مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

"مزيد من الوقت والصبر" هو ما يحتاجه الأمر لتطبيق اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من وجهة نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ففي لقاء صحفي له مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية حول إمكانية التوصل إلى سلام تفاوضي؟ وإمكانية تطبيقه بحلول 2012؟، أكد أن التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ممكن ولكن تطبيقه يحتاج إلى الكثير من الصبر.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الدولة الفلسطينية المنتظرة سترى النور يوما ما قبل 2012 على ما يأمل الجانب الفلسطيني، أجاب نتنياهو: "أعتقد انه يمكن التوصل الى حل. ولكن ربما يتأخر تطبيقه، لأن الوقت عامل مهم في التوصل إلى حل".

إذن الوقت والصبر هو ما يطلبه نتياهو. أما بالنسبة للوقت فأعتقد أننا كفلسطينيين أكثر من أعطى الوقت للطرف الإسرائيلي في سياق الصراع، وهو الأمر الذي حصدنا عواقبه لاحقاً، ورغم ذلك قد يكون الوقت متوفراً دائماً، ولكن مع اختلاف القيم الزمنية بمعنى أن إعطاء الفلسطينيين للمفاوضات 18 سنة في المرحلة السابقة من عمر القضية الفلسطينية، لا تعادلها نفس الفترة في الوقت الراهن وفي ظل التغيرات المرحلية التي طرأت على الأرض، فالسنوات في عمر الشباب لا توازي السنين في عمر الكهولة (أي كهولة القضية). أما الصبر الذي تحدث عنه نتياهو، "فله حدود" كما قالت كوكب الشرق أم كلثوم، وقد صبرنا على الظلم والهوان حتى مل الصبر من صبرنا، وما عدنا بحاجة للصبر على سرقة الوقت والأرض الذي تمارسه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

الإعلام الإسرائيلي مافتئ يطالعنا يومياً بأخبار وتوقعات متفائلة حول مصير المفاوضات، وآخرها كان اليوم حين نقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر: انطلاق المفاوضات المباشرة بداية شهر أغسطس المقبل، و"إن السلطات الإسرائيلية والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهم حول إطلاق هذه المفاوضات في أسرع وقت ممكن، مشيرةً إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يمارس ضغوطه على الجانب الفلسطيني ليوافق على ذلك".

وبالتالي فمن المرجح أن تنصب جهود المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، والمقرر وصوله للمنطقة الأسبوع الجاري في إطار هذه الجهود الأمريكية من أجل الضغط على الجانب الفلسطيني للموافقة على الذهاب لمفاوضات مباشرة، متى ما لم تحقق المفاوضات غير المباشرة تقدماً يُذكر، ولهذا السبب الأخير بالذات ما زالت القيادة الفلسطينية متمسكة بموقفها الرافض للذهاب لمفاوضات مباشرة، في حين لم تقدم الحكومة الإسرائيلية أي خطوات تظهر اكتراثها بالتقدم في هذا السياق -وخاصة في موضوع الاستيطان والتجاوزات اليومية-، فيما يبدو تراجع الولايات المتحدة الأمريكية في الكثير من المواقف لصالح الحكومة الإسرائيلية، خاصة بما يبديه أوباما من استعداد للضغط على الجانب الفلسطيني من أجل الموافقة على الذهاب لمفاوضات مباشرة في ظل عدم التزام إسرائيل بالشروط الفلسطينية.

ويبدو أن ممارسة الضغط هو الخيار الأسهل الذي ستلجأ له الإدارة الأمريكية، بعد أن اكتشفت عجزها عن كبح جماح الغطرسة والغرور الإسرائيلي، وبالتالي فعلى الأرجح فإن أوباما وعلى لسان مبعوثه جورج ميتشل سيحاول الضغط مستشهداً بما تسميه إسرائيل ب"بوادر حسن النية"، والتي تنحصر في "مناقشة وتدارس" "رزمة التسهيلات" التي تنوي حكومة نتياهو تقديمها للسلطة الفلسطينية من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين.

وإذا ما اطلعنا على ما تسميها إسرائيل "بالتسهيلات" سنجد أنها حتى لا تٌقارن بالوضع الذي كان قائماً قبل الانتفاضة الثانية في سنة 2000، فمن هذه التسهيلات إزالة عدد من الحواجز العسكرية في الضفة الغربية من أجل تسهيل الحركة بين المدن الفلسطينية ووقف الاقتحامات لبعض المدن الفلسطينية في مناطق (أ)، والسماح للسلطة الوطنية الفلسطينية بفتح ستة مراكز شُرطية في مناطق مصنفة (ب) على أن يكون دور الشرطة الفلسطينية المحافظة على الأمن العام والقضايا الجنائية فقط، أما القضايا الأمنية فتبقى في يد أجهزة الأمن الإسرائيلية، لكن بالطبع لم يتم التطرق لموضوع تجميد الاستيطان الذي سينتهي في 27 أيلول القادم، ولا لموضوع القدس بكل الملفات المتعلقة فيها، ولا لحصار غزة الخانق، ولا حتى لقضية تبادل الأسرى مع الجندي الأسير شاليط ولا لقضايا الأمن والحدود .

إذن فهل سترضخ القيادة الفلسطينية للضغوطات الأمريكية وتقبل الذهاب لمفاوضات مباشرة وفق المعطيات المتاحة والتجاوزات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية، وهل ستقبل أن تتنازل أكثر عن شروطها التي حٌجمت أصلاً بالذهاب في البداية إلى ما استحدث على تسميته اصطلاحاً في العملية السياسية الفلسطينية ب"المفاوضات غير المباشرة"؟ وأين الدول العربية من العملية أم أنها ستتقمص دور المتفرج؟..نأمل أن لا تطيل علينا الأيام القادمة والتي لاشك تحمل الإجابة في طياتها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required