مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تُقتصر إجراءات التهويد ومسح الهوية العربية لمدينة القدس، على مقدسات المدينة التاريخية والدينية والإحياء السكنية فحسب، كإزالة حي سلوان لإقامة حدائق توارتية أو هدم القصور الأموية في باب العمود لعمل مطاهر للهيكل مؤخراً، بل شملت تلك السياسة تطهير الفكر الفلسطيني لسكان المدينة المقدسية مستهدفة طلبة المدارس، حيث تتولى بلدية القدس حالياً إعادة طباعة الكتب المدرسية الفلسطينية التي تدرس في المدارس العربية، بعد القرار الإسرائيلي بحذف كل ما يتعلق بالهوية الفلسطينية والتاريخ والتراث الفلسطيني، وكل ما يتعلق بالحقوق الفلسطينية من حق العودة، وحق الدفاع عن الوطن... وألخ.

وهي خطوة ليست بالجديدة بل هي واحدة من الخطوات ضمن السياسة الإسرائيلية التي تستهدف التعليم في القدس، وكانت قد بدأتها في العام 2000، واستهدفت فيها المناهج الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا وغيرها، مستبدلة دولة إسرائيل بفلسطين على سبيل المثال لا الحصر، كما أشار لذلك الحضور في جلسة للسياسات العامة عقدتها المبادرة الفلسطينية- مفتاح بالأمس، وضمت مجموعة من أصحاب الاختصاص والشباب المقدسي ضمن مشروع "شباب فاعل من أجل التغير المجتمعي" لبحث هذا الموضوع، الذين أكدوا على أهمية الدعم المادي للمدارس الخاصة المتضرر الأكبر من هذه السياسة، حيث أن إدارة المعارف تدعمهما بما يقارب ال 77 مليون شيكل، الأمر الذي يتيح لها بسط يدها عليها.

والحقيقة أن مسألة التعليم في القدس مسألة شائكة على عدة أصعدة، فعلى صعيد المباني المدرسية، فهي غير كافية وغير مجهزة لاستقبال الطلبة، فلا بد من توفير أراضِ لمبان مدرسية قادرة على استيعاب الطلبة ومهيأة بالغرف الصفية والمختبرات والملاعب، كما أن تعدد المرجعيات التعليمية في القدس من مدارس البلدية والمعارف والأنروا والمدارس الخاصة والمدارس التابعة للأوقاف هي معضلة بحد ذاتها، بسبب غياب الرؤيا والإستراتيجية الموحدة وهو أمر سّهل الكثير على سلطات الاحتلال التي ترى في هذا التفكك بيئة مُثلى لفرض سيطرتها وتدخلها، الأمر الذي يترك أثاراً سلبية جمة على العملية التعليمية برمتها في القدس وخاصة على المستوى التعليمي للطلبة في المدينة، يُضاف إلى ذلك إهمال المعلمين والتقصير في متطلباتهم المادية واحتياجاتهم من تدريب وتأهيل ومراكز تطوير، ناهيك عن مشكلة الوعي الثقافي الوطني المتراجع لدى طلبة مدارس القدس.

إن من الأهمية بمكان عدم التهاون بمثل هذه الخطوات التهويدية التي تمس قضية حساسة كالتعليم والوعي المعرفي لدى أبنائنا، لذا يجب وضع القدس وقضاياها التعليمية على سلم الأولويات من أجل إعداد خطة إستراتيجية للعمل فوراً لمواجهة هذه السياسة التي بدأت بخطوة صغيرة لتصل إلى المنال الأكبر بإعداد أجيال من الفلسطينيين الجاهلين بقضيتهم وتاريخهم وتراثهم، فلا يعودوا للمطالبة بحقوقهم في أرضهم، لذا لا مفر من وضع القيادة الفلسطينية أمام مسؤولياتها في دعم التعليم في مدينة القدس، وإنشاء مجلس أعلى للتعليم في المدينة وهي أبرز التوصيات التي خرجت بها جلسة السياسات العامة التي عقدتها "مفتاح"، ومن ثم استنهاض كل القوى سواءً في المدينة أو في خارجها من طلبة وأولياء أمور ومؤسسات رسمية وأهلية وثقافية، ومؤسسات المجتمع المدني من أجل التصدي لهذا الواقع الذي تفرضه سلطات الاحتلال على المؤسسات التعليمية في القدس، ورفع العزلة التي تعيشها المدينة بإعطائها المزيد من الاهتمام والخصوصية.

إن على الجميع تحمل المسؤولية تجاه القدس وأبنائها، كلٌ في موقعه بدءاً من وجود الإرادة السياسية، ووصولاً إلى الطلبة الذين يتوجب عليهم إدراك الأهداف الإسرائيلية، وعدم الانصياع لها وعدم السماح لكائن من كان باستخدامهم وسيلة لتحقيق خططهم ومآربهم..حتى تبقى القدس وفلسطين التاريخية حاضرة في أذهاننا وأذهان أبنائنا.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required