مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يصادف اليوم الثالث من أيار، الذكرى التاسعة عشرة ليوم الصحافة العالمي الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في الأمم المتحدة، يحيه الصحفيون الفلسطينيون إلى جانب زملائهم الصحفيين في العالم، بعد عام خسروا خلاله 36 صحفياً، في مختلف بقاع الأرض، ضحايا للكلمة الحرة، والدفاع عن العدالة والحقوق الإنسانية، هؤلاء دفعوا أرواحهم ثمناً لتذكير العالم الذي ضحوا من أجل حريته وحقوقه، بقضيتهم العادلة عسى أن يحظى من بقي خلفهم من الزملاء السائرين على الدرب بحقوقهم وحريتهم في نشر المعلومات والحقائق دون التعرض لهم أو تهديدهم.

وتأتي هذه المناسبة فيما تحضرت لها بالأمس قوات الاحتلال بإصابة مصور صحفي بجروح خطيرة بقنبلة غاز أصابت رأسه خلال تغطيته مسيرة سلمية في بيت لحم بالضفة الغربية، حين أطلقت القوات الإسرائيلية القنابل الصوتية والرصاص المطاطي على المتظاهرين بينما كانوا يحتجون على بناء الجدار والاستيطان، وقد ذكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) في بيان أصدره بهذه المناسبة أنه رصد 69 انتهاكاً بحق الصحفيين، منذ بداية العام الحالي منها 57 انتهاكاً ارتكب من الجانب الإسرائيلي و12 انتهاكاً من قبل الجانب الفلسطيني، وقال بأنه منذ مطلع عام 2008 قتل خمسة صحفيين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي وهم: فضل شناعة، وإيهاب الوحيدي، وباسل فرج، وعلاء مرتجى، وعمر السيلاوي.

فيما رصد التجمع الإعلامي الفلسطيني 14 انتهاكاً ضد الصحفيين في شهر نيسان الماضي، أكثر من عشرة منها من قبل جنود الاحتلال و خاصة أثناء تغطيتهم للمسيرات الأسبوعية في بعلين و نعلين و القدس المحتلة، و ثلاث حالات اعتداء على الحريات قامت بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في كل من الضفة والقطاع.

وقد طالعتنا الأمس واليوم البيانات والفعاليات التي تحتفل بهذه المناسبة، والتي في مجملها تشيد بالصحفيين، وضرورة ضمان حرية الرأي والتعبير لهم، والحقيقة أننا جمعياً ندعو لذلك صحفيين وغير صحفيين، لكن واقع الأمر أننا نعيش في منظومة متكاملة من الأطر والمجالات، التي تحتاج بمجملها إلى إعادة تأهيل وليس الميدان الصحفي فحسب، لذا فمتى إنصلح النظام التعليمي والصحي والقضائي والتنفيذي، فستتحقق الحرية للصحفيين وحرية التعبير عن الرأي للمجتمع كله، إلا أن البعض يؤمن بأن تحقيق حرية الصحافة هو المدخل لإصلاح كل النُظم الأخرى، متى كانت الصحافة هي المنفذ الأمثل للتعبير عن الرأي ووسائل الإعلام هي الطريقة الأسرع للدفاع عن حقوق المواطنين وكشف ظلمهم وتعرية ظالميهم.

فالصحافة كما هو معروف السلطة الرابعة، ولم تأخذ هذه التسمية من فراغ فهي بالفعل ذات قوة وتأثير فاعل حتى على السلطات الثلاث التي قبلها، التنفيذية والتشريعية والقضائية، -في المجتمعات التي تحترم حرية الرأي-، وبصلاح هؤلاء الثلاث ستصلح الصحافة وبفسادهم فإن فسادها محتوم.

والمهم قبل كل ذلك هو استقلالية الوسائل الإعلامية وعدم تابعيتها للسلطة أو الحكومة، وإلا كانت بوقاً ناطقاً باسم الدولة، كما هي حال معظم وسائل الإعلام الرسمية لدينا، فيما يتبع بعضها الآخر أهواء ورغبات الممول، في صورة إعلامية تنعدم معها الاستقلالية أو الموضوعية، وفي كل الأحوال فعند المطالبة بحرية الصحافة تجدر مطالبة الصحفيين أنفسهم باحترام هذه الحرية، والتزام معايير المهنية الإعلامية والعمل بضمير وإخلاص، وعدم التكاسل والتهاون في الدفاع عن الحقوق المجتمعية، وللأسف كثيراً ما نجد أن الصحافة في بلادنا، ما هي إلا صحافة الشعارات والبيانات دون تحرير أو حتى حذف أو إضافة أو تعديل، فيما نفتقر للصحافة الاستقصائية، والتي أهملها الصحفيون وتكاسلوا عنها، بعد أن تعرض الكثير من سبقهم لها بالضرب أو الإهانة ليس من الجهات المستهدفة بالتحقيق فحسب بل من قبل المجتمع والجهات المسؤولة أيضاً، وغيرها الكثير من القضايا التي يعاني منها ميدان الصحافة، بل حتى اللغة العربية لدى الصحفيين باتت ركيكة.

على كل حال فالوطن العربي يعاني من أزمة في الحريات، ويعيش حالة إنكار لها مدع ومتغن في كل المحافل بكم الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي التي ينعم بها مواطنوه، وهذا يذكرني بالنكتة التي تقول: أن أحد الزعماء في الوطن العربي قال أمام حشد من المواطنين نحن نشجع على الديمقراطية وباب حرية التعبير عن الرأي مفتوح للجميع، فقام أحد المواطنين متسائلاً: إذن أين حقوق الإنسان؟ أن حقوق المتقاعدين؟ أين حقوق المرضى بالعلاج؟...ثم بعد قليل: أين أنا؟ من انتوا؟ إلى أين تأخذوني؟ مين طفى الضوء؟...!!!!

ولطالما كانت مسألة حماية الصحفيين معضلة يصعب حلها خاصة في مجتمع مازال منغلق على ثقافة البوح بالحقيقة وإن كانت مٌرة على البعض وقبول الرأي الآخر، وفي هذا اليوم ندعو العالم أجمع أفراداً وحكومات لحماية الصحفيين، من أجل ممارسة عملهم كحماة لبوابة الحقيقية، واحترامهم وعدم التعرض لهم بالاعتقال أو الفصل التعسفي، أو الإهانة أو الضرب أو التهديد والترهيب، والدفاع عن حقهم في حرية التعبير عن الرأي، والحصول على المعلومات ونشرها، وحمايتهم وعدم التعرض لهم خاصة في مناطق النزاع وأثناء الحروب.

فهم حماة الحقيقة...والمجتمع مسؤول عن حماية حريتهم، ليتمكنوا من تأدية رسالتهم الإنسانية والمجتمعية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required