مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

وكأن الفيتو الأميركي الذي عطل مشروع قرار من شأنه إدانة الاستيطان، نزل كالهدية على الحكومة الإسرائيلية. هذا ما يمكن أن يستشف من موجة الاعتداءات الميدانية المتصاعدة بعيد الفيتو، خاصة من المستوطنين الذين أصبحت أنباء اعتداءاتهم على المواطنين، وتجريفهم الأراضي واقتلاعهم زيتونها أخبارا يومية.

يقينا، لم تكن حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية بانتظار دافع أو مبرر لاعتداءاتها وانتهاكاتها المتواصلة للقوانين الإنسانية والدولية، لكن موقفا أميركيا كهذا، عدا عن دلالاته وتأثيراته السياسية والدبلوماسية، يبعث على الشعور بأن إسرائيل، وخاصة مستوطنيها، اعتبروه الضوء أخضر للاستمرار في سياساتهم العدوانية تجاه الفلسطينيين.

وتحت حجة الرد على الصواريخ المحلية الصنع التي تطلق من قطاع غزة على بلدات إسرائيلية، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إسرائيل ستصعد هجماتها ضد قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة، مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، والتي تشمل القطاع في نطاقها، قالت إن الجيش سينفذ عمليات تصعيد ممنهجة ضد حركات المقاومة في القطاع. وألمحت المصادر إلى أن "المؤسسة الأمنية منزعجة من دقة التصويب في تلك الصواريخ التي تدل على مهارات تدريب عالية اكتسبت خارج القطاع"، علما بأن هناك آلافا من الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، يسقط معظمها على مناطق خالية، مكتفية بتسبيب "الذعر".

لكن هذا التصعيد الإسرائيلي وتشبث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بمواقفه، جعل حتى أصدقاءه يقولون: كفى!، فبحسب صحيفة هآرتس وجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انتقادا شديدا لنتانياهو كونه لم يفعل شيئا لتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين. وكان نتانياهو في محادثة هاتفية مع ميركل عبر عن "خيبة أمل" اسرائيل بعد قيام ألمانيا بالتصويت بالموافقة على مشروع قرار يدين الاستيطان، ما أدى إلى أن ترد عليه ميركل بالقول: "كيف تجرؤ، أنت الذي خيبت أملنا ولم تقدم خطوة واحدة لدفع عملية السلام".

ورغم تأكيد نتانياهو لميركل أنه بصدد إطلاق مبادرة دبلوماسية وأنه ينوي إلقاء خطاب حول عملية السلام "خلال اسبوعين أو ثلاثة"، لم تبد ميركل وكأنها اقتنعت بكلامه، بحسب المصدر.

وبدل من اعتباره تحذيرا، واضح أن حكومة نتانياهو أخذت ما تريد أن تراه من عملية التصويت على قرار إدانة الاستيطان، وهو تأييد الإدارة الأميركية لها -رغم ما كان يتردد في الجانب الفلسطيني عن آمال في إدارة الرئيس الأميركي باراك إوباما- ، ولم تلق بالا لما يقال أنه "بداية عزلة دولية ضد إسرائيل" الذي ظهرت خيوطه في إجماع دولي لإدانة الاستيطان كاد أن يتحقق في مجلس الأمن، ولا للإحراج الذي تسببه إسرائيل لحلفائها الدوليين. إسرائيل تبدو اليوم في حالة من العنجهية والغرور فقدت معها تفكيرها السياسي بعيد الأمد.

وأمام هذه التغيرات التي بدأت تبزغ في المنطقة العربية، يتضح أن حكومة إسرائيل الآن هي في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى دعم حلفائها في المجتمع الدولي، في مواجهة حالة عدم الاستقرار الراهنة. لكن حكومة نتانياهو بكبريائها تفضل أن تدير ظهرها للعالم وتربت على أكتاف مستوطنيها في "يتسهار" و"عوفرا" وغيرها تحت حجج الحفاظ على أمنها، هذا الأمن الذي تهدده سياساتها أكثر من أي شيء آخر.

نداء ابراهيم هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required