مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

منذ كلف الرئيس ياسر عرفات، محمود عباس بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، والشعب الفلسطيني ينتظر ما سيتمخض عن محاولات أبو مازن الحثيثة، من أجل تشكيلها، وما إذا كانت ستضم وجوهاً جديدة، وكفاءات تبشر بتغيير جدي في تناول قضايا الشعب الفلسطيني، الذي يعاني الأمرّين، فيما العالم منشغل بقضايا أخرى ترسمها القوة العظمى، التي ترسل في ذات الوقت تحذيرات متواصلة للشعب الفلسطيني، بوقف ما تسميه "الإرهاب" الفلسطيني.

والحقيقة أن أمريكا وإسرائيل، هما اللتان كان لهما الحديث الأكبر خلال فترة مشاورات ابو مازن لتشكيل هذه الحكومة، من خلال التركيز فقط على أن مهام هذه الحكومة يجب أن تكون "محاربة الإرهاب"، مما أدى إلى تشويه صورة هذه الحكومة قبل تشكيلها، حيث يقصد الأمريكان والإسرائيليون، القضاء على المقاومة الفلسطينية برمتها، ووقف الإنتفاضة التي جاءت أصلاً، تحصيلاً حاصلاً للإحتلال الإسرائيلي، الذي يشكل لبّ الإرهاب في المنطقة.

وقد عمّق اللغظ الحاصل حول تشكيل الحكومة، وما حصل من اختلاف بين الرئيس عرفات وأبو مازن، حول أسماء معينة في هذه التشكيلة، وتدخل بعض الرؤساء والمسؤولين العرب، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، في ظل تهديد أمريكي واسرائيلي بالويلات للشعب الفلسطيني، إذا لم تمر تشكيلة حكومة أبو مازن، كل ذلك عمّق الشعور لدى الرأي العام الفلسطيني، بخيبة الأمل من الحكومة، قبل تشكيلها، حيث ستولد مشوهة، على الصورة التي تريدها أمريكا وإسرائيل، وكأن دورها الحفاظ على أمن الإسرائليين، وأن الشعب الفلسطيني برمته – والذي من المفترض أن الحكومة المشكلة هي حكومته – مستثنى أصلاً من الاهتمام، وليس له وجود في معادلة هذه الحكومة.

إن التدخل الخارجي السافر، والدور الإسرائيلي – الأمريكي، كان مقصوداً، وليس بريئاً، ويهدف إلى عدم الوصول إلى أية حالة من الاستقرار، تنقذ الشعب الفلسطيني من المجزرة اليومية، التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي بحقه، والاستمرار في محاولة إلصاق تهمة الإرهاب به، للإستحواذ على حقه في إقامة دولته المستقلة، رغم أن إنهاء الإحتلال الإسرائيلي اصلاً هو قرار منصوص عليه في الشرعية الدولية، وقبل خارطة الطريق وغيرها.

ومن الواضح بأن الدور الإسرائيلي حول هذا الموضوع، هو محاولة لرمي الكرة في الملعب الفلسطيني، حيث أن إسرائيل لم توافق حتى الآن على خطة خارطة الطريق، فيما وافق الجانب الفلسطيني عليها، ولذلك فإن إفشال الحكومة الجديدة، والإبقاء على الخطاب الرسمي والإعلامي الإسرائيلي والأمريكي، الذي يصور الشعب الفلسطيني كشعب يمارس الإرهاب، هي الطريقة الوحيدة لإخراج إسرائيل من حرج قبول تطبيق خطة خارطة الطريق.

فهل ستكون أولويات الحكومة المقترحة، إخراج الشعب الفلسطيني من براثن الإرهاب الإسرائيلي المنظم، أم ترسيخ الشعور بعدم الثقة فيها من قبل الرأي العام الفلسطيني؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required