مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


في بلادنا هذه الايام لا نكاد نصحو من صدمة مقتل فتاة فلسطينية بدعوى "الدفاع عن الشرف" حتى نستيقظ على صدمة لضحية أخرى، حتى أمسينا جميعا ضحايا الرعب والحزن على مستقبل مجهول يتهدد بناتنا وأقدارنا.

يبدو أن قائمة طويلة من الضحايا بانتظار تعاطفنا معها لاحقا ليسرى العزامي، فاتن حبش والشقيقتين المغدورتين في القدس، ولكن هل عاد التعاطف وحده يجدي في ظل هذه الاستباحة لأرواح "صبايا" لم يرتكبن جرما سوى الانوثة ؟

وحتى لا ندخل في جدل "الشرف والطهارة" وثبوتية البراءة وكأن المرأة مطالبة دوما باثبات براءتها، وحتى لا ندخل في جدل يتعلق بالجسد الأنثوي، وتتحول المسألة الى نقاش فكري وفلسفي لا يعيد الحياة لمن فقدتها ولا يحمي أرواح أخر.

فان وقفة مع الذات ومع الأعراف المجتمعية ومع أداء وأدوار المؤسسات المجتمعية المختلفة الرسمية منها والأهلية والاعلامية وحتى الدينية، فان الجميع مطالب بموقف في هذه الايام، الجميع مطالب برفع الصوت عاليا ليس بالادانة فقط وانما بالعمل هذه المرة كل في موقعه من أجل حماية أرواح النساء باستخدام الوسائل المتاحة جميعها بدءا بالكلمة والتحرك الجماهيري والتدخل القانوني والتوعية الشعبية من أجل تغيير الثقافة السائدة وخلق بيئة حماية قانونية ومجتمعية فعالة للتصدي لهذه الظاهرة الأخذة بالتصاعد.

فالمجتمع الفلسطيني الذي طالما عرف بالانفتاح والتسامح واحترام المرأة ودورها المجتمعي والسياسي ليس أمامه سوى الحفاظ على تلك الصورة المشرقة في الأذهان للمرأة الفلسطينية ونضالتها واسهامها الوطني والمجتمعي والثقافي. والأكثر من ذلك عليه النهوض بوضعيتها وضمان تمتعها بالمساواة القانونية والفعلية.

فالعنف الموجه للمرأة لم يعد حالات محصورة كما يدعي بعض من يريد التهرب من الحقيقة ومن المواجهة بل أصبح ظاهرة تستحق تكثيف العمل على مقاومتها ومحاصرتها من أجل مجتمع معافى.

ورغم وجود عدد من المؤسسات التي تصب جهودها لمواجهة هذه الظاهرة الا أن العمل على ما يبدو بحاجة الى مزيد من الجهود المنسقة والمتكاتفة والنضال على أكثر من مستوى كالقانوني والثقافي والمجتمعي والمؤسساتي لضمان قانون يحمي النساء وبيوت آمنة تستقبل الضحايا و مناهج تعليمية متنورة بالاضافة الى اشراك الرأي العام في العملية من خلال الاعلام والفنون التعبيرية. والأهم من ذلك مستوى الخطاب الديني والمؤسسة الدينية التي تعلب دورا كبيرا في تشكيل قناعات الجمهور والمأمول منها أن تعلن صراحة أنها لا تؤيد آخذ القانون باليد ومحاسبة الآخرين على قاعدة الشبهات، خصوصا أن قوانين ومبادئ حقوق الانسان، التي لا تتنافى مع مبادئ الديانات، تكفل للانسان الحق في الحياة، وللانسان حرية الاختيار، وللمرأة الكرامة.

والحال هذه فبأي ذنب قتلت يسرى وفاتن وغيرهما؟ وبأي عذر قد يتنصل الجميع من المسؤولية؟ وبأي عذر قد يعفى عن الجناة؟.

قديما قال جبران خليل جبران "أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة" واليوم نقول ان هذا لا يعفينا من المسؤولية وأن أولادنا وبناتنا ومستقبلهم الآمن مسؤوليتنا جميعا.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required