مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


شهدت الأيام الاخيرة تصعيدا خطيرا من جانب القوات الاسرائيلية كان آخره المجزرة البشعة التي ذهب ضحيتها القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية نايف ابو شرخ ورفاقه سامر عكوبة وعمر مسمار ووجدي القدومي ونضال الواوي من كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح، والشهيد جعفر المصري من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وفادي البهيتي الشيخ ابراهيم قائد سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.

تأتي هذه المجزرة الاسرائيلية انسجاما مع مواصلة أعمال بناء جدار الفصل العنصري والقتل والتنكيل والعقاب الجماعي الذي يمارسه الاسرائيليون بحق الشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم تزامن ذلك مع تكثيف الجهود المصرية لانعاش مسيرة السلام والاشراف على تدريب قوات الأمن الفلسطينية لتتولى إدارة قطاع غزة بعيد الانسحاب الاسرائيلي منه.

المجزرة الاسرائيلية الاخيرة، حظيت بالتنديد من بعض الدول منها مصر التي قال وزير خارجيتها ان مصر "تدين هذه التصرفات العدوانية وتعتبرها مخالفة لأي رغبة حقيقية تعلن عنها اسرائيل في التوصل الى سلام". كما علق العاهل الأردني بالقول "إن استمرار العنف سيشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق أي تقدم في مفاوضات السلام".

أما المقاتلين الفلسطينيين، فردوا على المجازر الاسرائيلية بقتل اسرائيليين في سدروت بقصف صاروخي في غزة، اضافة الى قتل جندي اسرائيلي من خلال تفجير موقع اورحان العسكري قرب غوش قطيف.

وعقب الرد الفلسطيني اجتمعت الدوائر الأمنية الاسرائيلية برئاسة شاؤول موفاز للتباحث في الرد على تلك العمليات التي وصفت بأنها تطورا جديدا في تكتيك المقاومة الفلسطينية. تلك العمليات التي عقب عليها شارون بالقول أمام قادة أجهزته الأمنية: "محظور السماح للارهاب بعرقلة فك الارتباط . لن أسمح لهم بتحطيم الانسحاب. اسرائيل لن تمر بصمت على ما حصل، ونحن ملزمون بأن نجبي منهم ثمناً باهظاً. محظور التنازل لهم . يجب المس بالمرسلين."

وعلى هذا، فمن المرجح ان تشهد المنطقة تصعيدا في العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، طالما انهم لا يريدون ان ينظر اليهم انهم خرجوا من قطاع غزة فارين مهزومين. ولم تتأخر الطائرات الاسرائيلية في قصف عدة مواقع وأبنية فلسطينية في غزة.

ويواكب هذا على التصعيد العسكري، تراجع سياسي. فمن الملاحظ ان شارون الذي لم يلتق بالوزير عمر سليمان خلال زيارته الأخيرة الى المنطقة، يدأب على التأكيد انه لا يريد للمصريين ان يلعبوا دور الوسيط ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين وان ينحصر دورها في فرض النظام، مما يوحي بأن شارون لا يريد ان تكون خطته مقدمة لتنفيذ خارطة الطريق التي تنتهي باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. فهو يريد حل مرحلي طويل الأمد لعشرات السنين، يتخذه من جانب واحد وبعيدا عن اي شريك فلسطيني خشية اضطراره تقديم بعض "التنازلات" تزيد عما ينوي تقديمه للفلسطينيين.

وليس هناك ادنى شك من ان هذه السياسات تجر الويلات على الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي والمنطقة بأسرها. ولقد أعرب وزير الدفاع الاسرائيلي في تصريحات صحافية ان الفقر والضائقة تشكلان التهديد الاستراتيجي لدولة اسرائيل. وبدون ادنى شك، ان اقامة السلام العادل ومنح الفلسطينيين حقوقهم يمهد الطريق أمام خروج اسرائيل من أزماتها. والطريق الى السلام الحقيقي يتطلب فقط اللجوء الى الشرعية الدولية والاحتكام لمقرراتها واستبدال عقلية تحطيم العدو قبل الجلوس معه للمفاوضات، بعقلية الندية والاحترام المتبادل وتفهم المصالح المشتركة للطرفين، حيث ان العنف لم يجر الا العنف.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required