام والبدء بمرحلة جديدة بما يخدم مصالح شعبنا وقضيته العادلة، ولا سيما تصريحات إسماعيل هنية الذي أكد أن “فتح حركة غير محظورة في غزة”.

على أن اللقاءات التي أجراها د. شعث مع حماس والفصائل الفلسطينية، وحتى زيارة رجل الأعمال الفلسطيني المعروف منيب المصري الأسبوع الماضي، لا تعدو كونها محاولات في سياق إنجاز المصالحة وبحاجة لكثير من مواصلة العمل حتى تشكل نقطة تحول، لتصل بذلك إلى نقطة الحسم الفاصلة والمنتظرة.

وفي سياق المصالحة لا يمكننا أن لا تتطرق للقمة العربية بدورتها السنوية العادية والمنعقدة في آذار الـمقبل في ليبيا، حيث أن نجاح القمة لابد أن ينعكس إيجاباً على إنجاز المصالحة وتوفير الدعم العربي المطلوب لدعم القضية الفلسطينية في هذه مرحلة الحرجة، خاصة مع ما قيل حول تكريس الزعيم الليبي رئاسته للقمة بتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين والمصالحة بين عدد من الدول العربية.

والمهم في موضوع المصالحة هو أن لا تقتصر على الزيارات الميدانية والتصريحات والتعبير عن الرغبات الإيجابية، بل أن تتجاوزها إلى العمل والتغيير على أرض الواقع، وإلا فإننا ليس فقط لن نبرح مكاننا، بل وسنقضي على أي بصيص أمل لدى المواطن الفلسطيني، بالخلاص من عذاباه القائم ما بين الاحتلال والانقسام، وسنخذل طموحاته بدولته المستقلة، وحقوقه الثابتة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required