مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

شابٌ مصري من ميدان التحرير قرر تلحين الهتافات التي رددها المتظاهرون ضد النظام طيلة الأسبوعين الماضيين. ليلة السبت غنى رامي عصام مع المتظاهرين أغنية "ارحل" والتي يقول مطلعها "كلنا أيد واحدة، طلبنا حاجة واحدة، ارحل، ارحل... يسقط يسقط حسني مبارك.."

هذه الأغنية المبتكرة إضافة إلى لافتات حملها المتظاهرون بعضها طريف كـ:"ارحل يعني امشِ، شكلك واحد مبتفهمش" وأساليب المصريين في تأمين الطعام والشراب لمتظاهري ميدان التحرير، تدل على إبداع المتظاهرين من جهة، والتزامهم بقضيتهم من جهة ثانية، ناهيك عن ما تؤكده من إيمان الكثيرين منهم بدوافعهم وثورتهم، الأمر الذي منع تلك الثورة من أن تكون عابرة أو تفريغاً لانفعالات لفظية تزول بعد حين.

وفي وقت سابق من ذلك السبت 5/2، خرج مئات الفلسطينيين المتضامنون مع الثورة المصرية إلى شوارع رام الله وبيت لحم للتعبير عن تأييدهم لسعي الشباب المصري للتخلص من نظام حَكَمَه 3 عقود.

وفي رام الله، تجمع المتظاهرون عند دوار المنارة في رام الله، ثم ساروا باتجاه شارع ركب رافعين الأعلام الفلسطينية والمصرية، وهدفهم تحية الشعوب في تقرير مصيرها.

عدة بوادر طيبة حملها هذا التجمع من تأكيد على حرية التعبير التي اعتادها الشارع الفلسطيني وخاصة ذلك الذي في الضفة كجزء من أساسيات الديمقراطية.

لكن كان من المؤسف أن تتضمن المسيرة إحراق علمين لأميركا، حيث لم تُفهم علاقة أميركا برفض الرئيس المصري حسني مبارك التنحي عن منصبه، علما بأن الأميركيين أيدوا الشعب المصري. هذا فضلا عما يؤدي إليه حرق الأعلام من إرسال رسالة خاطئة استغلها الإعلام الأجنبي بوضعه صورة حرق العلم الأميركي للتعبير عما جرى في المظاهرة.

وبغض النظر عن عدم التخطيط لتفصيل صغير هو إحضار مكبر للصوت، كان ملاحظا العدد الكبير من الهاتفين "المحمولين على الأكتاف"، فكل منهم "استلم" مجموعة وأخذ ينادي بالشعارات، إلى الحد الذي انقسمت فيه المسيرة لأكثر من قسم يردد كل منه شعارات مختلفة تحت قيادة "هتافين" متعددين.

وبين شعارات كـ "الشعب يريد إنهاء الانقسام و"الشعب يريد إنهاء عريقات وأسلو" التي أطلقها بعض المتظاهرين أو "الشعب يريد محمود عباس" ظهر عطش الناس للتجمهر والتعبير عن قضايا كثيرة تمسهم. وفُهم من ذلك أن هناك تأثيرا كبيرا لقرار منع التجمعات السياسية على ثقافة التظاهر، خاصة بعد الحسم العسكري لحركة حماس والذي أدى للانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتلافي بعض السلبيات التي جاءت في التظاهرة يبدأ بالدعوة إلى تكريس حرية التعبير عن الرأي وتشجيع الناس على ممارسة حق التجمع والاختلاف والتظاهر السلمي.

افتقد بعض الشباب للحكمة عندما سعى جزء منهم لاستفزاز الشرطة الفلسطينية، خاصة ما صدر عنهم من إشاعات حول تأهب الشرطة "لتكسير عظم" المتظاهرين.

بدا هذا أيضا عندما خرج البعض للتظاهر يوم الأربعاء 2/2 دون إعلام الشرطة حسب القانون –وهو ما فعلوه عندما مُنعت تظاهرتهم أول مرة- بعدما شهدوا مسيرة مؤيدة لمبارك، في خطوة انفعالية منعتها الشرطة –كما كانت الأوامر حينها- واعتقلت بعض منظميها، وهذا ما جعل أصبع اللوم يوجه نحو الشباب لتسرعهم وانفعاليتهم بدل أن يكون موجها لقرار منع التظاهر.

وهذا يقودنا للإشارة إلى أن خطأ السلطة المتمثل في قرار منع التظاهرات المؤيدة للشعبين المصري والتونسي والذي عادت عنه، أو أخطاءها الأخرى لا يمكن تشبيهها بقمع النظام المصري خاصة ما تابعناه من أفعال الأمن المركزي بشعبه.

انتهت مظاهرة رام الله بمغادرة البعض وبمناوشات لم تُفهم أسبابها بعد حضور شباب حاملين لافتة مؤيدة للرئيس محمود عباس بين بعض المتظاهرين والمؤيدين وبعضا من أجهزة الأمن، قيل لنا أن البعض اعتقل من قبل الأجهزة الأمنية فيما سمعت صوت إطلاق رصاصة فيما علت أصوات هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" نظر إحدى المتظاهرين لصديقه باسماً ثم قال: "لم نقل أي نظام!".

وبرغم تلك النقاط، ضمت التظاهرة مواطنين خرجوا بهدف إيصال رسالة للشعب المصري تقول: "نعم معكم". وهؤلاء ممن يؤمنون بحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها يُعوّل عليهم في فهم ما تمثله التظاهرة من تمثيل لحالة الشارع الفلسطيني.

إذاً كانت هناك العديد من الدروس المستفادة من هذا التجمع. والفرصة التي أمامنا الآن هي في استغلال هذه التظاهرة بجعلها أساسا يمكن العمل عليه من أجل تحقيق الأفضل. يكفي أن خروج المسيرات التضامنية مع الثورات العربية بعد فترة من منعها يحمل الأمل الكبير.

رابط أغنية "ارحل" على You Tube

نداء ابراهيم هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required