مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

هل حقاً سيدفع الموظفون ثمن المصالحة من رواتبهم؟، وهل بالفعل سيكونون هم كبش الفداء من أجل تحقيقها؟

ففي أعقاب التوصل لتفاهم بين حركتي فتح وحماس وحتى قبل توقيع المصالحة كانت إسرائيل قد أعلنت في الأول من أيار عن وقف تحويل عائدات الضرائب الخاصة بعائدات الجمارك للسلطة الفلسطينية والتي تقدر بـ 300 مليون شيكل، رغم مطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل بتحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية السبت الماضي والتي على الأرجح لم يعرها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أية اهتمام، فيما لوحت أمريكا بقطع المساعدات المالية للسلطة على إثر هذه المصالحة والتي كانت هي وحليفتها إسرائيل تستخدمانها كذريعة لعدم المضي في عملية السلام، بحجة عدم وجود قيادة فلسطينية موحدة ولا سلام في ظل الانقسام، ولكن سرعان ما تغيرت أقوالهما حين تحققت المصالحة التي أضحت عقبة في طريق السلام بنظرهما "لأن السلام لا يتحقق مع حماس التي ترفض الاعتراف بإسرائيل"!!!.

منذ أربع سنوات ونيف ونحن نحلم بيوم المصالحة، اليوم الذي يتطلع فيه خصومنا إلى وحدة وطننا على أنه فرصة لابتزازنا سياسياً، خاصة أن الدول العربية لم تحول أياً من المساعدات المالية، فالوضع السياسي الذي تعيشه الدول العربية زحزح مكاننا في أولويات تلقي المساعدات من الدول المانحة.

وكل هذه التبعات ستنذر بحصار مالي على السلطة قد يلوح في الأفق في حال نفذت الإدارة الأميركية تهديداتها بقطع المعونة المالية عن السلطة، فحتى بالرغم من مساعي السلطة الوطنية الفلسطينية، إلى طمأنة القطاع العام بشأن الوضع المالي للحكومة، مؤكدة أن تأخر صرف رواتب الموظفين ليست مسألة مالية فقط، بل قضية سياسية عامة أيضاً، حيث قال الناطق باسم الحكومة غسان الخطيب، إن 'الرئيس ورئيس الوزراء يبذلان جهوداً لحل هذا الموضوع، وأنه لا داعي للخوف من قبل المواطنين حتى لو تأخرت رواتبهم، خاصة وأن السلطة رفعت شعاراً لا للجوع ولا للركوع'، إلا أن فالقلق الذي أعلنت السلطة الفلسطينية أنه راودها في بحثها عن بدائل لسد احتياجاتها المالية انعكس خوفاً وهلعاً لدى الموظف "الغلبان" الذي بالكاد يكفيه ما تبقى من راتبه بعد الضرائب والاستحقاقات والالتزامات المالية والحياتية، لسد رمقه وسط مؤشر الغلاء المعيشي المرتفع باضطراد.

فيما حملت تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني د.سلام فياض الكثير من التفاؤل حين رفض "المساومة على الحقوق الفلسطينية مقابل حفنة من الدولارات"، وأن السلطة الفلسطينية غير معنية بالحصول على مساعدات من أي جهة تلوح بقطعها لدواعي سياسية، لكن إلى أي مدى من الممكن أن تكون هذه اللاءات حقيقية؟ وفي خطوة تعقيبيه هددت نقابة العاملين في الوظيفة العمومية باتخاذ خطوات نقابية احتجاجًا على تأخر صرف الرواتب.

بالطبع نحن نشيد بالمصالحة ونؤكد على ضرورتها ونشد على أيادي المتصالحين، لكن أليس من واجب المسؤولين أن يعدوا العدة لمثل هذا اليوم وهذه الضغوطات المتوقع حدوثها خاصة أننا عشناها ذاتها قبل أربع سنوات عندما فازت حماس بالانتخابات عام 2006؟.

فلماذا نكرر الكابوس نفسه، عندما يتحول راتب الموظف إلى عبء لا نعرف التخلص منه؟.

ولماذا تكون ورقة رواتب 170 ألف موظف هي ورقة الضغط التي تستخدمها السلطة من أجل استرداد الضرائب أو استعطاف الجهات المانحة، لماذا على المواطن أن يكون هو الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، وأن لا يسترعي قلقه واضطرابه لفقدان حقه المالي اهتمام المسؤولين؟ لماذا عليه أن يفكر كيف "سيدبر" أموره الشهر القادم، ومن بقي من أهل وأصدقاء لم يستدن منهم بعد؟، لماذا يُحرم هو من الابتهاج بالمصالحة، لأن عليه التفكير براتبه الذي لن يقبضه، بعد أن عانى كما عانى جميع أفراد الشعب الفلسطيني من ويلات الانقسام وخرابه؟.

إن هذا اللعب بأعصاب الموظف الذي ينجز مهامه ويعيل أسرته لا يجوز، لذا فمن واجب المسؤولين أن يفكروا بشكل تخطيطي واستراتيجي مسبق حتى لا يقعوا في مثل هذه الأزمة، لأننا في النهاية نبتغي العدالة الاجتماعية، والارتقاء بمستوى الفرد والمجتمع سواء.

كما يتوجب وقف هذا الدفق من التصريحات التي لن تغني ولن تسمن من جوع، ولن تضيف إلا البلبلة على الموضوع، فبين لغط الحديث والكثير من التصريحات السلبية ضاع الموظف الذي مضى على صرف راتبه أكثر من أسبوع.

وأخيراً إلى متى سنظل ننتظر من يعطينا؟ ولماذا لا تقتطع رواتب الموظفين التي تشكل على ما يبدو العبء الأكبر على كاهل السلطة من عائدات ثابتة ومعروفة؟، وهذا يقودنا للبحث في أولويات صرف المنح والمساعدات الخارجية النقدية، فكيف نعتزم إعلان الدولة في أيلول القادم، وأي جهوزية تلك التي يتشدق بها المسؤولون، ونحن لا نملك دفع رواتب موظفي تلك الدولة؟.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required