مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تنفك دولة الاحتلال حتى نغصت على الفلسطينيين فرحتهم بأسراهم وحتى تقبض الثمن الذي دفعته مرغمة جراء إطلاقها سراح مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط في صفقة تبادل الأسرى التي تمت قبل أسابيع، بعد أن عجزت عن استرجاعه بكل سبلها الحربية والاستخباراتية وعنفها المتطرف الذي قاد إلى تدمير قطاع غزة وأهله عام 2008.

ومع استشهاد مقاوم من كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية في غارة شرق رفح مساء أمس الأحد وصل عدد الشهداء في قطاع غزة خلال موجة التصعيد الأخيرة إلى 12 شهيدا، حيث قامت الطائرات الإسرائيلية منذ يوم السبت 29-10-2011 وحتى فجر اليوم بالإغارة على مجموعات تابعة لسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، ومجموعات مقاومة أخرى، التي ردت بقصف المناطق الإسرائيلية بعشرات الصواريخ من نوع "غراد"، مستخدمة منصات جديدة لذلك كان قد ظهر التخوف الإسرائيلي منها في الأيام القليلة الماضية ألا وهي "راجمات الصواريخ".

إذن فهذا هو الرد الانتقامي الإسرائيلي على صفقة تبادل الأسرى، الذي بدا متوقعاً عندما تحدث قادة الاحتلال عن "خطورة" هؤلاء الأسرى وتهديدهم لأمن إسرائيل خاصة أن الصفقة شملت العديد من "تلطخت أيديهم بدماء الإسرائيليين" كما تسميهم فشملت الصفقة الكثير من أصحاب المؤبدات في القدس والقطاع والداخل الفلسطيني، وأن الوعد بعدم المساس بهم أو تصفيتهم أو استهدافهم ما هو إلا وعد عرقوب. وبالتالي لن يتوانى قادة آلة الحرب الإسرائيلية ولن يترددوا في شن هجمات شرسة على رجال المقاومة الفلسطينية أو القادة العسكريين في التنظيمات الفلسطينية، أو حتى التخطيط بشكل جدي لعمليات واسعة ضد القطاع سيسقط فيها إضافة للقادة والمقاومين من المدنيين من نساء وأطفال.

هذا هو المنطق الإسرائيلي وهذه هي العقلية الإسرائيلية المتطرفة التي تتخذ من العنف منهجاً وأسلوباً لفرض نفسها وسلطانها إما بالقتل والتدمير أو بالنهب وسلب الأرض وتوسيع الاستيطان، وهي تحاول الآن أن تثبت لنفسها ولجيشها وللفلسطينيين أنها مازالت قوية ولن تعود للرضوخ مجدداً كما فعلت عندما رضخت للتفاوض من أجل أسيرها، ومن جهة أخرى فهي تحاول جاهدة أن تعيد الثقة لجيشها المهزوز بعدما شهد فشل دولته في استرداد جنديها، كما أن دولة الاحتلال تحاول بالإضافة لما سبق أن ترسل رسائل للفلسطينيين مغزاها "أنكم لن تكسرونا"، و"إن فرحتم يوماً فبانتظاركم أيام للحزن".

وهاهي ذي تحاول أن تصفي ما بقي من قادة ومقاومين في قطاع غزة، كما أنها تحاول أن ترى كيف ستضبط حماس فصائل المقاومة في قطاع غزة وتلزمهم بالتهدئة، في الوقت الذي لا تحترم فيه دولة الاحتلال التهدئة ولم تحترمها يوماً، فيما تطالب دائماً الجانب الفلسطيني باحترامها، وهو الذي عليه الآن الالتزام بها ليس فقط حفاظاً على دماء المقاومين والمدنين وحفاظاً على الأمن والسلام لسكان القطاع بعيداً عن الرعب والذعر الذي تسببه الطائرات الحربية الإسرائيلية وما تخلفه من دمار وخراب فلا تعطيها المجال لإشعال فتيل عدوان جديد على قطاع غزة الذي لم يتعاف بعد من العدوان الذي شُن عليه في العام 2008، بل أيضاً احتراماً للجانب المصري الذي توسط من أجل الإبقاء على التهدئة، حتى وإن لم تكن معلنة أصلاُ في السابق.

ويبدو واضحاً أن الكيان الإسرائيلي يواجه اليوم وأكثر من أي وقت مأزقاً سياسياً يضعه في موقف محرج جداً أمام المجتمع الدولي بعد تهرب حكومة نتياهيو اليمينية من الدخول في أي عملية تفاوضية تقود لحل سلمي للصراع، وإصرارها على وضع عقدة الاستيطان في المنشار، بالإضافة إلى تخبطها إزاء توجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة من أجل نيل اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة بعد أن فشلت كل الطرق مع الجانب الإسرائيلي من أجل ذلك، وإعلان المصالحة كبداية لإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، ومن ثم فشلها في استرجاع شاليط دون أن تضطر لتقديم التنازلات، كل ذلك سيفضي بلا شك إلى مزيد من تحرر العقدة الإسرائيلية المكبوتة الذي سيقع على رؤوس الفلسطينيين بمزيد من العنف والعنف. فهل سيكون قطاع غزة سرحاً لعدوان إسرائيلي جديد في المرحلة المقبلة؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required