مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


عندما اختار شارون وحكومته وأتباعه اقامة الجدار العازل كعقاب جماعي للفلسطينيين – كما يبدو للوهلة الاولى- كان يدرك ربما تبعات ذلك وأثره على سمعة دولته وصورتها في أذهان العالم المتحضر الذي اختار ازالة الحواجز والحدود بعد التيقن من لاجدواها، بل اخترع التكنولوجيا الحديثة والانترنت لتحدي تلك التقسيمات.

وفي حقيقة الأمر فان شارون اختار الموانع والعوازل ليس فقط تشبثا بمبدأ الفصل بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي أو الدولتين في أحسن الأحوال، ولكنه أراد في الوقت نفسه اتمام عملية الفصل بحيث تخدم مصالح اسرائيل من حيث تقسيم الاراضي الفلسطينية وتقطيع أوصالها لتعقيد امكانيات اقامة دولة فلسطينية مستقلة و قادرة على الحياة والبقاء والنماء، ادراكا منه أن الدولة الفلسطينية قادمة لا محالة.

أضف الى ذلك رغبته في تحقيق أحلامه القديمة في توسيع الاستيطان ونهب الأراضي والمياه وكل مقدرات الشعب الفلسطيني فيما تبقى له من رقعة صغيرة على وجه الكرة الأرضية، بعدما ضاقت الارض بساكينها.

وربما علم شارون أن العالم لن يصمت وسيتحرك-ولو جماهيريا على الاقل- ضد هذا الجدار، لكن اسرائيل كعادتها راهنت على الدعم الرسمي الامريكي والدعم العالمي المبطن لها كدولة فوق القانون، واستمرت في تنفيذ مخططها رغم المعارضة الصريحة له أوروبيا وأمريكيا.

وفي جولة تحدي اسرائيلي جديدة للعالم ومؤسساته الدولية وحكوماته وشعوبه قررت الحكومة الاسرائيلية تحدي محكمة العدل الدولية في لاهاي والتشكيك في صلاحياتها للنظر في قضية الجدار. ولكن ذلك الموقف الذي ينم للوهلة الاولى عن قوة وثقة عالية بالنفس وبدعم الأخرين، الا أن ما رافق اعلان ذلك القرار من تضارب في التصريحات الرسمية الاسرائيلية انما يعبر عن تخوف اسرائيلي حقيقي كشفت عنه محكمة العدل العليا الاسرائيلية نفسها عندما أكدت أن الموقف الدفاعي الاسرائيلي سيتزعزع اذا ما بقي الجدار في مساره الحالي.

ويتجلى التخوف الاسرائيلي أيضا من خلال الحملات الاعلامية التي بدأت وسائل الاعلام الاسرائيلية في شنها على القائمين على المحكمة، تلك الوسائل الاعلامية كشفت في الأونة الاخيرة عن الاستعدادات الفلسطينية الرسمية لتحويل المحكمة الى تظاهرة حقوقية واعلامية ضخمة تكشف معاناة الفلسطينيين وتجذب أنظار العالم اليها، وتسأل الاعلام الاسرائيلي عما أعدته حكومتهم لتلك اللحظة.

قد تكون اسرائيل قادرة على استجلاب أعتى رجال القانون والمحاماة في العالم ليدافعوا عن موقفها في لاهاي لكنها بالتأكيد لن تضمن قرارا لصالحها اذا ما افترضنا ان للعالم بقايا ضمير حي.

وقد يعلم الفلسطينيون أن أي قرار للمحكمة لن يوضع بالضرورة موضع التنفيذ بعد تجربة طويلة وقاسية مع تهور اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية لكنهم على الأقل سيسجلون الفوز في جولة دبلوماسية جديدة تزيد حكومة اسرائيل حرجا وانكشافا أمام العالم.

وبانتظار الحكم الدولي يعمل الفسطينيون بدافع الأمل فيما يمعن الاسرائيلييون في التحدي.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required