مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تتوقف التهديدات الإسرائيلية للقادمين على متن أسطول الحرية 2، منذ أن قرر منظمو هذه الرحلة الانطلاق متوجهين إلى قطاع غزة الذي يشهد حصاراً قاسيا ًمنذ 5 سنوات، حيث أن الحكومة الإسرائيلية لا تدخر جهداً من أجل منع إبحار السفن، حيث طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الحكومة اليونانية منع إبحار السفن إلى شواطئ غزة، بل ولم يتوقف الأمر عند التهديد والوعيد الإسرائيلي بل تجاوزه إلى التخريب، فقد ذكرت المصادر الإخبارية اليوم أن مخربون إسرائيليون قد ألحقوا أضرارا بسفن الحرية حيث خربوا سفينة في اليونان بعد أن خربت قبل أيام سفينة أخرى بهدف منع إبحار السفن إلى غزة، ما أضطر منظمو الأسطول تأجيل إبحارهم.

وكما عادتها دوماً تصطف الإدارة الأمريكية إلى جانب صديقتها إسرائيل في مواجهة كل ما يزعجها، فالأسبوع الماضي لم تتردد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، بوصف مهمة أسطول الحرية في فك الحصار عن غزة، بأنه "عمل استفزازي" لإسرائيل، ولم تكتف بهذا فحسب بل منحت الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر الأمريكي لمهاجمة الأسطول، وقالت بأنه "من غير المفيد أن تدخل أساطيل المياه الإسرائيلية، لمجرد الاستفزاز، وتضع نفسها في موضع يكون فيه للإسرائيليين حق الدفاع عن النفس"، على حد تعبيرها، فيما لم تذكر شيئا ًعن حصار يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة للسنة الخامسة على التوالي، ولم يخطر ببالها ما يتركه هذا الحصار من آلام وعذابات على أبناء القطاع وأطفاله، الذين يعانون من نقص حاد في كثير من الأجهزة والأدوات الصحية وغيرها ناهيك عن العيش في سجن مغلق، تفتقت معه الاتفاق وباتت السبيل المتاح بعد أن قُطعت عليهم السُبل برا ًوبحراً وجواً، كل هذا لم يكن استفزازياً بالنسبة لكلينتون، فيما تحولت مهمة أسطول الحرية من مهمة إنسانية إلى مهمة مستفزة بالنسبة لل"غالية" إسرائيل.

أسطول الحرية الذي جاء بحلم الحريةلأبناء القطاع، ويحمل على متنه المئات من النشطاء والحقوقيين والإعلاميين والسياسيين من نحو أربعين دولة حول العالم، جاؤوا في مهمة إنسانية لفك الحصار عن أهل غزة، قيمتها الرمزية أعلى بكثير من تأثيرها في الحصار -وإن كان مطلوباً-، فهو جرس إنذار للمجتمع الدولي المتقاعس عن دوره في رفع الحصار الظالم.

ولم يردعهم أو بثنيهم عن المجيء عشرات الضحايا الذين لم تتردد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قتلهم على متن أسطول الحرية1 في أيار 2010 ومعظمهم من الأتراك، ولم تتوان ولم تبد الأسف أو الندم على مهاجمتها، جاؤوا متحدين العنجهية الإسرائيلية والعقوبات التي ستفرضها على القادمين على متن الأسطول، وخاصة الإعلاميين منهم، بعد أن حاولت فاشلة بشتى الطرق وقف الأسطول فادعت أنه يحمل وسائل قتالية أو مواد محظوره، كما زعمت نقله مواد كيماوية لاستخدامها في مقاومة الجنود الإسرائيليين في حال اعترضوا الأسطول، حيث أن قوات الاحتلال البحرية كانت قد أعلنت عن إجرائها تدريباتٍ مكثفةٍ لرفع جاهزيتها، استعداداً للتعامل مع "أسطول الحرية 2".

إن كل هذه المحاولات الإسرائيلية تشير إلى الخوف الإسرائيلي من استقطاب الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية، وتبذل كل ما ملكت يداها لعزل الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم من أجل إبقائهم في قبضتها وتحت تصرفها، فهي تعيش اضطراباً كلما حاول الفلسطينيون الطوق لحريتهم واستقلالهم، وهاهي تتوعد القائمين على أسطول الحرية تماما ً كما تتوعد الفلسطينيين إذا ما أصروا على الذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، واليوم انضمت إليهم أمريكا في هذا التهديد حيث قرر مجلس الشيوخ الأمريكي وقف المساعدات للفلسطينيين إذا ما توجهوا إلى الأمم المتحدة وإذا ما شكلوا حكومة تضم حماس.

إن وقوف العالم وخاصة الأمم المتحدة موقف المتفرج إزاء حصار ومعاناة الشعب الفلسطيني هو ما دعا بمثل هذه المبادرات التي تتلقى التهديد والوعيد بل والاعتداء من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية التي لم تجد من يردعها ويوفقها عند حدها. فمن الواجب تقديم الدعم الكامل لأسطول الحرية التي ستساهم في تأليب الرأي العام الدولي على الممارسات الإسرائيلية، ومن الضروري جداً تسليط الضوء على الاعتداءات الإسرائيلية على سفن الحرية، لفضح الاحتلال وفضح ممارساته وقرصنته بحق المدنيين العزل، حتى لا تتكرر المأساة السابقة بحق المتضامنين، وحتى لا تضيع جهودهم ودماءهم هدراً.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required