مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


تهدد السياسات المخادعة في ايصال نزاع الشرق الأوسط الى طريق الانحدار. وعلى ما يبدو أن التجاهل هو الطاغى على إدارة الرئيس بوش، رغم كل الاستخبارات العارمة بشأن الحقائق على الأرض، مما يشير لرغبتها في تبني خطة شارون أحادية الجانب لفك الارتباط.

وفي حين ان استيعاب الحكومات الاسرائيلية، قد شكل دائما الموجه في السياسة الخارجية الامريكية، فان الاقرار بأن المفاوضات وحدها والاعتراف المتبادل هما اللذين يؤديان الى السلام العادل والدائم، وهو ما يعتقد انه عنصر الأمن الوحيد في الشرق الأوسط. لكن تجاهل هذا المبدأ لا يعدو كونه بحثا اعمى عن حل سريع.

وعودة الى المساعدين الكبار الذين سيرسلهم بوش لاسرائيل الأسبوع القادم لاستجلاء تفاصيل الخطة، فمن الظاهر ان امريكا ستدعم وتشجع الخطوات الاسرائيلية احادية الجانب، مما يعني دق المسار الاخير في نعش خطته للطريق وسط اجواء غير احتفالية.

للتوضيح اكثر، تتضمن خطة شارون اخلاء ما بين 17 الى 21 مستوطنة غير قانونية في غزة. لكن بحسب وزير الدفاع الاسرائيلي موفاز، فان الجيش الاسرائيلي سيبقى في منطقة غزة. وتقوم اسرائيل حاليا ببناء حزام امني في رفح ويبدو انه بينما سينسحب بعض المستوطنين، ستبقى غزة بالفعل تحت السيطرة الاسرائيلية الى حين اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين تؤدي الى الانسحاب الكامل، كما يفترض موفاز.

يفترض المسؤولون الأمريكيون بأن خطة الانسحاب "ستحد من الاحتكاك ما بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتحسن حرية الفلسطينيين،" غير ان ذلك يبدو مضللا في ضوء النية الاسرائيلية على مواصلة مواجهة الفلسطينيين، تلك المواجهة التي تتضمن عمليات الاغتيال، الاغلاقات ومنع التجول التي تفضي لنتائج اشبه بقتل الـ14 فلسطينيا الاربعاء الماضي.

الجدير بالملاحظة انه حتى وان كانت اسرائيل لا ترغب في الابقاء على تواجدها العسكري في غزة، سيصر الأمريكيون عليه، لخشيتهم من تقوية حماس والجهاد.

وسيتم اعادة توزيع المستوطنين ليس في اسرائيل على الأرجح وانما بالأحرى في المستوطنات الأربع المتبقية في قطاع غزة او المستوطنات اليهودية النامية وغير الشرعية في قلب الضفة الغربية. حيث ينوي شارون توسيع هذه المستوطنات لاتاحة المجال لها لاستيعاب مستوطني غزة كما طالب بمساعدات امريكية يفترض ان تكون اقتصادية لتحقيق نيته هذه قائلا انها ضرورية لنجاح خططه الانسحابية.

اذا اضطر الأميركيون، ويبدو انهم في هذا الاتجاه ، سيتراجعون عن سياستهم الخاصة بتجميد النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية. والأسوأ انهم حقا يمولون ويقيمون نقطة رئيسية للاحتكاك ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين وسيحضون على حجب قابلية نجاح الدولة الفلسطينية.

من الطبيعي، ان يظهر الأميركيون اهتماما ظاهريا حريصا على أن الانسحاب احادي الجانب، لن يستبعد المفاوضات مع الفلسطينيين في المستقبل. وبصفة غير رسمية، فمع تطبيق خطة شارون، ستتخلي الولايات المتحدة عن كل جهود المحافظة على عملية السلام عبر القاء اللوم بشكل دائم على الفلسطينيين لتوقف التقدم.

ولاسكات اي شكوى من الاوروبيين والشعوب العربية، قامت الولايات المتحدة بدفع اسرائيل لاجراء تغييرات تجميلية على مسار الجدار الفاصل للقبول بوعدها أن اسرائيل ستأخذ في الاعتبار مثل هذه الخطوة. ولمدة طويلة، أقرت الولايات المتحدة أن مظهر الانخراط له فعالية بقدر الانخراط الفعلي، مع مكافأة إضافية بأنها ستسمح لاسرائيل بالاستمرار في أهدافها دونما اعاقات لتترك الصوت اليهودي الامريكي مغتبطا. تكمن جاذبية خطة شارون في انه عند انتهاء الجدار الفاصل وتطبيق اخلاء الـ 17 مستوطنة غير الشرعية، سيبدو على المدى القصير ان التقدم الكبير قد احرز على طريق حل النزاع وستقول اسرائيل ان غالبية الفلسطينيين لم يعودوا تحت الاحتلال.

وبحشر الفلسطينيين خلف الحاجز، سيكون من السهل الدلالة على الحاحية التعامل مع الصراع وهو ما يشكل الكابوس السياسي للرئيس بوش ويمكن لخلافائه مستقبلا تجاهله لوقت غير محدد.

بالنسبة للادارة الامريكية، تشكل خطة شارون الغلاف لفشل خارطة الطريق وهي الطريقة المناسبة لازالة صراع الشرق الأوسط من أجندة الرئيس، رغم حقيقة كونها على طرفي نقيض للسياسات الامريكية القائمة. ويكمن الخطر في قيام الولايات المتحدة بغسل يدها بالدم المرق والمعاناة التي ستجلبها خطة شارون للشعب الفلسطيني.

وبالفعل سينحسر قصر نظر خطة الى كشف الحالة المرعبة التي تغط اكثر في الفوضى والتي كان بالامكان تجنبها لو ان الولايات المتحدة تعاملت بها بصورة عادلة. ومن المحزن على ما يبدو ان الولايات المتحدة استسلمت لكل شهوات شارون.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required