مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


بالمطلق، لا يوجد على مدى التاريخ، احتلال جميل، واحتلال غير جميل، ولكن ما وصل إليه المجتمع الإسرائيلي في هذه المرحلة، هو أقصى درجات العنصرية، في تاريخ احتلال اسرائيل للأرض الفلسطينية، لحد أنه مغرق في اليمينية العنصرية، التي تعبر عن الحقيقة الصهيونية، التي تقوم على إلغاء الآخر تماماً، ليس على الصعيد السياسي أو التاريخي فحسب، بل فيزيائياً، بمعنى إلغاء وجوده الفعلي على الأرض التي يملكها، والترويج لعدم أحقيته وأهليته بها، بشتى الطرق، وعلى جميع الصعد، تاريخياً، ودينياً، وتراثياً، عن طريق إعادة صياغة التاريخ، والخطاب الثقافي، والسياسي، والديني، للمنطقة برمتها، ليتناسب مع الاطماع الصهيونية الأصولية، التي تجاوزت حتى مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" إلى أن المكان "يهودي" على مر التاريخ، وبذلك لا يحق لغير اليهود البقاء فيه البتة.

المؤشرات عشية الإنتخابات الإسرائيلية، تقود إلى قراءة المستقبل الفلسطيني على المدى القريب، والبعيد، والذي بدأه أمس وزير الجيش شاؤول موفاز بسحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بقذائف الدبابات وصواريخ طائرات الأباتشي، في استقراء لما يمكن أن تؤول إليه الأمور، في حالة احتلال قطاع غزة بالكامل، وهو الخطوة القريبة القادمة، لإنهاء كل أمل باق للشعب الفلسطيني بأمكانية ممارسة سيادته على أرضه، وإرغامه على البقاء تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، إلى الأبد "الشاروني" على أقل تقدير.

يوم غد، 28 كانون ثاني الحالي هو موعد إعلان الحرب القادمة، التي بدأت فعلاً على الأرض الفلسطينية، ولكن هذه المرة ليست لتدمير مقدرات الشعب ومؤسساته فقط، بل من أجل اقتلاعه بالمطلق من المكان والزمان، حسب الرؤية الإسرائيلية – إن تمكنت من تحقيقها -.

ولكن الخطير ليس فقط مدى نجاح حكومة الحرب القادمة في تنفيذ هذا المخطط، بل في حجم الضحايا والدمار والإرهاب الذي سينتج عنها، حتى لو لم تحقق أهدافها كما رسمت بالمدافع الإسرائيلية، حيث لا يعقل البتة أن يبقى العالم صامتاً تجاه هذه المجازر، والارهاب اليومي المنظم، الذي دك البشر والشجر والحجر، وشوه وجه المكان والزمان، وداس منظومة الأخلاق والمصداقية الإنسانية والدولية، دون هوادة، وألغى قيمة المجتمع الدولي، مرسخاً مفهوماً جديداً ولكنه بشعاً، "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب".
وإذا ما اخترنا أن لا نكون ذئاباً .. ولا أن تأكلنا الذئاب .. فهل هناك في العالم من يجيب على تساؤل، هل من خيار ثالث !.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required