مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


واخيرا، اعترف عضو الكنيست الاسرائيلي ايهود اولمرت أمام مؤتمر رؤساء المنظمة اليهودية في امريكا انه "لربما كان من الخطأ بناء مستوطنة أريئيل،" – هذا التصريح اضافة الى جرأته المصطنعة السابقة في الاعلان عن ضرورة الاسراع في اتخاذ اجراءات احادية الجانب وعدم انتظار الشريك الفلسطيني للوفاء بالتزاماته، لأن الأمور لا تسير في صالح المحافظة على الطابع اليهودي للدولة العبرية، وهو التصريح الذي آثار حفيظة اقطاب اليمين الاسرائيلي في حينه لأنهم لم يعتادوا على سماع مثل تلك التفوهات من شخصية رئيس بلدية القدس السابق.

صحيح ان ذلك يشكل انقلابا في مواقف هذا الرجل الذي عرف بمغالاته في اليمينية والتطرف. وبدون ادنى شك ان هناك الكثير من الأسباب التي دفعت هذا الرجل لتغيير مواقفه تتعلق بالأمور الاسرائيلية الداخلية كالأوضاع الأمنية والاقتصادية اضافة الى عامل القنبلة الديمغرافية الفلسطينية التي تهدد الطابع اليهودي لاسرائيل.

صحيح ان الاعتراف يشكل نصف الطريق، غير انه حتى يكتمل الطريق الى الحل، تلح الحاجة لاصلاح هذا الخطأ. ونحن نشك في ان يعقب هذا التصريح اية حلول طالما ان اولمرت نفسه حاول التوضيح انه لا يقصد بتصريحاته ضرورة الانسحاب من تلك المستوطنة.

وبرأينا ان اصلاح ذلك الخطأ يتأتى من خلال تفكيك الاستيطان برمته وتعويض الفلسطينين عن سنوات العذاب والشقاء التي عانوها تحت نير الاحتلال الاسرائيلي والاقرار بحق هذا الشعب في الحرية والحياة الكريمة والعمل اضافة الى باقي الحقوق المكفولة دوليا لأي شعب في هذا العالم.

اعتراف اولمرت بخطأ اقامة مستوطنة اريل لوحدها من بين 451 مستوطنة، التي في معظمها فارغة زرعت في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتوطين 8% من عدد الاسرائيليين وحيثما يعيش نصف المستوطنين في 8 مستوطنات فقط، هو اختزال للخطأ الفادح والأكبر. خطأ الاحتلال، خطأ السيطرة على ارض شعب آخر تحت تهديد السلاح. خطأ السيطرة على قرابة الـ 3,8 مليون فلسطيني القاطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة وخطأ تشريد وتهجير ما يقارب من ثلثي الشعب الفلسطيني في اصقاع المعمورة. خطأ الاحتلال بكل ما تعنيه هذه العبارة من مهانة، اضطهاد وسلب للحرية والكرامة والانسانية!

وحري بنا التذكير هنا أن اقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة يعارض القوانين الدولية وتحديدا ما نصت عليه وثيقة جنيف الرابعة حول عدم جواز نقل القوة المحتلة لجزء من شعبها الى الأراضي التي تحتلها.

ففي عصر التحولات الكبيرة والمتسارعة التي تتكسر عندها كل الحواجز والحدود، عالم الثروة المعلوماتية والنهضة العلمية، عالم القرية العالمية الصغيرة، نرى ان اسرائيل ترفع الأسوار لتعزل نفسها داخل جدارن الفصل العنصري لتحمي نفسها من عواقب احتلالها ومصادرتها لحرية الفلسطينيين.

السوابق والتجارب التاريخية تفيد ان الحجارة والاسمنت المسلح، او حتى اكبر ترسانة نووية في المنطقة الشرق أوسطية لم ولن تجلب الامن لمالكها. وطالما ان الأمن يحققه البشر، فالطرفين الفلسطيني والاسرائيلي هما القادرين على مبادلة الامن. لكن اولا يتعين وقف حوار البنادق والعودة لطاولة المفاوضات بنية صادقة واحترام متبادل للاتفاق على اعطاء كل ذي حق حقه!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required