مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في الآونة الأخيرة، لوحظ تفكير جدي عند عدد كبير من الشباب بالهجرة من الوطن الذين قال بعضهم إنهم فقدوا الأمل فيه. وما نتائج مسح الهجرة الذي أعلن الجهاز المركزي للإحصاء عنه اليوم إلا دليل واضح على تعمق حالة الكآبة وفقدان الأمل خاصة في أوساط الشباب.

فأورد التقرير أن ثلث المهاجرين للخارج تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 عاما، وأن أقل من الثلث الآخر كانت أعمارهم ما بين 30 إلى 44 عاما.

وعدا عن إكمال التعليم التي هاجر 33% لأجله، أشار عدد من المستطلَعين أن الأسباب التي دفعتهم للهجرة للخارج هي غير ذلك، فقال 15% أن هدفهم كان تحسين الظروف المعيشية، فيما عبر 15% أنهم سعوا لذلك لعدم توفر فرص عمل مناسبة.

لكن الدراسة والتعلم في الخارج كثيرا ما تكون مدخلا للهجرة. ولأن الكثير من الدول تقدم منحا دراسية للطلبة الفلسطينيين، يعتقد البعض أن هذه الفرصة هي وسيلة للسفر إلى بلاد الاغتراب، ريثما يقررون الوسيلة الأفضل للبقاء هناك. وقد يكون ذلك محاولة إيجاد فرصة للعمل، أو الزواج من مواطني تلك الدولة أو طلب اللجوء فيها.

هذه القضية تحتاج وقفة جدية لمخاطبة الأسباب –غير الشخصية- المؤدية للهجرة ومعالجتها، والتي عادة ما ترتبط بالفقر وانعدام الأمل بالمستقبل الأفضل، وعدم استغلال الطاقات الموجودة بالشكل الأمثل، خاصة على ضوء النظرة المستقبلية التي أوردها تقرير الإحصاء.

فما اعتبره المسح "نسبة منخفضة" في الرغبة في الهجرة لم يكن منخفضا البتة. إذ أعرب 13% من الأفراد المستطلعة آراؤهم (15-59 سنة) أنهم يرغبون في الهجرة، وتصدرت دول كالولايات المتحدة والأردن والخليج العربي قائمة الدول المرغوب بالهجرة إليها.

لكن الرقم المقلق هو ذلك المرتبط بالتعليم، فقد أشارت النتائج إلى أن نسبة المهاجرين ممن لا يحملون أي مؤهل علمي لم تتجاوز 1%، وأن ثلث إجمالي المهاجرين يحملون شهادات بكالوريوس فأعلى. أي أن معظم المهاجرين هم من المتعلمين وحاملي الشهادات والوعد بمستقبل أفضل.

ومع أن الهجرة الكمية من فلسطين التي تقابلها الهجرة إلى إسرائيل هامة، لكنها لن تؤدي إلى خلل ديموغرافي يهدد الوجود الفلسطيني خاصة في ظل وجود الكثير من المواطنين الذين يختارون الصمود على الأرض والبقاء عليها رغم كل المحاولات الإسرائيلية.

إذا فهجرة العقول الشابة هي الهامة كونها تحمل بعدا آخر، وهو الفرص التي يمكن أن يحصل عليها هؤلاء الشباب في بلاد أخرى تحسن استغلال طاقاتهم. الأمر الذي يلقي بظلال كبيرة على شعب يحتاج للاستفادة من كل الطاقات والإمكانات البشرية الموجودة وهو على طريق استقلاله.

بارقة أمل، حملها التقرير، يمكننا استغلالها. فقد بينت النتائج أن أكثر من ثلاثة أرباع الأفراد المستطلَعين قالوا إن شعورهم بالراحة فقط في الأراضي الفلسطينية، وأنها أرض مباركة هو السبب وراء عدم رغبتهم في الهجرة. وهذا يعني أن العديد يضطرون للهجرة مكرهين، بسبب حالة من الإحباط والملل يتحمل طرفان أسبابها؛ الأول هو القيادة الراعية للشعب، موضوع تمكن معالجته بإعطاء دور فاعل للشباب وسن القوانين واتخاذ الإجراءات الداعمة لهم كخفض سن الترشح للانتخابات على طريق دمج الشباب في طريق بناء وتنمية وطنهم.

وثانيهما هو النظرة السلبية التي تنتاب الشباب وشعورهم باليأس والإحباط الذي يمكن تحويله إلى طاقة ايجابية واستغلالها في العمل والبناء لمستقبل أفضل ودولة مستقلة طال انتظارها.

نداء ابراهيم هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required