مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


عندما تتحول أجساد النساء إلى قنابل موقوتة انفجار اليوم الأربعاء 14 يناير على حاجز بيت حانون في قطاع غزة يعيد للأذهان نفس السؤال الذي طرح مراراً، "كيف يتحول جسد امرأة إلى قنبلة؟"

قد لا نحتاج نحن الفلسطينيين لإجابة هذا السؤال، فالاجابة معروفة مقدماً، فالرصاصة الإسرائيلية لا تفرق بين جسد امرأة أو رجل، والبلدوزر الإسرائيلي الذي يهدم البيوت في رفح وشعفاط ونابلس وطولكرم، لا يسأل عمن يعيل هذا المنزل أو ذاك، لا يسأل كم طفل ورجل وامراة يشرد في هذا الشتاء البارد.

الطائرات الإسرائيلية التي تقصف المدن وتغتال القيادات السياسية لا تحصي عدد الأحلام والأمنيات التي تغتال إلى جانب الأجساد التي تحصدها في كل طلعة جوية.

نحن الفلسطينين نعرف الإجابات، وبالأساس لا نحتاج ان نسأل "لماذا"، ولكن الغرب الذي يدعي أنه يعرفنا أحياناً وينكر معرفته بنا أحياناً أخرى، لا زال يسأل "كيف يتحول الجسد إلى قنبلة؟"، ويحتد السؤال عندما تكون هذه القنبلة هي جسد امرأة، هذا الجسد الذي يرمز للأرض، للخصوبة، للدفء، للعطاء، كيف يمكن أن يتحول من يمنح الحياة إلى قنبلة تنهيها؟ الغرب لا يوجه هذا السؤال لإسرائيل التي قتلت ما يزيد على ثلثمائة (300) امرأة فلسطينية في الأعوام الثلاثة الماضية، أي بمعدل مائة (100) امرأة في العام، الغرب لا يسأل اسرائيل كيف تحصد رمز الخصوبة والحياة وبمثل هذا المعدل المخيف!

لسنا هنا في موقع الدفاع عن فعل المقاومة الذي ضمنته لنا الشرعية الدولية التي نحتكم اليها ونعتبرها المرجعية القانونية لحفظ الحق الفلسطيني، فهذه المرأة لم تحمل جسدها لتفجره في تل أبيب، ولم تفجره في حافلة مدنيين بل فجرته في مجموعة جنود يحتلون أرضها منذ عام 1967، ولسنا هنا في موقع الدفاع عن حق النساء في المشاركة في النضال ضد الاحتلال، فالمرأة الفلسطينية التي شاركت الرجل في النضال ضد الاحتلال منذ العام 1948، وشاركته في بناء السلطة الفلسطينية وصنع السلام أبت أن تترك له مفاضلة أن يكون هو وحده الذي يقدم جسده وحياته التي هي أغلى ما نملك، وأصرت أن تكون شريكاً كاملاً حتى في هذا الفعل، فمن مجموع ما يقارب 157 جسد ينفجر كان نصيب النساء ثماني أجساد أي ما يعادل تقريباً 5% من المجموع.

كما قلنا دائماً، نحن نثمن بشدة نضال المرأة الفلسطينية وبكافة أشكاله ولكن لنا حق السؤال أيضاً:
كيف يمكن القبول بإرسال نساء في مقتبل العمر (وفاء ادريس، هنادي جرادات، دارين أبوعيشة، آيات الأخرس، عندليب طقاطقة، هبة دراغمة، نورا شلهوب) حيث لم تصل أي منهن عامها الثلاثين، تاركات ورائهن أطفالاً -مثل منفذة العملية الأخيرة ريم الرياشي ذات الثلاث والعشرين ربيعاً- وأحياناً كتباً مدرسية او جامعية؟ كيف نقبل بإرسال النساء لينفجرن ونرفض أن نزيد فرصهن في المشاركة السياسية في صنع القرار الفلسطيني؟ نعم الغرب لا يستطيع أن يفهم كيف تفجر النساء أجسادهن، لأنه ينظر إلينا بعين واحدة، ولا يرى ما تقعله بنا آلة الدمار الاسرائيلية، الغرب لا يدرك أن من لا يأمن على حياته ولا يملكها، من لا يجد أربع جدران وسقفاًً يأويه، من ينظر إلى أطفاله يذهبون إلى النوم جياعاً، لا يخسر شيئاً عندما يضغط زر تقجير ينهي به حياته وحياة آخرين!

ونحن أيضاً لا نفهم لغة من يتغنى بضرورة عودة المرأة إلى بيتها لرعاية أطفالها، ومن يصر على أن النساء لا مكان لهن في العمل السياسي، وفي نفس الوقت يرسلهن في رحلة موت!

"والمرأة الفلسطينية الشجاعة حارسة بقائنا وحياتنا وحارسة نارنا الدائمة" حسب اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988، تستحق الحياة وأكثر!

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required