مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تمر الذكرى ال44 لنكسة حرب حزيران هذا العام، ليس كسابقاتها من الأعوام الماضية، فهي تعود في عام الثورات وانتفاض الشعوب العربية، على الظلم والاستبداد والطغيان الذي عانت منه عقوداً طويلة، في خطوة أولى من أجل خلاص الوطن العربي من ظلامه ومستغليه، الذي لن يكتمل تحريره الحقيقي إلا بتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، وهنا تمر في ذاكرتي اللافتة التي كان يحملها أحد المتظاهرين في ميدان التحرير بمصر أيام ثورة 25 يناير والتي تقول "نحن على موعد يا فلسطين"، نعم للعرب موعد مع فلسطين ولنأمل أن لا يكون بعيداً.

نكبة عام 1948 كانت مُرة لكن النكسة كانت أشد مرارة، لما عُقد عليها وعلى الجيوش العربية في ذاك الوقت من آمال كبيرة بالانتصار على الإسرائيليين في الحرب الفاصلة مع العرب عام 1967، وإعادة ما اغتصب من أرض أقتلع أهلها منها لإحلالهم بآخرين غرباء عنها، انتصار صوره إعلامنا العربي آنذاك كذباً على أنه قاب قوسين أو أدنى، فوقع خبر الهزيمة التي توجت بسقوط القدس كالصاعقة على آذان من طردوا من ديارهم ومن تفاءلوا بنصر قريب، فاستسلم الجميع للخيبة والهزيمة، التي تجرعتها الأجيال اللاحقة جيل تلو ألآخر.

فكانت النكسة التي حولت شعب فلسطين إلى شعب تائه مشتت مشرد في البسيطة يعاني من التهميش والإهمال وسلب الحقوق، عاش معظم حياته على هذا النحو وهو يحلم بالعودة إلى أرضه ومنزله، حلم سعت إسرائيل برؤسائها وحكوماتها المتعاقبة على إبقائه على ما هو عليه..مجرد حلم، وجاء رئيس وزراء الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية بنيامين نتنياهو ليحطم حتى الحلم عندما أعلن عن "يهودية الدولة العبرية"، ليلغي بذلك حق العودة بل وينفي حق التواجد لعرب الداخل ال48 الذين لم يرحلوا عن أرضهم، فيكون بذلك حلم العودة مقتصراً على العودة إلى الضفة الغربية.

سقطت القدس في قبضة الإسرائيليين وجزء من سوريا ومصر ولبنان –وتم استرجاع ما احتل من مصر جزء من لبنان- ، ورُسم على حدودها كيان جديد سُمي بإسرائيل، وبعد أن طرد البشر وحرق الأرض والشجر، وأصبح واقعاً مفروضاً على الأرض، مد يده لجيرانه بالسلام فبات "دولة جوار" مقبولة ويمكن التعامل معها، واقع ظل لعشرات السنين الماضية لكنه تزعزع بزعزعة الأنظمة العربية التي قبلته كل ذلك الوقت، بعدما ثارت الشعوب العربية على واقعها المرير...أمر سيكون له اليد العليا في إعادة تشكيل السياسات الإقليمية في المنطقة، ومما لاشك فيه أن هذه الثورات تقلق الإسرائيليين فأطماعهم الصهيونية لم تقتصر يوما ًعلى حدود فلسطين التاريخية بل هي وكما يعلنوها تمتد "من النيل وحتى الفرات"، لكن هبة أهل الجولان في ذكرى النكسة بالأمس وتقديمهم 20 شهيداً كانت إعلاناً واضحاً أن ثورة التحرير على كل الجبهات للخلاص من الظلم والاضطهاد، وأن دماء الشهداء ستنير طريق الانتصار والعودة.

اليوم تسعى القيادة الفلسطينية لإعلان الدولة، دولة فلسطينية مستقلة في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة في أيلول القادم، موقف يرفضه نتنياهو ويقابله بالتعنت والاستمرار ببناء المستوطنات وتوسعتها على الأراضي الفلسطينية المسلوبة، وبتهويد القدس وعزلها والإصرار على كونها موحدة ولا حق للعرب فيها، وتفتيت الجهود من أجل بناء الدولة الفلسطينية وإعلانها، بعد أن أثبت بفعل كل ممارساته أنه ليس أهلاً للسلام الذي يزعم أنه ينشده، فيما هو ينشد استسلاماً فلسطينيا ً يتيح له أن "يسرح ويمرح" في الأراضي الفلسطينية لضمها وضم خيراتها لدولته المتطفلة على المنطقة.

وهنا فلسطينياً لابد من الإسراع بتنفيذ برنامج المصالحة الفلسطينية، وتطوير وبناء المؤسسات ومن قبلها المواطن الفلسطيني وتلبية استحقاقاته، فهذا الشعب سواء في الضفة أو في مخيمات اللجوء في الشتات ما زال يحلم بالعودة ولن يتنازل عن حقه، وهو مستمر في صموده ودفاعه عن أرضه رغم ضعفه وفقره وظروفه القاهرة، حتى تتحول العودة لواقع يتوقف بعدها عن تجرع ألام النكسة فتصبح مجرد ذكرى لكنها عصية النسيان.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required