مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تصادف اليوم الذكرى السنوية لقرار التقسيم الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1948 ويحمل الرقم 181 والقاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية بأغلبية 33 دولة ومعارضة ثلاث عشرة دولة وامتناع عشر دول عن التصويت، وفي ذات اليوم وبعد 29 سنة أي في عام 1977 أقرت الأمم المتحدة أن يكون هذا اليوم يوماً عالمياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني ربما كنوع من التراجع أو الاعتراف بالخطأ والظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني.

ففي التاسع والعشرون من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، يجدد العالم تضامنه مع الشعب الفلسطيني وتأييده لقضيته وعدالتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واستبداده وكفره بكل القوانين الدولية والشرعية. لكن السؤال الذي نطرحه سنوياً في مثل هذا اليوم، هو عن طبيعة هذا التضامن وشكله وكيف من الممكن أن يكون فاعلاً ومؤثراً على صعيد حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وقيته العادلة، وهل هو تضامن أفراد أم حكومات أم مجتمع دولي أم كلها مجتمعة؟ وإذا ما كان هذا التضامن حقيقياً لماذا لا يتم الاعتراف إذاً بالدولة الفلسطينية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وفق ما أقرته المواثيق والمعاهدات الدولية، الأمر الذي يمكن اعتباره في حينها تضامناً حقيقياً ومجدياً لأنه في محله ويلبي نداء الشعب الفلسطيني وسعيه للحصول على دولته التي لطالما عمل من أجلها، الأمر الذي يضع هذا التضامن الدولي في إطاره العملي ويجعله مرتبط بأرض الواقع، وهنا يتحتم على المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة ودول العالم وشعوبه أن تمارس دورها وتترجم تضامنها إلى وقفة جادة إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تستعيد له حقوقه المشروعة في دولة ليعيش كباقي شعوب العالم.

"هذا القرار الذي تلقفته الحركة الصهيونية في حينه وقبلت به ليشكل الأساس الذي اكتسبت بموجبه إسرائيل شرعيتها الدولية، فيما رفضه العرب لما انطوى عليه من ظلم وإجحاف خاصة وان القرار خصص ٥٦,٥٪ من مساحة فلسطين التاريخية للدولة اليهودية، فيما كان اليهود في حينه أقلية ولا يملكون أكثر من ٧٪ من الأراضي على الرغم من وقوف الانتداب البريطاني إلى جانب الحركة الصهيونية وتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين.

هذا الإجحاف التاريخي، الذي انطوى عليه القرار نظرا لتناقضه مع القانون الدولي ومع طبيعة نظام الانتداب الذي يقضي بان تسلم بريطانيا الدولة المنتدبة في حينه المقاليد إلى أصحاب البلاد الأصليين بعد انتهاء انتدابها، تبعته النكبة الفلسطينية اثر حرب عام ١٩٤٨ وتشريد وتشتيت الشعب الفلسطيني واقتلاعه من دياره وتمدد وتوسع إسرائيل إلى أكثر من الحدود التي رسمها قرار التقسيم لتتمدد وتتوسع مجددا في حرب حزيران ١٩٦٧ بالاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة." حسبما أشارت صحيفة القدس اليوم.

واليوم وبعد أن نسفت حكومة الاحتلال أي أمل لاتفاق مشترك يفضي لإنهاء قضايا الحل النهائي ويتوج بدولة فلسطينية، فهي لا تدخر جهداً في فرض ما تريده واقعاً على الأرض، بضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات ومواصلة الاعتداءات اليومية وخرق المواثيق الدولية، وترفض أي لغة حوار سوى لغة جرافات البناء، الأمر الذي لم يترك خياراً أمام القيادة الفلسطينية إلا التوجه للأمم المتحدة وطلب الاعتراف بانضمام فلسطين المستقلة إلى عضوية المنظمة الدولية، والذي استند فيه شرعيته لقرار التقسيم 181 ذاته الذي فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية لكنه لم يُطبق على المستوى الفلسطيني.

في المقابل علينا كفلسطينيين تكثيف الجهود وعلى مختلف المستويات من أجل تسليط الضوء على حياة الشعب الفلسطيني تحت جور واستبداد الاحتلال، وما يعانيه يومياً من قهر وإذلال وهدر لكرامته وحقوقه، وذلك حتى يتسنى لنا حشد أكبر تضامن ممكن مع الشعب الفلسطيني وقضيته، كما يتوجب علينا ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وهذا يتضح في اللقاءات التي جرت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من أجل إنهاء الانقسام، وما لهذه الخطوة من أهمية بتعزيز الشأن الفلسطيني في المحافل الدولية والتأكيد على عدالة قضيته والتركيز عليها.

وفي المقابل فإن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه وتجاوزاته، ومن ثم تحمل مسؤوليته في خلق ها الكيان والسماح لها بالتجاوز والعمل فوق أي اعتبارات قانونية دولية، حتى يتسنى للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم التاريخية، وإلا فأن أي إعلان للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني..سيكون تضامناً معنوياً لا حقيقياً.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required