مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


سدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ضربة جديدة لجهود انعاش عملية السلام الآخذة بالاحتضار من خلال ما صرح به لصحيفة جيروزاليم بوست مؤخرا من أن خطة السلام الدولية لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، المعروفة باسم (خارطة الطريق) لا تؤدي إلى شيء حاليا. وأضاف: "قبلنا بخارطة الطريق مع 14 تحفظا .. لم يتحقق أي تقدم .. توصلت الى نتيجة هي أننا لن نتوصل إلى شيء باتباع هذه الطريق".

هذه التصريحات تؤكد للقاصي والداني ان شارون مصمم حقا على إلغاء هذه المبادرة الدولية لحل القضية الفلسطينية وشطبها حتى من الذاكرة. فهو استبدلها بخطته للانسحاب من غزة من جانب واحد. وتمكن من الحصول على تأييد الرباعية لخطته للفصل رغم بعض التحفظات هنا وهناك ورغم أنه يريد الاستمرار في السيطرة على المعابر والحدود لذرائعه الأمنية.

وباختصار شديد، هو يريد تحويل قطاع غزة الى غيتو كبير، وفي مقابل المستوطنات التي سينسحب منها في القطاع، سيعزز الاستيطان في الضفة الغربية سواء من خلال توسيع المستوطنات القائمة كأريئيل ومعاليه ادوميم على سبيل المثال او من خلال اقامة مستوطنات جديدة كما هو الحال في منطقة الأغوار حيث اعلن مؤخرا عن نية الحكومة الاسرائيلية الاستيلاء على 32 الف دونم. هذا اضافة الى مصادرة آلاف الدونمات في منطقة القدس للبناء الاستيطاني لخلق ما يسمونه التواصل الجغرافي مع مستوطنة معاليه ادوميم.

كل ذلك يبرهن على أن شارون لا ينوي التخلص من عقلية الاستيطان – كما اعتقد البعض عندما طرح خطة اخلاء مستوطنات غزة - حيث انه سيواصله في الضفة الغربية لأنه يؤمن بـ "الاهمية الاستراتيجية التي تكتسبها الضفة الغربية بالنسبة لاسرائيل". وعليه، يصبح من المستحيل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة الى جانب اسرائيل. وكل ذلك يحدث بدعم من إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الذي خضع للابتزازات الشارونية عشية الانتخابات الاميركية، وقدم له ما اصطلح على تسميته وعد بوش حول عدم الانسحاب الاسرائيلي الى حدود العام 1967 وابقاء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين الامر يمثل صفعة صارخة للشرعية الدولية.

وحتى قطاع غزة الذي ينوي شارون إخلاء مستوطناته، فهناك شكوك كبيرة في قدرته على تنفيذ ذلك في ضوء التهديدات التي يطلقها غلاة المتطرفين القاطنين في تلك المستوطنات، بمقاومة ذلك ولو اضطروا الى اشعال حرب اهلية، هذا اضافة الى الفتاوى التي يصدرها كبار الحاخامات والتي تحرم افراغ المستوطنات كما تحث الجنود الذين ينون الاخلاء على التمرد على قرارات رؤساهم. وبالطبع لا يغيب عن مخاوف الأوساط الأمنية الاسرائيلية احتمالية تعرض شارون لاغتيال كما حدث من اسحاق رابين.

وفي ضوء الواقع الراهن، فان الاحتلال متواصل والقوى المطالبة بابقائه آخذة بالازدياد قوة داخل المجتمع الاسرائيلي، حيث المظاهر العنصرية آخذة بالجلاء أكثر وأكثر. وعلى الأرجح ان الضفة الغربية وقطاع غزة ستتحول الى معازل محاطة بأسوار الفصل العنصري تحت السيادة الاسرائيلية، بامكانها استباحتها للقيام بالقتل والتدمير والخراب في أي وقت تشاء.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required