مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ها قد جاء الموقف الأمريكي على الجريمة الإسرائيلية بحق متضامني أسطول الحرية واضحاً وصريحاً على لسان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأربعاء، الذي عبر عن تأييده في حق إسرائيل في تفتيش السفن التي تتجه إلى غزة لمنع تهريب الأسلحة، وقال "لإسرائيل حق مطلق في الاهتمام بأمر مصالحها الأمنية كما لها الحق في القول إنها لا تعرف ما هي حمولة السفن المعدة لأناس يطلقون عليها آلاف الصواريخ"، في إشارة إلى مقاتلي حماس.

هذه هي المعادلة الإسرائيلية المقلوبة التي اعتدناها، الضحية تتحول إلى جلاد، والعكس، وهذه المرة أيضاً بمصادقة أمريكية، فما أقدمت عليه حكومة نتياهو اليمينية المتطرفة من قرصنة وقتل لمن كانوا على متن سفينة مرمرة ضمن أسطول الحرية المحمل ب10 آلآف طن من المعونات الإنسانية والغذائية والطبية لمليون ونصف المليون إنسان محاصر في قطاع غزة منذ أكثر من ألف يوم، كان دلالة واضحة على أنها لم تقيم وزناً لا للرأي العام الدولي، ولا لل 47 دولة ومنهم دول أوروبية التي تشكل منها الأسطول، ولا حتى للولايات المتحدة الأمريكية، ما لم تكن الأخيرة نفسها على علم بما ستقدم عليه القوات الإسرائيلية، وهذا ما تؤكده تصريحات بايدن الذي قال "أنه لا حكومة أمريكية في التاريخ "كانت صريحة وداعمة لأمن إسرائيل مثل هذه الحكومة". على اعتبار أن إطلاق النار من الطائرات على المتضامنين السلميين على متن السفينة وتركهم ينزفون حتى الموت، وحتى قبل إنزال فرق الكوماندوز من الطائرات كله يصب في ضمان أمن وحماية إسرائيل!!!.

وعودة على ذي بدء حيث سياسة المعادلة المقلوبة، فقد سارعت حكومة نتياهو المتطرفة لوصف من على متن السفينة بالإرهابيين، وسعت لإيجاد روابط بينهم وبين تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية، مستشهدة "بالأسلحة البيضاء" التي كانت على متن السفينة، وما هي إلا سكاكين مطبخ متواضعة بالكاد تقطع فيها السلطة أو سمك التونا.

وهذا ما تفعله دولة الاحتلال التي تحاول التنصل من جرائمها بالترويج لروايتها المُختلقة والتي تُنقل عبر كل الوسائل الإعلامية العالمية، ففي كل مرة ترتكب هي مصيبة وجريمة بحقنا، تزداد صورتنا سوءاً وتشويهاً في نظر العالم، وكل ذلك لأنها تدرك حقيقة اللعبة الإعلامية والتي ترصد لها ميزانية تفوق ميزانية الإعلام للدول العربية مجتمعة.

أما المثير للسخرية الحقيقية هو اقتراح الولايات المتحدة بأن تحقق إسرائيل مع نفسها أي أن يشكل رئيس الحكومة الإسرائيلية لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة بمشاركة مراقب أمريكي، وكأن المجرم سيعاقب نفسه على جريمته، التي لم يعترف بها أصلاً، في حين قرر مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة، يوم أمس الأربعاء، تشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة للوقوف على انتهاكات القانون الدولي الناجمة عن مهاجمة أسطول الحرية، وهذا ما عارضه القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية، موشي يعالون، مشيراً إلى أنه يجب الاكتفاء بالتحقيق العسكري الذي يجريه الجيش الإسرائيلي.

والحقيقة أن المواقف الدولية لم تكن بالمستوى المطلوب، حتى أنها هذه المرة لم تكتف بالحيادية والدبلوماسية بحيث لا تغضب أياً من الطرفين، بل أن الموقف الأوروبي جاء بعيدا ًعن الحدث، أو كما يقال في المثل الشعبي "غايب طوشة"، حيث تفاجئنا بتصريح على لسان الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي قال: أنه غير راض عن عدم تكافؤ القوى فيما حصل على متن سفنينة مرمرة!!!!، وكأنها حربا ً بين قراصنة المتوسط والمعضلة الوحيدة أن القوى لم تكن متكافئة؟؟

فيما حاولت الدول العربية في اجتماع قمتها الطارئ في الجامعة العربية، المطالبة بضرورة رفع الحصار عن غزة، وتخليص سكانه من المعاناة وكأنهم لم يعرفوا عن الحصار وضحاياه الذين يسقطون يومياً على مدار ثلاثة أعوام إلا بعدما جرى، وهذا بالنسبة للموقف الرسمي فيما تستمر على المستوى الشعبي في الدول العربية وفي العالم المسيرات ومظاهرات الاحتجاج المطالبة بمحاكمة إسرائيل، وقد خفف فتح معبر رفح من قبل المصريين حدة الأزمة.

على كل حال ليس من جديد في ردود الفعل العربية والدولية التي اتسمت بالبلادة والميوعة كما في كل مرة رغم اتساع دائرة الضحايا هذه المرة وعدم اقتصارها على الفلسطينيين فحسب، فيما جاء بعضها لرفع العتب وإثبات الوجود، والآخر جاء ضبابياً مغمغماً، وأكثرها سخرية ذاك الذي يطالب إسرائيل بمحاسبة نفسها على ما فعلته، وبين كل هذا وذاك نعود ونقول كما يقول المثل: "يا فرعون مين فرعنك، قال لم أجد من يردني"، وهاهي إسرائيل كالطفل المدلل الذي تريد منه أن يختار لنفسه عقاباً على أخطائه، فيحرم نفسه لأسبوع من "الجيم" النادي الرياضي، ومن السيارة.

فمتى يحاكم المجرم ويحاسب على جرائمه؟؟ أم أن العالم ينتظره ليحاكم ويعاقب نفسه بنفسه؟؟ وأخشى أنه وحتى يحين موعد العدالة قد يضطر آخرون لدفع أرواحهم ثمنا ً لهذا الدلال!!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required