مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


في سابقة هي الأخطر من نوعها في العصر الحديث أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون على إلغاء اتفاقيات السلام (أوسلو وطابا) بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأعلن أن النزاع أصبح مع العرب جميعاً وليس مع الفلسطينيين وحدهم.

هذه الاتفاقيات التي وقعت بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية برعاية دولية وضمانة أمريكية روسية شطبت بنبسة شفة من شارون لتقول للعالم أجمع:

(شارون موجود.. العالم غير موجود.. السلام غير موجود)

لكنه من الواضح جداً أن إعلان شارون هذا لم يكن مفاجئاً كما قال البعض ولم يكن ارتجالياً أيضاً، فإن العامين الماضيين كانا مسرحاً دموياً يومياً يذبّح فيه الفلسطينيون ويقتلون ويعتقلون ويسجنون في معازل فصل عنصري على شاكلة التي أقيمت في جنوب إفريقيا، ويجري تدمير ممنهج لمقدرات الشعب الفلسطيني من بنية تحتية ومؤسسات ومراكز ومقار للسلطة وأجهزة الأمن والمساكن والمستشفيات والمساجد والكنائس دون استثناء، وترتكب فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازر متلاحقة أهدرت أرواح مئات الأطفال ومئات المدنيين غيرهم في ظل سياسة إرهاب دولة منظم وتشريع بالقتل والإبعاد في سوابق خطيرة وتجاوزات لا مسبوقة للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان وحقوق الطفل وغيرها من القوانين والأعراف الدولية وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أي إجراء فعلي يوقف هذا العدوان ويكبح جماح حكومة شارون وجيشها من الاستمرار في شطب هذه الأعراف وتدمير مصداقية الدول الراعية والداعمة لترسيخ مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان الأمر الذي خلق إحساسا بالغبن وبعدم صدقية المجتمع الدولي وأغرق المنطقة بأسرها في دوامة من العنف يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي وأمريكا على وجه التحديد التي توفر الغطاء الشرعي للجرائم المنظمة التي تقترفها إسرائيل وتفرضها على العالم كدولة فوق القانون.

السؤال المطروح الآن ليس موجهاً لشارون وإنما للدولة التي تقود العالم بأسره، أمريكا وبعدها لروسيا والاتحاد الأوروبي وللأمم المتحدة،

ما موقفكم من الشخص الذي يلغي ما قرره قادة العالم بأسره؟

لماذا تصمتون صمت القبور؟

أين السلام الذي تنادون به في الوقت الذي يستطيع شخص بمفرده مثل شارون أن يلغيه بإعلان في دقيقة واحدة؟

وما الذي يضمن في المستقبل سلاماً من الممكن الاتفاق عليه في ظل صلاحية فرد بالتراجع عنه دون عقوبة وترك شعوب كاملة في مهب الريح؟

إن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولأراضٍ عربية أخرى هو السبب المباشر تارة وغير المباشر تارة أخرى لمعظم الحروب والمآسي والويلات التي عانت منها المنطقة بأسرها، ولقد آن الأوان لإنهاء المسبب لكل ذلك وهو الاحتلال الإسرائيلي لإنقاذ المنطقة والعالم بأسره من تنامي الإحساس بالغبن والضغينة والظلم التي ينتج عنها ردة فعل تشعل المنطقة وتطال العالم كله.

وإن الاستمرار في تجريم الضحية (الشعب الفلسطيني) من قبل الولايات المتحدة والوقوف إلى جانب القاتل (الاحتلال وأدواته) وإجبار العالم على التعامل بهذه الصيغة مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الأعزل لن يفلح في حل المشكلة بل يساهم في إبقاء الفتيل مشتعلاً مما ينذر بالخطر الشديد ويترك العالم في ضبابية وتعويم يصعب خلالهما ضبط إيقاع تنامي الفعل وردة الفعل الأمر الذي يجعل الأعراف والقيم والمصداقية وحقوق الإنسان والديمقراطية معانٍ هامشية في حياة الدول والشعوب في ظل تبني الولايات المتحدة الأمريكية قيمتين لحياة الإنسان حين تعطي لحياة الإسرائيلي قيمة لا تعطيها لحياة الفلسطيني وهو ما يعتبر قمة العنصرية والتحيز .

والحل يأتي فقط بتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ومنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة في حدود الرابع من حزيران 1967م بما فيها القدس، وإنهاء كل الملفات المتعلقة بالاحتلال من قضايا اللاجئين والسجناء والمستوطنات والمياه وغيرها.

وإن أية محاولات لتمرير حلول غير ذلك هي إضاعة للوقت وفرصة أخرى لقتل مزيد من الأبرياء والتسبب بالمعاناة لملايين البشر، فلماذا لا تنفّذ الشرعية الدولية؟

شارون موجود… الشرعية الدولية غير موجودة… السلام غير موجود.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required