مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لفت نظري التعبير الذي استخدمه الصحفي حسن البطل في مقاله اليوم في صحيفة الأيام لوصف ممارسات الاحتلال ومستوطنيه اليومية في الضفة الغربية بأنها حرب إبادة لكنها "بالتقسيط"، وهي بالفعل كذلك سواءً في الضفة أو في قطاع غزة الذي لم يتوقف العدوان عليه منذ "عملية الرصاص المصبوب" التي بدأت في كانون أول عام 2008، وما جرى في الأيام القليلة الماضية هو مجرد تصعيد وليس استئناف، فهو عدوان مستمر ولكنه بالتقسيط.

وبحسب ادعاء حكومة الاحتلال فإن هذا العدوان جاء رداً على حادثة إصابة مدينين بصواريخ فلسطينية، لكن من السهل أن نربط توقيت هذا التصعيد الذي اتخذ منحى تصاعدياً عندما عادت التحركات من أجل إعادة لحمة الوطن ورأب الصدع الفلسطيني الداخلي، وإن كانت لم تتحقق حتى الآن، لكن وبالرغم من ذلك فإن مجرد طرح الفكرة أثارت جنون نتياهو وحكومته اليمينية المتطرفة أيما جنون، فاتسمت ردة فعل آلة الحرب الإسرائيلية بالكثير من الارتباك والعدوانية ما يشير لتخبطها وتخوفها من إتمام الوحدة الوطنية، فأطرقت تستهدف المقاومين وتقصف المدينين حيث استشهد 19 شهيدا ً ما بين رجال وأطفال ونساء بالإضافة إلى عشرات الجرحى خلال عدوانها الأيام الماضية على قطاع غزة، واضعة القيادة الفلسطينية بين خيارين إما استمرار الانقسام الذي سيضمن لنا الأمن والاستقرار الوهميين التي تدعيهما في غزة، وإما الوحدة الوطنية التي ستجلب نار الحرب وويلاتها على غزة.

وهي بعدوانها هذا ترد على أي محاولة أو مبادرة فلسطينية كانت أو عربية للمصالحة، خاصة بعد الاستعدادات التي أبدتها مصر للوساطة، أو المحاولات المرتبطة برفع الحصار عن غزة، كمبادرة أسطول الحرية 2 القادم من أوروبا والذي سارعت إسرائيل بالذهاب للأمم المتحدة حيث طالبتها بالتدخل لمنع وصوله إلى شواطئ غزة.

وهو إن ادعت أنها قبلت بالتهدئة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية إلا أنها عدلت عنها، فقرار الحكومة الإسرائيلية الذي اتخذته أمس، وينطوي على متابعة التصعيد ضد قطاع غزة، يدل دلالة واضحة على الهدف الذي تريد حكومة اليمين المتطرفة الإسرائيلية تنفيذه منذ توليها بتصفية المقاومة وتصفية رموز حماس وتعطيل مجريات المصالحة وغلق كل الطرق المؤدية إليها، وهي تحاول جاهدة الآن لإفشال الجهود الأوروبية التي تعمل كما تشير المصادر الصحفية إلى الدعوة لاستئناف المفاوضات التي تعثرت بسبب التعنت الإسرائيلي الذي لم يمتثل لمواقف الإدارة الأمريكية التي فشلت في المضي بالعملية السلمية، بالإضافة إلى محاولتها الإشاحة بأنظار الجميع عن مخططاتها الاستيطانية العنصرية التي تنفذها في الضفة الغربية.

وإن هذا العدوان المستمر وهذا العنف المتطرف الذي يعكس طبيعة المجتمع الإسرائيلي ومطالبه بالاجتثاث من الفلسطينيين "الذين لا ينفع معهم سوى العنف"، يندرج أيضاً في سياسة دولة الاحتلال التي تسعى لإيقاف الحلم الفلسطيني بالدولة المستقلة، فهي تسعى ميدانياً لكسر إرادة الفلسطينيين وتدميرهم معنوياً ونفسياً، وتبذل كل وسعها على المستوى الدولي لإفشال مخطط القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة لتبني قيام دولة فلسطينية في أيلول القادم على حدود العام 1967.

وهي وإن كانت تحاول استغلال انشغال الوطن العربي بثوراته المتقدة وزعمائه المتشبثين بالحكم سواءً في ليبيا أو اليمن، إلا أن الساحة العربية لم تخل من بعض التحركات المناهضة لممارساتها وخاصة تلك الأخيرة على غزة، كما حدث وانتفض المصريون في القاهرة أمام المبنى الذي يضم السفارة الإسرائيلية مطالبين بطرد السفير، وهذا ما حدث أيضا في دول أخرى.

هذه إذن توجهات حكومة نتياهو اليمينية المتطرفة، وهذا ما تفرضه على أرض الواقع، فماذا أعددنا لها نحن وكيف ستتعامل القيادة الفلسطينية مع هذه المعطيات؟، فهل سيحاول الفلسطينيون المضي بالوحدة الوطنية إلى بر الأمان؟ وهل سيقف العالم مكتوف الأيدي أمام طق طبول الحرب مرة أخرى على غزة، وهل لنا أن نتفاءل بغير ذلك بعد أن عدل غولدستون عن أقواله في تقريره عن الحرب الذي أدان به إسرائيل سابقاً؟!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required