مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ها قد تكشفت النوايا الإسرائيلية فيما يتعلق بموضوع صفقة الأسرى، ومسألة الإفراج عن القسم الثاني منهم وهم 550 أسير، وذلك بعد أن أعلن أكثر من مسؤول أمني إسرائيلي بأن الدفعة الثانية من الأسرى المحررين والتي اتفق على أن تتم بعد شهرين من تنفيذ الجزء الأول، ستشتمل على معتقلين على خلفية ما يسمى بالدخول غير الشرعي للعمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس والداخل الفلسطيني، من أجل العمل او زيارة الأهل، وعلى أسرى جنائيين من سارقي السيارات.

وليس بعيداً على دولة الاحتلال الإسرائيلي التي لا يؤمن جانبها في أي اتفاق، ولا يحكمها أي عرف قانوني أو دولي أو أخلاقي، إذ تعتبر نفسها دولة فوق القانون، وهي التي تتحكم في أسماء وتفاصيل كل من سيرى النور في الجزء الثاني من صفقة الأسرى، أن لا تلتزم بالاتفاقية وتماطل العمل بها، أو تطلق سراح أسرى من الذين شارفت مدة أحكامهم على الانتهاء، أو حتى أولئك انتهت مدة حكمهم تقريباً.

هذا فيما يتعلق في مسألة الأسرى في القسم الثاني من الصفقة، فيما بالنسبة لممارساتها بحق الأسرى المفرج عنهم في الجزء الأول منها والذي نُفذ في 11 من شهر تشرين أول 2011، فهي لا تنفك تلاحقهم وتهدد باعتقالهم مجدداً، بل وتحتجزهم في معسكراتها لساعات، وتفرض حملات عسكرية مشددة وواسعة تطال أماكن سكنهم سواءً في القرى المختلفة وغيرها من مدن المحافظات، وتنغص عليهم لحظات تقاربهم المفقودة مع عائلاتهم فتقتحم منازلهم بصورة إرهابية، وتستدعيهم إلى مقراتها العسكرية لتقطع عليهم حريتهم وتذكرهم بأنها تراقبهم وأنها قادرة على إعادتهم إلى سجونها متى شاءت كما فعلت واستدعت الأسيرة المحررة صمود كراجة من قرية صفا غرب رام الله، والتي أقدمت قوات جيش الاحتلال على اعتقال خالها، من أجل التأكيد على سياستها الانتقامية والتعسفية، وفعلت المثل مع آخرين من الأسرى المُفرج عنهم، كما وتفرض قيوداً مشددة على تحركاتهم، بل وتفرض عليهم الإقامة الجبرية كما هو حال الأسرى المبعدون من القدس أو من فلسطيني الداخل، أو الأسرى المبعدون إلى قطاع غزة حيت تمنعهم من مغادرتها لمدة ثلاث سنوات.

وهي في المقابل لم تقتصر عقليتها على هذا النهج فحسب، فحسب بل تقف مكتوفة الأيدي ومتفرجة أمام حملات المستوطنين للانتقام من الأسرى المحررين وتحريض الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء على قتلهم، ورصد المكافآت المالية مقابل تصفيتهم. ويتوازى مع كل هذه الحملات الانتقامية، حملات أخرى تطال الأسرى جميعهم في السجون الإسرائيلية الذين تضعهم قيادة جيش الاحتلال في أسوء الظروف وأصعبها، بالتضييق عليهم ومنعهم من ممارسة أبسط حقوقهم التي كفلتها القوانين والعراف الدولية الخاصة بالأسرى، وتصادر منهم حقهم المشروع في العلاج والزيارات العائلية والتعلم وغيرها من الحقوق.

بقي أن نشير أن الشعب الفلسطيني كله، يعتز بهؤلاء الأسرى المحررين ويرفع رأسه عالياً بهم وبما قدموه من تضحيات، لكن في ذات الوقت لابد من مناشدة الجهات المسؤولة من ضرورة توفير الحماية أولاً لهؤلاء الأسرى في مواجهة قوات الاحتلال، ومن ثم متابعتهم الدائمة وتوفير احتياجاتهم بما يضمن لهم العيش الكريم، والعمل معهم على المستوى النفسي والصحي والعملي، وتأهيلهم من أجل تمكينهم من التكيف مع المجتمع والتغيرات الحاصلة فيه، وإعادة دمجهم ضمن صفوفه، خاصة في هذه المرحلة وهذا الوقت بعد أن انتهت تقريباً مراسم الاحتفال بهم، وانفض المهنئين والناس من حولهم، وبدؤوا يشعرون شيئا ًفشيئاً بالوحدة وربما الغربة في بعض الأحيان وهنا نخص بالذكر الأسرى المبعدون في الوطن وخارجه.

لذا فمن واجب الجميع حكومة ومؤسسات وأفراد ومجتمع بأكمله عدم التخلي عن الأسرى سواءً المحررين أو من لم يروا نور الحرية بعد، والتكاتف معهم ومساعدتهم من أجل الاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه، وهذا ليس عرفاناً واعترافاً بما قدموه لهذا الوطن، بل هو أيضاً واجب وطني ومجتمعي مفروض على الجميع، وهو جزء لا يتجزأ من المقاومة والنضال من أجل توحيد المجتمع الفلسطيني وشد بنيانه ورص صفوفه رصا.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required