مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد ما يقارب الأسبوع على توقيع مجموعة من الأكاديميين والممثلين والفنانين الإسرائيليين على عريضة أكدوا فيها رفضهم تقديم أي عروض مسرحية في مستوطنة "ارئيل" كبرى المستوطنات في الضفة، أعلنت صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية اليوم، انضمام 150 من الفنانين الأمريكيين للإسرائيليين بمقاطعة نشاطات المستوطنات، انطلاقاً من رفضهم استخدام الفن لتحويل الاحتلال إلى أمر طبيعي ومقبول، وحيث وصف الفنانون الأمريكيون قرار زملائهم من إسرائيل بالشجاع.

والحقيقة أن انضمام الفنانين الأمريكيين إلى الإسرائيليين وتبنيهم قرار المقاطعة هو بحد ذاته أيضاً من الشجاعة بمكان خاصة في مثل هذا الوقت، التي يتم فيه الترتيب للشروع في مفاوضات مباشرة إسرائيلية فلسطينية برعاية أمريكية، وفي ظل استمرار العمل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، لكن ورغم ذلك واعتبر الفنانون الأمريكيون في رسالتهم أن مستوطنة "أرئيل" غير شرعية وتتنافى والقانون الدولي وتشكل عقبة في سبيل تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وهذا ما أكده وقاله أحد الممثلين الإسرائيليين ويدعى "يهوشع سوبول" أن مستوطنة "أرئيل" تقع على أرض محتلة، ولا ينبغي على أي فنان إسرائيلي أن يقدم عرضاً في أرض محتلة سواء في ارئيل أو أي مستوطنة أخرى لأن هذا يناقض القانون الدولي، وأنه بإمكان سكان مستوطنة "أرئيل" أن يسلكوا الطريق إلى تل أبيب ويشاهدوا عروضنا.

وبالطبع فإن مثل هذه المواقف لم تمر مرور الكرام في مجتمع عنصري ومتعصب كالمجتمع الإسرائيلي، فهو يثبت أنه لا يحترم وجهات النظر المختلفة، وهو عنصري تجاه كل من يخالفه في الرأي، فقد أثارت هذه المقاطعة حفيظة المستوطنين والعاملين في مجال المسرح الإسرائيلي واليمين الإسرائيلي، وقوبلت بتحفظات وردود فعل غاضبة خاصة أنها صادرة من عقر دارهم ومن أبناء جلدتهم، وكما يقال "شهد شاهد من أهله"، وهذا ما أضعف موقف الحكومة الإسرائيلية خاصة بعد الحملة القوية التي شنتها القوى الوطنية وبدعم وتشجيع من السلطة الفلسطينية لمقاطعة بضائع المستوطنات، والتي كان لها تأثيراً واضحاً بحيث أن الأضرار التي لحقت بقطاع إنتاج المستوطنات دفعت الحكومة للتخبط وتهديد السلطة إن هي استمرت بهذه الحملة، وهذا في واقع الأمر ما فتح أعيننا على أهمية هذا السلاح الذي هُجر وترك لسنوات طويلة ألا وهو المقاطعة والمقاومة الشعبية التي أتت أوكلها بعد أن استنفذنا كل الوسائل والسبل المشروعة وغيرها.

إن ما يميز هذه المقاطعة هو أنها صادرة من أكاديميين وفنانين إسرائيليين وأمريكيين، وهذا كفيل بأن يسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين من جراء هذا المد غير المتوقف من المستوطنات التي تلهم الأراضي الفلسطينية، بما يعزز الحقوق والمطالب الشعبية، ليس فقط لأنها تستهدف الوجود غير الشرعي وغير القانوني للمستوطنات في الضفة الغربية، ولكن لأنها خارجة ممن هم غيروا فلسطينيين أو حتى عرب، بل من مواطنين إسرائيليين يحملون الولاء للدولة اليهودية، أو حتى أمريكيون أي مواطنو الدولة التي تعتبر الحليف الأول لإسرائيل.

هذا النوع من الكفاح ليس اختراعاً فلسطينياً، المهاتما غاندي أكبر مثال على نجاعة هذا السلاح، غاندي بدأ بمقاطعة الملح الإنجليزي، وحرض شعبه على استخراجه من البحر وسجن هو بسبب ما عرف بمسيرة الملح، ومن هنا لابد من استثمار مثل هذا الموقف وهذه المقاطعة من أجل فضح إسرائيل وحملها على التوقف عن قضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات في الضفة الغربية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required