مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


بعد سلسلة الهزائم التي لحقت به من داخل حزبه في موضوع فك الارتباط، تمكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون اخيرا من النجاح في الحصول على اغلبية اعضاء الكنيست لصالح خطته بالانسحاب من قطاع غزة، حيث مررت خطته بتأييد 67 صوتا ومعارضة 45 في حين امتنع عن التصويت 7 نواب.

هذا الانتصار الشاروني في اروقة الكنيست، وصفه بعض المراقبين الأجانب بأنه خطوة جريئة حيث انه "على مدى 37 سنة لم يقم في اسرائيل زعيم او قيادة كانت لها الشجاعة او الارادة للتوجه الى حل مشكلة المناطق،" – على حد زعمه - وبخاصة الاقدام على اخلاء مستوطنات.

وقد يخيل الأمر للمرء انه بعد هذا النجاح الكبير في تمرير خطة التخلص من مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، أي بعد حصول شارون على الشرعية القانونية لخطته، يتوقع ان يباشر العمل في المرحلة التالية، أي مرحلة التنفيذ. الا انه وسط التهديدات من أقطاب ائتلافه الحكومي وبخاصة من حزب المفدال ومتمردي الليكود من انه اذا لم يتوجه الى استفتاء شعبي في غضون 14 فإن المفدال اضافة الى وزراء الليكود الأربعة سينسحبون من الحكومة

وحري هنا اقتباس الصحفي شالوم يروشالمي من معاريف الذي كتب يقول: "أريك شارون أقر في الكنيست أمس قرارا تاريخيا بالخروج من غزة، ولكنه ابتعد اكثر من ذلك عن قدرة تنفيذه بالفعل. لكن الحكومة، حزبه وائتلافه، واصلت التفكك امام ناظريه، وبدون هذه، سيجد صعوبة في أن يواصل الى الأمام، هذا اذا واصل على الاطلاق."

وأمام هكذا واقع فكيف يمكن لشارون أن ينفذ خطته لفك الارتباط علما، ان هناك شكوكا كبيرة في قدرته على اقرار قوانين الميزانية والاخلاء. وعليه، فليس أمامه الا الاستعانة بحلفاء جدد من المرجح ان يكون حزب العمل من بينهم.

هذا ناهيكم أن فك الارتباط الشاروني يأتي من جانب واحد ويستبعد الشريك الفلسطيني، حيث انه لن يكتب لأي خطة تتناول اوضاع الفلسطينيين ان تنجح في غياب أي دور للفلسطينيين فيها. وهذا ما اكد عليه وزير الخارجية الهولندي، برنارد بوت، الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي عندما عقب على مصادقة الكنيست على خطة شارون بالقول ان: "الانسحاب من غزة يجب ان يكون جزءا من مفاوضات سياسية، فقط، تمهيدا لقيام دولة فلسطينية مستقلة".

واذا ما اضفنا الى كل ذلك، ما يحصل على الأرض من مجازر شارونية وحرب ابادة ضد الشعب الفلسطينية، فان احدا من الفلسطينيين لا يمكنه الوثوق بنوايا شارون تنفيذ خطته او انه بالفعل يريد وقف الاحتلال للشعب الفلسطيني.

خلاصة القول، إن شارون أراد ان يظهر أمام العالم كرجل يكافح ويكابد من اجل السلام، وكان له ذلك، رغم كل مجازره التي ارتكبها ويرتكبها بحق الفلسطينيين الآمنين، إلا أن السلام سيبقى مغيبا طالما لم يتخل شارون عن أسلوب الحسم العسكري وطالما انه لا يرى بأن هناك شريكا فلسطينيا يمكن التحدث اليه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required